بسم الله الرحمن الرحيم
حزب التحرير ما بين العلمانية والاسلام
بقلم/ كارلو خليفة
الكثير منا لديه تساؤولات عديدة عن حزب التحرير؟؟ فما هو حزب التحرير؟؟
وما هو واقع الاسلام والمسلمين في هذا اليوم الذي من شانه ان يكون من المقومات الاساسية الايجابية لتحقيق اهداف حزب التحرير او ان يكون واقعا سلبيا يحول دون تحقيق اهدافه؟؟؟ وماهي افكار ومبادئ هذا الحزب التي تضفي عليه سمة الخصوصية وتميزه عن غيره من الاحزاب؟؟
ان حزب التحرير هو حزب او تيار اسلامي اصولي ولد من رحم جماعة الاخوان المسلمين في الخمسينات من القرن الماضي على يد امام مسجد في القدس يدعى تقي الدين النبهاني وهو من الاحزاب وتيارات الاسلامية المناهضة لافكار العصر الحديث التي يعتبرها افكار وسياسات دخيلة على الفكر الاسلامي فهو يرفض كل مبادئ الديمقراطية المتمثلة باقامة دولة علمانية لا تحتكم قوانين دستورها الى الطائفية
والعنصرية العقائدية والدينية بل تقوم على فصل الدين عن السياسة ويرى حزب التحرير بان الحل الجذري لمشاكل الاسلام والمسلمين المستعصية وتغير واقع الشعوب لا يكون الا باقامة دولة الخلافة على جميع الاراضي العربية والاسلامية
فهذا الحزب لا يعترف بدويلات قطرية تحتكم الى قوانين وضعية بل يريد تجسيد دولة واقعية على ارجاء الاراضي العربية والاسلامية تحتكم الا قوانين القران والسنة يقودها الخليفة ويحميها ويدافع عن مصالحها وقضاياها جيش اسلامي موحد هدفه الدفاع عن الاسلام والمسلمين ونشر الدين الاسلامي في شتى انحاء المعمورة
ومما لا شك فيه ان كل مسلم غيور على الاسلام والمسلمين يؤمن بافكار ومبادء هذا الحزب لانها افكار ومبادئ مستمدة من النظام الرباني الذي يتلخص بالقران والسنة النوبية التي انزلها اللة تعالي على رسوله لتحقيق العزة والكرامة لشعوب الاسلامية فلا عزة ولا كرامة لنا الا بتباع سنة نبينا وبكتابه الكريم فكما قال علية الصلاة والسلام (اذا تبايعتم بالعينة واخذتم اذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط اللة عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا الى دينكم ) اذن فنحن ندرك بان عزتنا وكرامتنا لا تكون لا بوحدتنا والتحامنا وتكافلنا ببعضنا البعض وبالتفافنا نحو عقيدتنا وهويتنا الاسلامية التي هي مصدر عزة الاسلام والمسلمين ومن هذا المنطق ستمرت وحدة المسلمين وحفظتها اكتر من 1400سنة وتحطمت على صخرتها كل الغزوات والمؤامرات الصلبية التي كانت تهدف الى اختراق وحدة المسلمين اذن نحن نؤمن ايمانا
قطعيا لاشك فيه ان قوتنا مستمدة من اسلامنا وبتمسكنا بعقيدتنا ولكن يجب علينا ان نكون واقعيون فلا احد يسطتيع ان يتنكر للواقع الذي نعيشه وان كان مؤلما فواقع المسلمين في هذا اليوم واقع مرير وعصيب فبعد ان عاش المسلمين واقع العزة والكرامة فها هم اليوم يتجرئون كاس الذل والهوان لابتعادهم عن دينهم فتشتت شمل الوحدة الاسلامية وتفرقت كلمتها حتى اصبح الاسلام في الهوية....واصبح المسلمين يحتكمون الى العلمانية... ونتشرت بين المسلمين الاباحية...واصبحت غايتنا الحسابات السويسرية ...ما هدفنا فهو الذة الدنيوية... واصبحنا نرفع شعار النعرة القبلية...ونقدم العنصرية الطائفية على الوحدة الاسلامي...ة الى ان اصبحت ثقافتنا هي الثقافة الصليبية .... و اصبحت الصرخات المطالبة بتطبيق الاسلام بصرخة العبثية...فاصبح الغرب يتحكم بنا وكاننا دما وهميه...
