(يا أيها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة
لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله واسع عليم.إنما وليكم الله و رسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون . و من يتول الله و رسوله و الذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون ) ) سورة المائدة الآيات 54 و55 و 56
دعوة الحق
أول من حمل لواءها نوح عليه السلام حيث مكث يدعو قومه و يذكرهم بكلمة الحق الأزلية / الثابتة المبنية على توحيد الله ألف سنة إلا خمسين عاما ... و آخر من بشر بها العالمين محمد بن عبد الله النبي الأمي(ص) .. و قد واصل حملها و لا يزالون الراسخون في العلم من بني ادم قياما بالقسط و تنويرا لأفئدة من شاء من عباد الله.
دعاة الحق لا يعادون أحدا من العالمين و إنما عدوهم الأساس هو الجهل و الشرك بالله و اتخاذ الأرباب المزيفة من دون الله .
دعاة الحق يؤمنون فقط بكتاب الله كله .. و يدعون كافة المسلمين إلى الاستجابة لما يحييهم من كتاب الله في جميع مرافق الحياة تحت يافطة (دولة التوحيد ).
أزلية كلمات الله و ثباتها و ديمومة صلاحها و فاعليتها لجميع البشر في أي زمان و أي مكان .. و كلمات الله التي أوحى الله بها إلى النبي محمد (صلى الله عليه و سلم) هي نفس الكلمات التي أوحى الله بها إلى كل أنبيائه عليهم السلام من قبل بعثة محمد (صلى الله عليه و سلم) ، كما نؤكد على نسبية أقوال الرسول محمد (صلى الله عليه و سلم) - بوصفه بشرا و ليس إلاها- و كل أحاديثه المنقولة إلينا عبر كتب الحديث و الفقه .. و محدوديتها زمانا و مكانا ، و كل أقوال الرسل من قبله هي أقوال نسبية و محدودة الفاعلية زمانا و مكانا .. و قد كانت هذه الأقوال و الخطابات صالحة لأتباع هؤلاء الرسل و حواريهم في أزمانهم و أمكنتهم لا غير .. و لم تعد صالحة لنا في عصرنا الحاضر و أمكنتنا المختلفة إلا ما ورد منها في كتاب الله المبين و المعجز، كقول القرآن الكريم على لسان الرسول (صلى الله عليه
و سلم) : ( و قال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) سورة الفرقان الآية 30 ، لكن تبقى لنا سيرة هؤلاء الرسل عليهم السلام قدوة عملية في كيفية إتباعهم للوحي و استمساكهم بكل كلمات الله الأزلية / الثابتة و إنزالها إلى دنياهم و دنيا أتباعهم، و خاصة في ميدان العبادات، و ليس في ميدان المعاملات لأن المعاملات متغيرة و معيارها الوحيد (صحة و خطأ) يوجد في آيات الذكر الحكيم لا غير .
إن إتباع / إحياء المسلمين قديما و حديثا لأقوال الرسول محمد (صلى الله عليه و سلم) النسبية المحدودة الفاعلية زمانا و مكانا و هجرهم للقرآن / كلمات الله الأزلية الصالحة لكل زمان و مكان قد حولهم إلى دراويش يحيون خارج أزمنتهم و أمكنتهم بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه و سلم) بحوالي 30 سنة أي منذ استيلاء معاوية ابن أبي سفيان على الخلافة الإسلامية بالقوة و قيامه بتصفية أنصار علي بن أبي طالب، و منذ ذلك الحين بدأ المسلمون في التشتت و الإنقسام إلى ملل و نحل متفرقة متناحرة مما ولد ضعفهم و انهزامهم أمام التتار و المغول و الحملات الصليبية و الإستعمار قديما و حديثا.
