كان القاضي ابو علاء كما اسميته ( خوفاً عليه من مسدسات كاتم الصوت المشهورة الآن في العراق من الأغتيال ) كان في الخامسة والستين من العمر عمل محامياً لفترة من الزمن ثم تدرج الى معاون قضائي قد تنقل في حياته المهنية في عدد من محافظات العراق حتى اصبح قاضياً ، كان الرجل معروفاً بصدقه وامانته ونزاهته وكان لا يهادن احداً مطلقاً على حساب مبادئه ... وبعد ان جزع من النظام البعثي السابق الذي كان يتحكم بكل شؤون الدولة والتي منها القضاء العراقي وحيث كان يواجه الكثير من الضغوطات والتهديدات من قبل ازلام نظام البعث المقبور والتي كانت بطبيعة الحال تتقاطع مع ما يحمله هذا الرجل من امانة ومباديء مهنية وانسانية ودينية ... وما ان قامت الثورة الشعبانية في عام 1991 حتى اخذ عائلته وهرب الى احدى الدول العربية واقام فيها منذ ذلك الوقت وحتى عام 2005 حيث عاد الى بلده العراق وهو يتأمل خيراً بعد ان خلص العراق والعراقيين من ذلك الكابوس البعثي الصدامي الذي كان جاثماً على صدر الشعب العراقي لأكثر من ثلاثين عاما ... لكنه قد صدم أيما صدمة بهذه الانظمة التي بدأت بسرعة تتوالى على حكم العراق التي لم يكن يميزها عن النظام السابق سوى بعض الفروقات الشخصية
قال القاضي ابو علاء خلال لقائي به منذ أيام حين سألته :: هل رأيتم فرقاً بين حكومة النظام البعثي السابق وحكومة حزب الدعوة الحاكم الآن وهل توجد نظرة حقيقية لتطبيق العدالة لهذه الحكومة وما هو رأيكم الشخصي بأعتباركم قاضياً ؟ :: عملت في القضاء العراقي لأكثر من ثلاثين سنة ولم ارى في حياتي القضائية السابقة والحالية حزبا قد حكم العراق ينشد تطبيق العدالة بحقيقتها اطلاقاً الامر الذي لازلنا نعاني منه أيما معاناة ، ففي ايام حزب البعث كان بأمكانك ان تقترف اي جرم وتدخل السجن من هذا الباب وبمكالمة تليفونية حزبية ( من فوق ) لتخرج من الباب الآخر ... بل رأيت الكثير من اوجه التشابه المترابطة بين حكومة حزب البعث وبين حكومة حزب الدعوة الآن والفارق الوحيد الذي اراه ويراه المجتمع العراقي هو ان كان البعثيون يرتدون الزي العسكري ( الزيتوني ) ومسدساتهم ( الطارق ) على جنوبهم واحزمتهم أما الآن فحزب الدعوة ورجال حزب الدعوة وحتى باقي الأحزاب التي تتشارك مع حزب الدعوة الحكم فأن لباسهم وزيهم هو العمامة ( الزي الحوزوي ) ومسدساتهم ( الكلاك ) تحت ( جببهم ) ولا يوجد للعدالة أي معناً حقيقياً إلا في ما يخصهم ويخص حواشيهم ونفس الضغوطات التي كان يمارسها معنا النظام البعثي السابق لازالت تمارس علينا من قبل حزب الدعوة الحاكم ، واستدرك جناب القاضي ابو علاء كلامه بعد ان سحب نفساً عميقاً من سيكارته : وسوف اعطيك مثالاً على كلامي هذا .... : منذ اكثر من سنتين وبعد تولي ( عدنان الزرفي ) ادارة محافظة النجف الاشرف مباشرة ضبطت القوات الامريكية بمعية شرطة النجف والفضل يعود ( للكلاب البوليسية الامريكية ) في مطار النجف الاشرف مائة مليون دولار امريكي كانت في طريقها الى ايران موزعة في عدة جنط سفر الركاب الذين كانوا مسافرين الى ايران وبعد التفتيش عن مسؤول هذه الاموال المهربة وعائديتها : اتضح ان المسؤول الذي كان يعتزم تهريب هذه الاموال هو السيدة ( فلانة ) اخت خطيب جمعة النجف واحد اكبر اقطاب ( المجلس الاعلى و منظمة بدر ) السيد صدر الدين القبانجي ... وتم ألقاء القبض والتحفض عليها وأودعت بسجن خاص تحت اشراف محافظ النجف شخصياً الاستاذ عدنان الزرفي الذي كان مصراً على أحالتها الى المحكمة لتنال جزائها ..... وما هي النتيجة ؟ فما ان وصلتنا اوراقها من هذا الجانب .... حتى بمفاوضات ومكالمات تليفونية ( من فوق ) سحبت منا اوراق الدعوة من الجانب الآخر ، وانت ترى الآن تمارس كافة انواع الاستبداد والتجبر والتكبر من قبل حكومة حزب الدعوة وكل شركائه الآخرين .
ملاحظة :
------------
تم التلاعب ببعض الحقائق خوفاً على الرجل ... وإلا فأنه ذو سمعة في اغلب الاوساط والمحافل الاخرى .
التعليقات (0)