والسؤوال الذي يطرح نفسه الان ما هي المفارقة بين نظام دولة الخلافة واالانظمة الوضعية ؟؟و هل في ظل واقع المسلمين المرير يمكننا تجسيد هدف حزب التحرير في اقامة دولة خلافة اسلامية؟؟ وماهي الالية التي يتبعها هذا الحزب لتحقيق هذا الهدف ليصبح حقيقة واقعية؟؟
لا شك ان واقعنا في هذا اليوم يحول دون تحقيق هذا الهدف فنحن اليوم نحتكم الى دول علمانية بكل مقياسيها السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية تلك العلمانية التي فرضت نفسها على المسلمين بعد سقوط دولة الخلافة وسقوط دولة الخلافة لا يعني ان هناك خلل في النظام الذي تحتكم فيه هذه الدولة لانه نظام رباني منزه عن الخطا ولكن الدول كالشعوب لها اعمار محدودة وتعتمد سرعة سقوط الدول على وصول المفسدين الذين ياثرون مصالحهم الشخصية على ما تقتضيه مصلحة الدولة الى سدة الحكم وتعاون هؤلاء المفسدين مع الدول الخارجية التي تريد الاطاحة بتلك الدولة وهذا ما عانته دولة الخلافة في اواخر عهدها
حيث كانت تعاني من الفساد والمفسدين الذين انهكوا تلك الدولة وتوجه الانظار الغربية نحو هذة الدولة لكسر قواعدها واعمدتها وبالتالي انهيارها بهدف تسهيل السيطرة على العالم العربي والاسلاامي انطلاقا من سياسة فرق تسد ومع انهيار تلك الدولة وتحويلها الى دويلات واقطار عدة لكل قطر حاكما خاصا به وضع له مقومات وقواعد سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تميزه عن غيره من الاقطار ومن هنا فصل الدين عن السياسة وتبنت تلك الدول مبدا العلمانية وطبقته على سياستها الداخلية والخارجيه
ويجب علينا ان نعترف بالمفارقة المنطقية بين العلمانية ونظام الخلافة فلعلمانية هي عبارة عن نظام مدني ينظم شؤون المواطنين وليس دينا فهو نظام وضعي من ابداع البشر الذين يخطئون تارة ويصيبون تارة اخرى اذن فهو نظام قابل للخطا والخلل اما نظام دولة الخلافة فهو نظام يقتبس او يحتكم في قواعده السياسية والاقتصادية والاجتماعية الى القرآن والسنة النوبية اذن فهو نظام رباني انزله جل من لا يسهو ويخطا
فهو نظام شامل متكامل بكل المقايس لا مجال للخطا فيه انزله جل وعلى انطلاقا من الرؤية الربانية المتمثلة في رحمة البشرية فشتان ما بين الثرى والثريا...ولكن يجب علينا ان ننظر الى الامور من الزاوية الواقعة وعلينا ان نكون واقعين اكثر نعم ان النظام الاسلامي هو نظام يتسم بسمة الشمولية فهو صالح لتطبيق لكل زمان ومكان وهذا لن ينجح الا اذا كان المسلمين في خندق واحد وتحت راية واحدة وهدف واحد وصرخة واحدة ونبذنا الطائفية والحزبية والتففنا نحو عقيدتنا عند اذن يمكننا تطبيق قواعد النظام الاسلامي اما في واقع المسلمين اليوم فمن المستحيل انجاح ذلك...انه طلب المستحيل فعلا...والصرخات التي
تطالب بتحقيق ذلك هي صرخات عبثية...وهي مضيعة للوقت ...ان اردت ان تطاع فطلب المستطاع...لكن ليس العيب العلمانية علىفي ديننا ...والخلل لا يكمن في النظام الاسلامي...فلعيب فينا وما بسوانا ...نعم العيب فينا لاننا نحن من ابتعدنا عن ديننا وفرطنا بوحدتنا وراية اسلامنا ...نحن من رسمنا ذلك الواقع المرير...ففرضت بلادنا.... فتامرنا وتحالفنا مع الشيطان(الغرب)الذي شتت شملنا واصبحنا ننادي ونرفع شعار الحزبية والطائفية والمذهبية التي اهلكتنا واهلكت صفوف وحدتنا فكل طائفة تدعي بان الطرف الاخر هو الخطا .....وكل طائفة اصبحت تشكك في عقيدة الطرف الاخر وفي منهجه دينه ....فاصبح ضعف المسلمين يتمثل في صراع الطوائف....الصراع على النفوذ وصراع على السلطة والهيمنة الى ان وصل الامر الى التكفير فاصبحنا نكفر يعضنا ونقتتل فيما بينا ومن هنا خرجت تلك الجماعات الاسلامية السياسية الضلالية التكفيرية التي تنكرت في قناع الدين بهدف العب على وتر العواطف
