حزبا الريال والبارصا. لا شك أن جنون الكرة أصبح ظاهرة عالمية، فقد فرضت هذه الرياضة الشعبية نفسها بقوة على الساحة الدولية. بل ان مباراة في كرة القدم، يمكن أن تسرق الأضواء من كل الأحداث السياسية والاقتصادية التي يعيشها العالم اليوم. ولأن الناس في ما يعشقون مذاهب، فان هذا العشق يتخذ عندنا دلالات وأبعاد تستحق المتابعة.
في العاشر من أبريل الجاري، حبست مباراة الدوري الاسباني بين الريال والبارصا( كماهي العادة دائما) أنفاس محبي الكرة في العالم. وعندما يتعلق الأمر بهذين الفريقين، تكون القسمة واضحة: معسكر يشجع النادي الملكي، وآخر مفتون بفريق برشلونة. وهكذا يملأ الصخب كل منتديات الفرجة، ويتسمر الناس أمام شاشات التلفزيون في انتظار متعة 90 دقيقة من الجمال والفنيات والأهداف. وبعد ذلك يبدأ الفرح في صفوف أنصار الفريق الفائز، بينما الخاسرون يحصدون الخيبة( وكانت خيبتي أنا أيضا بالمناسبة)... وتلك هي سلطة الكرة التي تستحق اسم " الساحرة المستديرة "، فقد نجحت الى حد بعيد في خلق اجماع غير مسبوق على عشقها ومتابعة تفاصيل أخبارها. غير أن الأمر في هذا العالم " العربي" أصبح أكثر اثارة. حيث يبحث جيل الشباب، الذي فقد الثقة في الواقع والمستقبل، وتجرع مرارة الاخفاقات والهزائم الى حد الثمالة، عن بطولات وهمية من أجل التنفيس. ان انتصار الفريق المحبوب يمثل فوزا للمحب. انه استيراد للفرح من خلال نوع من التقمص والحلول والاتحاد بلغة " الصوفية ".
الريال والبارصا يقتسمان قلوب الجماهير في العالم، لكننا اذا افترضنا أن يشاركا يوما ما في انتخابات عربية ( تحت مراقبة دولية طبعا)، فانهما سينجحان بسهولة بالغة في انشاء حكومة ائتلافية، أو سيمارس الفائز حقه الشرعي في السلطة، ويؤدي الخاسر واجبه الديموقراطي في المعارضة. وهكذا سينجح العرب في استيراد النموذج الغربي في المنافسة الحزبية، على شاكلة الحزب الديموقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة أو العمال والمحافظين في انجلترا.... وحينها سيسحب البساط من تحت أقدام السياسيين العاجزين بألوانهم المختلفة. نعم. ليس في الأمر مشكلة. الا نقول عن السياسة انها لعبة؟؟. فلتكن لعبة اذن يتنافس فيها حزبا الريال والبارصا. محمد مغوتي.17/04/2010.
التعليقات (0)