حزب الدعوة ومحاوله يائسه أخرى .
فيصل الرمضاني
بعد أن أتضحت بعض معالم الرابح في الأنتخابات القادمة يحاول المالكي والدهاقنه الذين يلتفون حوله أستخدام كافة الوسائل الممكنة لأبعاد بعض الأسماء عن الأنتخابات معتقدين ان هذا العمل اليائس سوف يبقيهم في السلطة مدة أطول في حين ان هذه المحاولات أن كُتب لها النجاح فسوف تدفع المستهدَفين الى اللعب خارج حلبة الأنتخابات وهذا من شأنه أن يقلب السحر على الساحر.
لقد ذكرنا في المدون السابق بعنوان (المالكي.... والعودة بالأحضان للطائفية) بأن الأنتخابات القادمة سوف تخضع للمسار الذي يجعل الأستتباب الأمني مقابل أبتعاد الحزب الحاكم الحالي عن السلطة وفي حالة تمسكه بالمكاسب التي حققها بفضل الأمريكان والأيرانيين وأصراره على الفوز بالأنتخابات بأستخدام شتى الطرق الغير مشروعة فأن الثمن سوف يكون باهظاً وذلك لعدة أسباب تتعلق بطبيعة تركيبة الشعب العراقي التي يجب ان يفهمها هؤلاء الغرباء عن الجسد العراقي.
وفي كل الأحوال سواء داخل حلبة الأنتخابات أو خارجها فأن الشرعية الوحيدة التي من الممكن أن تكون الفاصل السلمي في النهاية هي شرعية الأنجاز التي يفتقدها الحزب الحاكم الذي سوف يفتقد في نفس الوقت ايضاً الى حماية البودي كَارد الأمريكي في حالة الخروج القصري عن الحلول السلمية.
لقد أصبح جميع اللاعبين في اللعبة السياسية العراقية على قناعة تامّه بأن جزء مهم من العملية الأنتخابية هوالجانب الذي يهتم بشراء الأصوات وبيع الكلام وعقد الصفقات لشراء صمت من هم يستطيعون قلب الطاولة وان ماحصل في لبنان اكبر دليل فهاهو الحريري يشتري رضا حزب الله على الرغم من خسارة الأخير في الأنتخابات لأنه يعلم ان بدون ذلك سوف لن يكون هنالك أمن مستقر.
ولكن العملية القادمة في العراق سوف تكون بشكل آخر أذ ان الجانب الذي بأستطاعته قلب الطاولة اصبح هو المرشح للفوز بالأنتخابات وفي هذه الحالة سوف يخسر الذين كانوا يراهنون على الأمريكان وأصبحوا الآن يراهنون على الأيرانيين كل الأوراق التي بيدهم وسوف يعودون الى أسوأ مما كانوا عليه قبل الأحتلال ولهذا السبب فأن المرحلة القادمة سوف تشهد محاولات يائسة كثيرة مثل التي حصلت مع صالح المطلك لأن العصابة الحاكمة على مايبدو قد أختارت طريق البقاء بالسلطة بأي ثمن وهذا من شأنه ان يهدد العملية السياسية برمّتها.
أن على حزب الدعوة وهو الذي يحكم بالصدفة أغني بقعة أرض في العالم أن يدرك بأن محاولات أبعاد بعض الأسماء عن العملية الأنتخابية ليست ذات جدوى تصب في مصلحة بقاءهم في السلطة لأن هذا الأسلوب سوف يزيد من أحتمالات اللعب خارج حلبة الأنتخابات وهم يعرفون أنفسهم جيداً بأنهم اكثر جبناً من اسماعيل ياسين في افلامه (مع الأعتزاز بالفنان الراحل).
وفي تقديري فأن العصابة الدعوية سوف تستمر بأستفزاز الكتل المرشحة للفوز طالما انها تمسك بالسلطة الآن والقضية القادمة سوف تكون موجهة ضد علاوي أو الهاشمي أو البولاني لأن هؤلاء هم من يؤرق المالكي وزبانيته وهذا خطأ فادح يضاف الى أخطاءهم الكثيرة أذ ان التجربة في العراق قد أكدت ان التعامل مع ماهو موجود على الأرض أفضل من التعامل مع ماهو مجهول فربما سوف يرجعون الى المطلك مرة أخرى لكي يقبّلوا ايديه في سبيل أقناع المجهول القادم بقبول التفاوض معهم والأيام القادمة ستشهد.
التعليقات (0)