حزب التّواصل اللبناني
من الأحزاب اللبنانيّة الحديثة
متابعة: حسين أحمد سليم
تاريخ العمل الحزبي في لبنان قديم وعريق، وعدد الأحزاب كبير جداً، وغاياتها وأهدافها طالت كل شاردة وواردة، ومع ذلك فإن العمل الحزبي، لأسباب عدّة، لم يرقَ إلى المستوى المطلوب والذي من المفترض أن يلعبه في إطار العمل والحراك السياسي.
وتعتبر العقلية العشائرية اللبنانية، والتعلق بالشخصنة، وتركيبة البنية الإجتماعية السياسية، السبب الأساس لانعدام وجود التربة الصالحة لنمو العمل الحزبي السليم.
يضاف إلى ذلك أن الأحزاب السياسية تحولت إلى قناة للطائفية والمذهبية، وعبادة شخصية الزعيم، إضافة الى خلوها من الممارسة الديمقراطية ضمن إطار العمل الحزبي، وضعف تفاعلها مع محيطها، ومعاناتها من التأزم الداخلي في أطرها التنظيمية، والتناقض البيّن بين الشعارات الحزبية والممارسات الفعلية، والخطاب السياسي الجامد المتكرر، وغربة الأحزاب عن الحداثة والقضايا المعاصرة.
النواحي التي تم الإشارة إليها، يرافقها أزمة مستعصية في نطاق الفكر وفي نطاق التنظيم، أدّت جميعها إلى فشل العمل الحزبي، وإلى تراجع الأحزاب عن دورها الطليعي المفترض في القيادة والريادة والتغيير، فأصبحت جزءاً من إيقاع الفلوكلور السياسي اللبناني، وصار البعض يصنّفها بأنها مجرد “دكان” لا تمثل سوى زعامتها، وأنها تتحرك موسمياً “عند الطلب”، وأن معظمها خامد لا نشاط فعلي له سوى إطلاق بعض التصريحات بين الحين والآخر.
وفيما يلي نستعرض لحزب لبناني حديث العهد انطلق في ممارسة العمل السياسي منذ العام 2009 بترخيص رسمي تحت اسم جمعية سياسية لبنانية...
لماذا حزب التّواصل اللبناني
بعد أن وصلت الأمور في وطننا الحبيب لبنان إلى ما وصلت إليه، من جراء ما تراكم سابقا ً من أزمات، زادت من حدة تردّي الأوضاع، وبات الخوف من خلالها واضحا ً على الوطن والمواطن حاضرا ً ومستقبلاً.
وأصبح الواجب الوطني, يستصرخ كل لبناني بمفرده واللبنانيين بأجمعهم, للتحرك من أجل العمل على إستبقاء الوطن قائما ً وقويا ً, وبالتالي من أجل الوصول إلى لبنان الدور الرّيادي، لبنان الموقع المميّز، والتاريخ والرسالة.
وعلى الرغم من كل هذا, فإن لبنان لم يخلُ من أبنائه الخلّص, ولم يفرغ من طاقات وقدرات وإبداعات... همّهم الأول لبنان الوطن.
إلاّ أن تلك الطاقات والقدرات والإبداعات المخلصة, كانت وما زالت تعاني من عدم قدرتها على تجميع قواها وتوحيدها, لتصب في الهدف الواحد، الذي دفعنا الى التفكير جديا ً بما من شأنه أن يحمينا مما نحن فيه الأن، وبالتالي تثبيت المشروع الوطني المستقبلي للبنان الوطن الواحد الموحّد.
من هنا كانت قيامة حزب التواصل اللبناني, كواجب وطني وضرورة لحياة سياسية راقية, لا طائفية تنال منها ولا مذهبية تنهش في جسدها، ولا مناطقية تقترب إليها، لها مسلماتها الثابتة, الحوار المنطقي الدائم والتّفاهم الواعي التّام بين اللبنانيين, والعيش الطبيعي المشترك بينهم، والولاء الكامل والإخلاص المتفاني للوطن لبنان.
بناءٍ على ما تقدم, فإننا ندعو المخلصين من أبناء الوطن الحبيب والغالي لبنان الى الإلتفاف حول المشروع الواحد الموحد, ليبقى لبنان لجميع بنيه مقيمين ومغتربين, كما كان عبر حقب التّاريخ, وسيبقى الوطن الذي نرتقي اليه ونحلم به سيّدا حرّا مستقلاّ واحداً موحّداً.