شكل رجال الدين و الفقهاء في التاريخ الإسلامي – كما في التاريخ الأوربي - و لا يزالون أكبر عائق معرفي أمام التقدم المدني والإنساني ، كما شكلوا و لا يزالون يشكلون أكبر داعم للباطل و الظلم و حكم الطواغيت و المتألهين من بني آدم ، و إلباس الحق بالباطل، و تكريس الطبقية
و الإستغلال و خدمة الإستبداد و المستبدين .. باسم الدين : فهم الذين قد شرعوا للطريقة العنيفة التي توخاها معاوية للإستيلاء على الحكم بالقوة و برروها شرعيا و فقهيا ( ومنذ ذلك الحين بدأت المدونات الفقهية في الظهور) .. و هم الذين شرعوا للمذاهب الفقهية المتناقضة في أحكامها و المتضاربة في اجتهاداتها في التاريخ الإسلامي قديما و حديثا و التي فرقت المسلمين و قسمتهم إلى ملل و نحل متنافرة متناحرة، و هم الذين شرعوا لمذاهب السنة و الشيعة و لمذاهب الإرهابيين / السلفيين الجهاديين، و هم الذين شرعوا للحركات الإسلامية المنادية بالديمقراطية الغربية والإعراض عن قوانين الله الأزلية المفصلة في القرآن العظيم و المحددة لكل أدوار المسلمين في الحياة نساء و رجالا / حكاما و محكومين، و هم الذين يشرعون للأنظمة العلمانية اللقيطة المستبدة التي تحكم العالم الإسلامي اليوم : لذلك وجب على دعاة دعوة الحق العالمية تذكير هؤلاء الغافلين بالعمل معا من أجل بعث دولة التوحيد = دولة قانون القرآنتشريعيا،
و دولة الولايات الإسلامية المتحدة جغرافيا، في العالم الإسلامي حتى تعود للمسلمين هيبتهم عزتهم و رسالتهم في الحياة.
ينبذ دعاة الحق العنف و الإرهاب و التمييز العنصري و الجنسي بمختلف أشكاله و يجرمون مرتكبيه مهما كانت المبررات.. كما نعتقد أن القتال في سبيل الله لا يمكن أن يتم إلا تحت راية دولة التوحيد بعد قيامها ، دولة جميع المؤمنين الموحدين لمحاربة المعتدين و لنصرة المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان في الأرض مهما كانت ديانتهم ..!
أحكامنا و تقييماتنا لأعمال الأفراد و الجماعات و مختلف الحكومات
و الهيئات و الأعراق و ومكتسباتهم هي تقييمات نسبية .. محدودة زمانا
و مكانا.. لذلك فنحن لا نكفر أحدا من العالمين.. ! بل يعد فعل التكفير فعل إجرامي في حق الأفراد و الجماعات و تطاول على دين الله... ! نحن فقط ندين الأعمال الآثمة انطلاقا من معاييرنا القرآنية و ميزاننا الإسلامي ،
و نمتدح ما وافق منها دعوتنا و مفاهيم القرآن و معاييره الإلاهية .
المرأة هي شريك لنا في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و السعي الجاد لإقامة دولة التوحيد على أرض الإسلام التي يحكمها فراعنة قطريون في العصر الحديث ، وهي ملتزمة التزاما إراديا بكل أوامر الله و نواهيه في حقها و لا تقوم إلا بالأعمال التي توافق فطرتها كأنثى في صلب مجتمع إسلامي متعاون .
يؤمن دعاة الحق إيمانا قطعيا أن قوانين الله و نواميسه العادلة هي التي تحكم هذا العالم منذ خلقه الله عز و جل ، و إلا لما أغرق فرعون
و جنده لما هموا بقتل موسى و من معه ظلما و عدوانا ... و لما خسف بقارون و بداره الأرض ... و لما ضرب "تسونا مي" والزلازل عديد المدن الأمريكية في عهد بوش المجرم و حكومته ... و لمات" شارون" المجرم ميتة طبيعية ... و لمات عيسى عليه السلام مصلوبا ... و لاغتيل محمد صلى الله عليه و سلم من قبل مشركي قريش ... و لاندثر القرآن الكريم منذ زمن... !
محمد بن عمر - تونس
التعليقات (0)