حزب البعث العربي الأشتراكي , فكر قومي جمع مابين الهوية القومية و الأشتراكية , الشق القومي من الأسم معروف من كونه ولد في محيط كان الفكر الأسلامي قد ضعفت قوته بين الشعوب العربية بعد سقوط الأمبراطورية العثمانية الأسلامية و سقوط ميراثها بين ايدي دول المحور و استعمار مناطق نفوذ الأمبراطورية,, و تركزت محاور الصراع للفكر القومي و الفكر الأسلامي هو مصر و سوريا حيث يشهد التاريخ العربي الحديث حول نشاط و الصراع الفكري لتلك المجموعات أنذاك في ذالك البلدين اكثر منها من البلدان العربية الأخرى,, أما الجانب الأشتراكي من التسمية , كان لابد من اختلاف في التسمية و الفكرة للتميّز عن باقي الأحزاب الوطنية العربية انذاك , لكن هل وصل المفكرون العرب لأعطاء خصوصية للأشتراكية العربية كي لا تحسب على الأشتراكية الدولية التي طرح فكرها و معادلاتها كارل ماركس , و هل كانت لتكون الأشتراكية مرحاة عبور من شرنقة التحول الأشتراكية لمجتمع عربي شيوعي؟؟ ,, ربما هنا توقف الفكر في ان يبني مجتمعا اشتراكيا و البقاء في هذا الطور دون الحاجة للأنتقال لمرحلة الشيوعية خاصة ان المجتمع العربي لم ينفر من الدين و لم تسبب الهوية الدينية في اعاقة الحركات العربية التحررية من قيود الأستعمار و هكذا كان البعثيون قد ربطو التاريخ و الهوية الدينية بأشتراكيتهم كي يضيفوا خواص مختلفة لأشتراكيتهم العربية , لكن ماهي النظرية الأقتصادية و الأجتماعية في اشتراكية البعثيين ؟ خلال فترة حكم البعثيين للعراق بسلطة الحزب الواحد و توفر كل الأمكانيات المادية و المعنوية , لم نجد اي خطوة في التطبيق الأشتراكي المنظّر في ثقافتهم الحزبية, بل و حدثت تناقضات في نظريتهم الفكرية و الأقتصادية و الأجتماعية, و خلال (36) ستة و ثلاثون عاما من الأنفراد بالسلطة , لم يستطع العراق بالنهوض أو الوصول لمستوى الدول النامية و لم يفلح ان يترجم ما كتبَ في منشوراته, و ذالك الجو من الأمكانيات المادية و المعنوية نجح في دول اخرى كانت اقل امكانية من العراق و اصبحت فكرا ينافس النظريات الفكرية في العالم , دولة مثل السويد نجح الأشتراكيون فيها من خلق مجتمع لم يكن يعرف شكل البطاطا و الباذينجان و الفلفل الأخضر إلا في الستينيات و وصلوا لما وصلوا إليه اليوم, و بالرغم من تداول السلطة بين الأشتراكيين و اليمين على الحكم و تغير المفاهيم الأقتصادية فلم يستطيعوا محو الجذور الأشتراكية التي بنت السويد و امريكا تسمي السويد بالنظام الأجتماعي الشيوعي الأوربي. او حتى كوبا البلد الفقير و الذي تخبط بين الفكر الشيوعي و الأشتراكية كان احسن هيكلةَ و تنظيماَ.. البلاشفة وصلوا مطاف الدول العظمى بأقل من 36 عاما و الخ.
اليوم سقط فكر البعثيين بسقوط صدام , فهل هناك فكر يعتمد ثوابت علمية و تاريخية يسقط بمجرد سقوط قائده؟ و هل تناسب فكر البعث لتلك المرحلة التي تسلم فيها زمام السلطة بالعراق كي يتناسب مع النظام العالمي الجديد؟؟ و ما يمكن ان يقدم البعثيين من فكر و نظرية تؤهلهم للعودة ليس للسلطة و انما كفكر سياسي في المجتمع العربي؟؟ ماذا يمكن ان يعطوا من امثلة على نجاحات تحققت في نظرياتهم الفكرية من تطبيقات البعث في العراق؟ ....لا شيء
التعليقات (0)