أهداف حزب التّواصل اللبناني
1- النهوض بالثقافة السياسية الوطنية الوحدوية والديموقراطية بين شرائح المجتمع، وتعميم التعايش المدني الإنساني، ورفع حالة الوعي الوطني ضمن تكريس التنشئة الوطنية بين سائر المواطنين, وإعتبارها أساسية في سائر المراحل المدرسية, ورفع المستوى الإجتماعي والثقافي والمهني والإنتاج والحفاظ على الثروة الشبابية الفكرية وعلى بيئة نظيفة, وذلك للوصول الى مجتمع المثل العليا, يخدم به الجمهور اللبناني لإستنهاضه بلبنان الوطن على كل الأصعدة الممكنة, والمساهمة بقدرته الذاتية لردع العدو الخارجي والحفاظ على الأمن الداخلي.
2- ضرورة التقيّد بالنظام العام للدولة بكل فئات المجتمع, وتقديم المساعدات الإجتماعية للشرائح الفقيرة وذوي الدخل المحدود وذوي الحاجات الخاصة وكبار السن, وتشجيع الثقافة التكافليّة في المجتمع, وتفعيل دور النّموّ الإقتصادي, والحفاظ على البيئة لتجديد وتطوير الصيغ والتشريعات لمواكبة العصر.
3- التقيّد بنصّ الدستور اللبناني, والإلتزام بميثاق العيش المشترك الذي أقره إتّفاق الطائف, والحفاظ على وحدة الوطن المتكاملة, ودعم وإشاعة وترسيخ السلم الأهلي.
4- المساهمة بوضع الصّيغة الوطنية العمّاليّة, والقيام بالأنشطة الهادفة الى التفاعل والتعاون بين المواطنين على إختلاف شرائحهم ومناطقهم وتنوع إنتمائهم في الأراء, وحفظ حقهم في التعبير والمعتقد, والتعاون مع الجهات المعنية في الشأن السّياسي والإجتماعي والبيئي والتّراثي على كافة الصعد الوطنية.
5- التّنسيق مع مختلف الأحزاب والفعاليّات الوطنيّة اللبنانيّة والمؤسّسات والهيئات ذات العلاقة, بغية إستنهاض الوعي وتصويب التطبيق في الممارسة السّياسية والإجتماعيّة والشّبابية والإقتصادية والثقافية والبيئية من أجل مواجهة المعضلات المتّصلة بها.
6- تنمية وتطوير القدرات والكفاءات القيادية والعلمية والمهنيّة والتّوجهات الشّبابية الرّياضية.
7- إجراء الدّراسات والبحوث والإحصاءات وعقد النّدوات السّياسية والإجتماعية والإقتصادية والمهنية, حول المسائل والتّحديّات والأخطار المحدّقة بالمجتمع اللبناني.
المنتسب إلى حزب التّواصل اللبناني
يبدأ دور المنتسب الى حزب التّواصل اللبناني فعليا ً في صفوف الحزب عندما يُقبل طلب إنتسابه المستوفي كافّة المستلزمات, وبعد أن يقسم اليمين الحزبي, عليه أن يقوم بواجبه التّكليفي كاملا ً عملا بالوعد والعهد والقسم وحفاظا ً على ميثاق ودستور الحزب والتضحية من أجل وطننا الحبيب لبنان.
والمعنى الأول للإلتزام إعطاء الأفضلية لمصلحة الوطن على حساب المصلحة الشخصية، إنّ فعل الإرادة في إعتناق الشّرف الحزبي والعمل لتحقيق مقتضياته, وبه يتميّز المنتسب الى حزب التواصل اللبناني عن غيره من المواطنين.
والإلتزام يُمثّل في معناه الأوسع إرادة الحزبيين بوضع حياتهم في خدمة الوطن والمواطنين, والترجمة الفعلية لهذا الإلتزام تختلف بإختلاف المواقع والمسؤوليات, فالإلتزام الكامل مطلوب في خدمة الأهداف الوطنية العامة.
ولكن من المعلوم أن ترابط الأدوار وتكاملها في الحزب, يجعل لكل منها أهمية, سواء كان الدّور صغيرا ً على مستوى القاعدة أو كبيرا على مستوى القيادة.
وإنّ الإلتزام بالولاء للحزب, وعبره الإخلاص للوطن, وعليه الدّفاع والحفاظ على العيش المشترك, هو ولاء كامل ومطلق... فحين يطلب الواجب وضع حياة شباب وشابات الحزب في خدمة الوطن والمواطنين, لا يعود بإمكانه تجزئة هذا الولاء أو جعل الإلتزام إستنسابيا ً تبعا ً لمصلحة ما أو لظرف ما، وبالتّالي فإنّ الولاء للوطن يكون خالصا ً من أي إرتهان لأيّ جهة أو ظرف, وصادقا ً في الإلتزامات التي يرتّبها عليهم الواجب أيا ً كانت الظّروف والإعتبارات, وأي ولاء ناقص أو مجتزأ, يشكل خيانة للقسم وللشرف الحزبي، وبالتّالي خيانة للوطن.