فاصبح لكل جماعة هدف ومطامع ومصالح خاصة بها تميزها عن غيرها من الجماعات وان كل جماعة لا ترى في نفسها الا انها جماعة منزلة وان اعضائها هم ملائكة يسيرون على الارض وان الطرف الاخر هو ملحد وكافر ولا يستحق الحياة فهم اجدر بالحكم لان منهجهم هو الاسلام....ذلك صحيح ان كانت تلك الجماعات الاسلامية كحزب التحرير وغيره من الاحزاب الاسلامية يجسدون اقوالهم الى افعال واقعية ولا يرفعون شعارات دينية واسلامية وافعالهم تدل على عكس ذك تمام فالاسلام براء من افعالهم وبراء من تكفيرهم لغيرهم من المسلمين فالاجدر بنا ان نتحد جميعا ونتعاون ونساعد بعضنا البعض للوصول الى ذلك الهدف النبيل فان كان القيصر وزمرته يحذون الطريق الخطا علينا تقديم النصح والارشاد لهم او علينا بالعصيان المدني السلمي لا بتكفيرهم ومحاربتهم وبقتلهم والقيام بانقلابات عسكرية ضدهم تلك اساليب لن تفلح للوصول الى ذلك الهدف لان التغير نحو الافضل لا يكون بتغير اعلى قمة الهرم وحسب بل علينا تغير ثقافة المجتمعات ايضا وان نواكب المسيرة المسيرة العلمية ومسيرة الاصلاحات الشاملة السياسية
والدينة والثقافة والاقتصادية وان نحقق انجازات علمية على ارض الواقع وان نحي روح الجهاد في نفوس ابنائنا انطلاقا من القاعدة او المعادلة الرباينة (ان اللة لا يغيرما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ) اذن فتغير الواقع مقترن بتغير النفس فعلينا ان ننتصر لانفسنا ولارادتنا وبالتالي فان النصر ات لا محال كما وعد اللة عبادة المخلصين واللة لا يخلف وعده (ان تنصروا اللة اللة ينصركم ويثبت اقداكم )اذن فنصر مقترن ايضا بنتصارنا على انفسنا
اذن علينا ان نوحد الصفوف وان ننظر الى المستقبل بمنظار الاخوة الاسلامية وليس بمنظار وبمنطق التكفير والاقتتال فالحل السحري لواقع المسلمين اليوم لن يكون بالانقلابات العسكرية ولا بتكفير العاملين في ظل دولة علمانية او من يدير شؤون تلك الدولة فنحنا الذي فرضنا هذا الواقع على انفسنا ومن ثم فرضت العلمانية على هذا الواقع اذن فهي نتاج جماعي وليس فردي
واقامة الخلافة لا يكون باسقاط كلمة مقاومة من القاموس فحزب التحرير الذي ينادي باقامة الخلافة يسقط مفهوم
العمل المادي من قاموسه فهذا الحزب ينتهج السياسة التنظرية والخطابية !!!! هل تسعى لاقامة الخلافة بمؤتمرات خطابية بائسة ؟؟!!ام باقصاء المقاومة الباسلة ؟؟!!ام برفع الشعارات الزائفةّّ!!؟؟؟
ماذا فعل حزب التحرير لاخوانه المسلمين الذين يقتلون اينما وجدوا ؟؟؟ماذا فعل لاعراض المسلمات الماجدات التي نتهكت في سجون اسرائيل وسجن ابو غريب ؟؟؟هل انتصرت لدماء تلك الشهداء في فلسطين والعراق وافغانستان وغيرها ؟؟؟ام كتفيت بخطاب حزبي لبق ومنمق ادنت واستنكرت فيه تلك الاعمال ضد المسلمين؟؟؟اليهود يسرحون ويمرحون في فلسطين فماذا انتم فاعلون ؟؟هلا اكتفيتم بالدعاء على اليهود
فلسان حالكم وفي كل مجزرة اسرائيلة ضد الفلسطين والمسلمين سياتي يوما وسنثار فيه لدماء المسلمين!!!متى سياتي هذا اليوم ؟؟وهل سياتي ذلك اليوم على يد اناس جلسوا واستكانوا في بيوتهم وكتفوا بالدعاء؟؟ام على يد اناس اشاوس يوصلون ليلهم في نهارهم ويفترشون الارض ويلتحفون السماء... في زمهرير الشتاء... وفي حر الصحراء ...باحثين عن اعداء الاسلام والمسلمين ليثاروا لاخوانهم؟؟!!
