في خبر تناقلته وكالات الأنباء المختلفة ومن لندن بالتحديد وفي تطور نوعي ربما يكون هو الأبرز من نوعه منذ إندلاع الثورة السورية التي تطالب بإسقاط النظام الحاكم في سوريا، أعلنت جماعة منشقة عن حزب البعث (كما يقولون في بيانهم المرقم 1)، إنقلابها على حزب البعث الحاكم وتأليف حزب جديد منبثق من الحزب القديم بإسم "حزب البعث الجديد" والإنضمام إلى حركة الشعب في المطالبة بالحرية والتعدد السياسي والإصلاحات المختلفة.
وفي رسالة موجهة إلى الشعب السوري المنتفض منذ عشرة أشهر من ضمن البيان "أيها الشعب السوري الأبي، أيها الرفاق البعثيون أصبح من المستحيل أن تتأخر إنتفاضة حزب البعث العربي الإشتراكي أكثر من ذلك، فبعد أكثر من عشرينسنة بقي فيها الحزب موضوعاً على الرف، وبعد أكثر من ستة سنوات جُمدت فيها مقررات المؤتمر القطري العاشر للحزب في الإصلاح والتطوير والتحديث، وبعد حوالي عشرة أشهر من انتفاضة جماهير شعبنا على الاستبداد والتخلف والفساد والتي أزهقت فيها أرواح آلاف الشهداء وزج بعشرات آلاف المواطنين في السجون والمعتقلات وارتفعت معدلات الجريمة في المجتمع إلى درجة أصبحت ذات خطورة كبيرة على لحمة نسيجه الاجتماعي، كما أصبح المواطنون يعانون الأمرين من تدني مستوى المعيشة واتساع دائرة الفقر، وتوقف عجلة التعليم والتنمية والإنتاج، وبعد أن أصبحت مقدرات الوطن في سوق التداول الدولي وسمعة النظام السوري والمجتمع السوري في الحضيض، بعد كل ذلك لا يجوز لمن كان عضوا أو نصيرا أو مؤيداً لحزب البعث العربي الاشتراكي إلا أن ينتفض على القيادة التي أوصلت سوريا والحزب إلى هذا الوضع"
ولفتت إلى أن قيادة "البعث" التابع للأسد، أعلنت أنها سوف تعقد المؤتمر القطري الحادي عشر للحزب في مطلع شهر فبراير المقبل، بعد وعود تكررت، ووفق توجيهاتها، ستكون بنية المؤتمر من أعضاء القيادة نفسها والأعضاء الذين يتم اختيارهم من قبلها الأمر الذي يستحيل معه إصلاح شؤون البلاد ففاقد الشيء لا يعطيه، وهذه الحالة المأساوية بررت قيام عدد من الرفاق البعثيين بتشكيل قيادة قطرية موقتة، ستدعو إلى مؤتمر قطري عما قريب
وأوضحت أن المؤتمر سيناقش ما نفذ من مقررات المؤتمر القطري العاشر في العام 2005 وما رفعته كوادر الحزب من مقترحات خلال هذه الفترة، وبصورة خاصة منذ قيام الانتفاضة الشعبية الجماهيرية في سورية، كما سيقوم برسم رؤية الحزب الجديدة لأهدافه وسياسته الداخلية والخارجية ودوره في إقامة الدولة المدنية الديمقراطية التعددية ... دولة الحق والقانون والعدالة التي تعتمد صناديق الاقتراع أساسا للتفويض السياسي وتقوم على مبدأ المواطنة والمساواة في جميع الفرص لكل السوريين ومثل هذه الدولة يفترض أن تصبح القدوة والمثل للدول العربية والإقليمية في المنطقة، كما أضافت ستضع القيادة القطرية الموقتة أمام المؤتمر رؤيتها للتجديد الذي سيطال اسم الحزب وأهدافه وسياسته وكيفية خروجه من الأزمة الحالية
وحسب البيان سيكون اسم الحزب هو "حزب البعث الجديد"، وأهدافه: الوحدة الوطنية – والديمقراطية - والتحرير - وتنصب سياسته الداخلية على العمل على إقامة نظام حكم نيابي دستوري تكون فيه السلطة التنفيذية مسؤولة أمام السلطة التشريعية التي ينتخبها الشعب مباشرة، وتكون فيه السلطة القضائية مصونة ومستقلة عن أية سلطة أخرى وتتمتع بحصانة مطلقة وأن يتم تداول السلطة عبر صناديق الاقتراع، حيث سيكون لحزب البعث الجديد شرف الدخول في منافسة شريفة مع باقي الأحزاب دون أية امتيازات
ودعا أعضاء الحزب إلى الانسحاب من حزب البعث القديم (حزب البعث العربي الاشتراكي) وتقديم طلبات انتسابهم إلى حزب البعث الجديد والمبادرة إلى تكوين الحلقات والفرق الحزبية استعدادا لانعقاد مؤتمره القطري في القريب العاجل والانضمام إلى التظاهرات الجماهيرية السلمية التي تستهدف تغيير النظام وحتى القيام بتظاهرات مستقلة ورفع شعارات وأهداف حزب البعث الجديد في هذه التظاهرات (الوحدة الوطنية - الديمقراطية - التحرير) إلى أن يتم الخروج من هذه الأزمة الحالية. (إنتهى)
برأيي الشخصي أعتقد أنها محاولة إلتفات واضحة من قبل النظام السوري على المعارضة السورية والخروج من الباب الخلفي للدخول من النوافذ المشرعة، وأعتقد أيضاً أن هذه الحبكة ما هي إلآ نتيجة تخطيط دُبر بليل لأن النظام أصبح على قناعة من سقوطه الغير مشرف وفي القريب العاجل، إذ لا يخفى على أحد أن المجتمع الدولي اصبح في تململ واضح نتيجة الممارسات الغير إنسانية بل والوحشية التي يقوم بها النظام الحاكم في سوريا، وخاصة أن أمر العبوات المتفجرة لم تكن لتنطلي على صاحب بصر أو بصيرة وما رأيناه من التلفزيون السوري نفسه يعتبر من المهازل المتكررة لهذا الإعلام السيء الحظ والإخراج التعس، لذا اعتقد أن أيام النظام السوري أصبحت معدودة ولن ينفع معها أي ترقيع.
التعليقات (0)