والولاء للحزب يُحتم على كل الحزبيين البعد عن الأفكار الطائفيّة والمذهبية والمناطقية, لأنها نقيض مباديء حزب التواصل اللبناني الذي يلتزم بالحوار الوطني, والعمل الدّائم على التنشئة الوطنية, وتغذيه بالرّوح الإنسانية الصادقة.
ومن هذا المنطلق, يتوجّب على كلّ منتسب إلى حزب التّواصل اللبناني تركيز الجهد والوقت في خدمة مسيرة الحزب الوطنية, وعدم الإنشغال في أمور وأعمال أخرى من شأنها إضعاف الولاء للوطن وللحزب على حد ٍ سواء.
الوَعْدَ والعهدّ وَالقَانُوْنَ
العهد:
يُعاهد المنتسب إلى حزب التّواصل اللبناني مُقسماً بِالله وَشَرَفِهِ أَنْ: يُحَافِظَ عَلَى الوَعْدِ. وَيَعْمَلَ بِالقَانُونِ.
الوعد:
يَبْذُلُ المنتسب إلى حزب التّواصل اللبناني جُهْدَهُ وَعْداً صَادِقاً وَعَهْداً وَاعِداً لِكَيْ: يَقُوْمَ بِوَاجِبِهِ نَحْوَ الله وَالحَقِّ وَالإِنْسَانِيَّةِ وَالوَطَنِ والأمّة. لا يَغْرِفَ إلا مِنْ حِبْرِ الحَقِيِقَةِ مَهْمَا كَانَتْ مُرَّةً. يَعْمَلَ بِالقَانُوْنِ.
القانون:
المنتسب إلى حزب التّواصل اللبناني هو مُوَاطِنٌ نَمُوذَجِيٌّ:
مُؤْمِنٌ بِالله, خّادِمٌ لِلْحَقِيِقَةِ, أَمِيِنٌ وّفِيٌّ عَلَى الإِنْسَانِيَّةِ, مُخْلِصٌ لِوَطَنِهِ لبنان ومتفان في سبيله والزّوْدِ عَنِهْ.
نَقِيٌّ صَفِيٌّ الطّويّة, شَفِيِفُ الوِجْدَانِ, صَادِقُ القَوْلِ, يُوْثَقُ بِشَرَفِهِ وَيُعْتَمَدُ عَلَيْهِ.
مِقْدامٌ, نَافِعٌ وخَدُوْمٌ يُسَاعِدُ اللبنانيين وَيَقُوْمُ بِوَاجِبِهِ كَامِلاً إِتِّجَاهَ المُجْتَمَعِ اللبناني بكافّة نسائج شرائحه.
صَدِيِقٌ لِجِمِيِعِ اللبنانيين, وَأَخٌ لِكُلِّ مواطن لبناني, يُحِبُّ لِغَيْرِهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ.
شَهْمٌ مُهَذَّبٌ وَرَزينْ, كَرِيِمُ الأَخْلاَقِ, رَفِيِعُ المَنَاقِبِ, سَامِيَ المُثُلِ وَمَسَارٌ يُحْتَذَى.
أَمِيِنٌ عَلَى قَلَمِهِ وَكَلِمَتِهِ ولسانه وَقَوْلِهِ, وَمُؤْتَمَنٌ عَلَى حُقُوْقِ اللبنانيين.
مُعَلِّمٌ دَاعِيَةٌ, وَأُسْتَاذٌ عَارِفٌ, يُرِْشِدُ وَيُهْدِي إِلَى الَّتِي هِيَ أَقْوَمُ.
مِقْدَامٌ, جَرِيِءٌ المَوْقِفِ, لاَ تُثْنِيِهِ الإِغْرَاءَاتُ, يَهْزَأْ بِالمَعُوقَاتِ وَلاَ يَعْبَأُ بِالصِّعَابِ.
حَكِيِمٌ, ناصح, ثَابِتُ الرَّأْيِ والموقف, عَادِلُ الحُكْمِ. لاَ يَنْطُقُ إِلاَّ بالعَدْلِِ.
طَاهِرُ الفِكْرِ, نَظِيِفُ القَوْلِ, يُتْقِنُ العَمَلَ بِالإِبْدَاعِ, وَيَنْهَلُ مِنْ مَعِيِنَ الحَقِّ.
قسم حزب التّواصل اللبناني
أقسم بالله العظيم: أن أكون لبنانيّاً من الصّالحين, أخدم وطني وأفديه, بكلّ ما أمتلك من غالٍ ونفيس..
شِعار حزب التّواصل
نِسْرُ التّوّاصُلِ اللبنانيّ يُحلّقُ بثمانيةِ عشر جناحٍ نسيج إتّحاد وتعاون وتكامل وتماذج وإنسجام طوائف المجتمع اللبناني المبارك.
التعليقات (0)