فواللة لن ياتي ذلك اليوم الى اذا غيرتم نهجكم وتبعتم يساسة نبيكم نعم الرسول لم يعلن الجهاد الا بعد اقامة الدولة الاسلامية ولكن لسبب بسيط لانها كانت اول دولة اسلامية في تاريخ البشرية ولم يكن هناك مسلمين ولا اسلام قبل هذه الدولة فكيف يمكن لرسول ان يعلن الجهاد بدون مسلمين ولكن بعد ان تبلورت وتشكلت نواة الجيش الاسلامي
اعلن الرسول هذا الجهاد اما اليوم فهناك مليار مسلم اذن فهي حجة ضعيفة لاسقاط مفهوم العمل المادي من قاموس حزب التحرير
اذن فالاجدر بكم ان تركزوا انظاركم نحو اصلاح الامة وان تحيوا في نفوس ابنائكم الاعمال المادية التي من شئنها ان تساهم وترسخ قواعد تلك الدولة وليس بتكفير الحكومات وموظفين الدولة الذين يعملون في مختلف مؤوسسات وقطاعات الدولة من اجل حماية المواطن بل ووصل الامر الى قتلهم فهناك احزب وجماعات اسلامية في العراق وفلسطين والمغرب العربي تبنت السياسة الطالبانية في محاربة هؤولاء
الموظفين الاحرار وتسميتهم ( بزنادقة العلمانية) باي ذنب يقتل هؤولاء الاحرار ؟؟؟وباي حق تقتلهم من اعطاك ذلك الحق؟؟؟اليس من الممكن ان يخرج من اصلاب هؤولاء الموظفين الاحرار شبابا يعزون الاسلام والمسلمين ويكونوا ذخرا للامة السلامية ؟؟؟
واذا كنتم تنبذون العلمانية فلماذا تحتكمون الى قضائها وقوانينها؟؟ولماذا تعملون تحت ظلها ؟ لما تدعمونها اقتصاديا وسياسيا فجميع مؤوسات الدولة الصحية والاجتماعية والثقافية والسياسية تحتكم الى السياسات العلمانية وانتم تتعاملون مع تلك المؤوسسات في شتى مجالات حياتكم اليومية فلا غنى لكم عنها وفي نفس الوقت تحاربونها !!!!اذن فنحن متفقون على دور علمانية الدولة في ادارة شؤون البلاد وعلى اهميتها في الحد من الفتنة الطائفة بعد ان اصبح الاسلام هامشا في حياتنا واصبج يتجزا الى مذاهب وطوائف مختلفة تتصارع فيما بينها بحثا عن السلطة واثبات الوجود والنفوذ فمن هنا جائت العلمانية هي الحل ولكن ليس في مواجهة شعار الاسلام هو الحل فكما اسلفت فنحن مسلمون وندرك جيدا مدى المفارقة بين الاسلام والعلمانية فليس هناك مقارنة بين الاسلام العظيم وبين تنظيم مدني وضعي و انا لا اقف مع العلمانية في وجه الاسلام العظيم ولا ادافع عنها ضد الاسلام فانا مسلم قبل كل شيء ولكني ارى بان علينا ان نتبنى مبادئ العلمانية المعتدلة وان نطبقها على مؤوسات الدولة المختلفة وفي نفس الوقت نقوم بتوحيد صفوفنا
المتهالكة ونبدا بمسيرة اصلاحية شاملة سياسية واقتصادية واجتماعية وعلمية ولتحقيق ذلك يجب فتح الابواب امام الثورات العلمية والصناعية لاقامة دولة قوية وحضارية ترفع شعار الايمان والمساواة والعدل والتغير تلك الدولة هي التي تستطيع قلب موازين القوى فاذا سارت كل الدول العربية والاسلامية على نفس النهج حين اذن نسطتيع ان نتحد وان نحتكم الى دولة واحدة هدفها واحد وترفع راية واحدة يحميها ويحمي مصالحها جيش واحد بهذه الطريقة نستطيع ان نبيني امبراطورية الدولة الفاضلة وليس بالعنف والطائفية والانقلابات والتكفير فكل هذه الاساليب اثبتت فشلها وليس لها اي ايجابيات تسهم في التغير نحو الافضل
