الإنتخابات حرام والديمقراطية كفر, ولا يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم لان هذا مخالف للشرع , ولا يجوز أن تتولى المراة مقاليد الحكم والادارة , والخروج على الحاكم حرام شرعا ولو كان فاسدا ......... !
هذه هى المبادئ أو قل القواعد التى كانت تتغنى بها السلفية فى مصر , وصدعتنا بها عشرات السنين , وكفرتنا وأدخلتنا النار ثم أخرجتنا وأفزعتنا على عذاب القبر ثم تركتنا ورحلت , لم ترحل السلفية بل رحلت مبادئها وقواعدتنا التى صدعتنا بها .
رغم تحريم التحزب من قبل السلفية إلا انهم اسرعوا بإنشاء حزب النور ممثلا للسلفية فى الحياة السياسية بعد سقوط الطاغية , وبعد ذلك آمنوا بما كفروا به من قبل ودخلوا انتخابات مجلسى الشعب والشورى , وأذعنوا للديمقراطية ورشحوا النساء على مقاعد الحزب , تاركين ورائهم الشباب يبحث عما كان محرما وأصبح حلالا لحزب النور , ربما تكون أحاديث نبوية كان يخفيها قادة السلفية أو ربما هناك تفسيرا جديدا أو آيات قرآنية لم تكن معروفة من قبل , وأصبح حزب النور هو الحزب الثانى فى مصر بعد حزب الحرية والعدالة ( اللممثل لجماعة الاخوان المسلمين ) , لا أعلم كيف كان يتمسك السلفيون بمبادئهم ثم كفروا بها جملة واحدة ؟ أهى السياسة ؟ أم الدين ؟
ثم جاءت أحداث الثلاثين من يونيو ليعلن حزب النور أن ما حُرم من قبل أصبح حلال بل واجب شرعى وهو الخروج على الحاكم , ليس هذا وفقط , بل تهنئة المسيحيين بأعيادهم أصبح واجب شرعى تدعو إليه الشريعة الاسلامية !
ليس لدى أى غضاضة فى تهنئة المسيحيين بأعيادهم لأنهم أخوة لنا فى الوطن , ولكن ما يفزعنى هو سقوط أسطورة السلفية والتى عاشت على قواعد أحرقتها فى لحظة من أجل منصب زائل .
عدول حزب النور عن مبادئه ليس تصحيحا لمبادئه الخاطئه بل هو تجارة بالدين وتلاعب بعقول الشباب التى تسير على خطاه , فالتحليل والتحريم ليس لعبة ولا تخمينا من احد بل هى فتاوى تحتاج الى دليل قاطع أو اجماع من جمهور الفقهاء .
حزب النور السلفى هو الحزب الوحيد الخاسر بعد الانقلاب العسكرى فسقط من نظر شباب التيارات الاسلامية بل كثير من أعضاء الحزب تبرأوا منه , فضلا عن التيارات الليبرالية التى كانت تراه سندا لها فى المرحلة المقبلة لمواجهة الاخوان , بالاضافة الى الفلول الذين يتقاذفونه كالكرة بعد ما حصلوا منه على ما أرادوا .
التعليقات (0)