على العكس تماما فهي تشوه الاسلام والجدير بذكر في هذا الموضوع ان القوى العالمية تدرك مخاطر وصول الاحزاب الاسلامية الى سدة الحكم فوصول تلك الاحزاب يشكل تهديدا فعليا على وجود تلك الدول لذلك فهي تسعى الى زرع حكام لا يحملون العداء لتلك الدولة لذلك فهم يسعون الى محاربة واجهاض تلك المحاولات كما حدث في افغانستان عندما اعلنت طالبان قيام دولة اسلامية وما حدث في فلسطين عند تسلم
حماس لزمام الامور اذن فمحاولة السعي وراء اقامة دولة خلافة في هذا الواقع يعد من ضروب ومن نسج الخيال لاننا ضعفاء ولا نملك القوة التي نستطيع من خلالها مجابهة القوى العظمي الرافضة لمبدا تلك الدولة فكما قلت في السابق علينا ان نتبنى شعار العلمانية المعتدلة وان نقيم دول علمانية قادرة عن طريق المؤوسسات الدينة والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعلمية على تحقيق القوة الايمانية في نفوس المسلمين ليكونوا جند اللة في الارض وايضا تحقيق القوة المادية من اجل الدعوة الى الصحوة الاسلامية الكبرى وبذلك نكون قادرين على اقامة امبراطورية اسلامية موحدة تضم كل الشعوب والمجتمعات الاسلامية يحميها ويدافع عنها وعن مصالحها جحافل جيش اسلامي
والسؤال الاخير الذي يطرح نفسه الان هل بتبني العلمانية المعتدلة يمكن تحقيق تلك الاهداف ؟؟؟ام ان تطبيق العلمانية المعتدلة يحول دون تحقيق ذلك ؟؟
عندما اقول العلمانية المعتدلة فانا اعني العلمانية التي لا تحمل العداء لدين ولا تحارب الدين نعم تفصل سياسة الدولة عن الدين وترفع شعار الحرية والديمقراطية والمساواة ولكن الفصل لا يعني العداء للدين وان كانت العلمانية المتشددة تحمل ذلك العداء والكراهية لدين بل وتعمل على محاربته الا ان العلمانية المعتدلة تتسم بالوسطية في التعامل مع الدين فهي تعطي الحرية المطلقة للمجتمع لممارسة الشعائر والطقوس الدينة فسياسة الدولة العلمانية المعتدلة لا تقوم بمحاربة الحجاب مثلا ولا منع رجال الدين من توصيل رسالتهم الدينية الى المجتمعات ولا تقوم بالحد من وسائل الاعلام التي تهدف نشر الافكار الدينية والعقائدية ولا
تقوم بمحاربة المؤوسسات الدينية والاجتماعية والثقافية التي تهدف الى نشر الوعي الديني في المجتمع ويجب ان نحاول تطوير سياسية علمانية الدولة المعتدلة للتتجاوز ما سبق وتصبح سياسة وظيفتها الحد من الفساد والانحلال الخلقي والمجتمعي والحد من الاباحية التي تدمر المجتمعات الحضارية وتؤثر على وعي المجتمع الديني والخلاقي والثقافي والاجتماعي وفي الوقت نفسه يجب تكثيف الجهود والطاقات الابداعية للمضي قدما نحو الثورة العلمية والاقتصادية والتركيز على بناء نواة جيش ينتهج ويرتكز على العقيدة الاسلامية يكون قادرا على حماية هذه الدولة دخليا وخارجيا اذن انطلاقا من هذه الرؤية الشخصية نسطتيع تحقيق الامبراطورية الكبرى اذا نتهجت كل دولة عربية واسلامية النهج والسياسه نفسها وسنستطيع تحقيق كل اهداف تلك الدولة ولكن يجب ان تتوفر المقومات الاسياسية لذلك وهي الارادة ونبذ العنف والطائفية وتوحيد الهدف ونشر الوعي الديني والاخلاقي والثقافي عن طريق الاعلام الهادف وبالتالي سيتجسد التغير ليصبح واقعا باذن الله
اتمنى من الله العلي القدير ان يوفق الاسلام والمسلمين
لما يحبه ويرضا ومافي من خير
لعزة السلام والمسلمين
التعليقات (0)