حـريـق صهاريـج الأمريكـان
تعرضت قافلة من صهاريج الوقود المحملة بالمواد البترولية التابعة لقوات الناتو في أفغانستان إلى هجوم مسلحين تابعين لحركة المجاهدين الطالبان الذين أفلحوا في تدميرها بالكامل وعددها 19 صهريجا إشتعلت النيران فيها وشكلت نصرا معنويا كبيرا للثوار الطالبان في نضالهم المشروع ضد التواجد غير المشروع لقوات الإحتلال الأمريكي وشيعته من حلف الأطلسي (الناتو).
كانت القافلة تسير في حضرة جناب حراسة "ألكترونية" "تكنولوجية" متقدمة مشددة تباهي بها القوات الأمريكية نظيراتها في العالم. ولكن المجاهدين الطالبان أفلحوا رغم ذلك في إصطيادها "خارج الماء العكر" ؛ مما يدل على أن هناك تطورا نوعيا أصبح متاحا وفي متناول هؤلاء الثوار المجاهدين لأجل إستقلال بلادهم وعزتها ؛ وكرامة شعبهم الباسل في نضاله المشروع على مدارج كافة المقاييس.
تم تدمير القافلة كاملة بتاريخ 22 أغسطس في منطقة تقع خارج كوبتا في جنوب غرب الباكستان.
وقد إعترفت قيادة قوات حلف الناتو بأن مسلحين (لم تحدد هويتهم) قد أطلقوا النار على القافلة ووصفتهم بأنهم رجال مسلحون ببنادق (Gunmen) دون أن تزيد على ذلك شيئا .. ولسان حالها يردد " إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب".
والسبب ما بين خياري الفضة والذهب يمكن شرحه ببساطة في أن الإدارة الأمريكية قد وجدت نفسها إزاء هذا الهجوم المدوّي أمام خيارين أحلاهما مر.
فهي إن إتهمت حركة طالبان فإن ذلك يعني تعرية الولايات المتحدة والناتو من قميص الشرعية .. شرعية التواجد في أرض شعب لا يرحب بهم ويتصدى لهم فيه مواطنوه الطالبان بالثورة لأجل التحرير المشروع الذي تقره القوانين الدولية.
أما إذا اتهمت الولايات المتحدة تنظيم القاعدة بتدبير وتنفيذ هذا الهجوم الناجح فإن ذلك معناه تكذيب إدعاءات ومزاعم القطب الأوحد وشرطي العالم بأنه قد أضعف تنظيم القاعدة إلى درجة العـقـم . وقضى عليه عمليا بعد إغتيال زعيمه بن لادن .. بل ويدل على أن بن لادن وكما توقع له الكثيرون من أصحاب الآراء الموضوعية السديدة قد أصبح بعد إستشهاده في عداد الأصفياء ومددا روحيا لهؤلاء الأتباع والأنصار الذين يستلهمون منه ومن مبادئه وأفكاره التي مات عليها .. يستلهمون حاضر ومستقبل أيامهم . وعلى ما في ذلك من خطر جسيم على نجاعة كافة الخطط التي أنفق عليها الغرب والولايات المتحدة المليارات بسخاء لضمان نجاعتها وإيجابيات منتوجها.
وحيث جرى الهجوم داخل باكستان... وما أدراك ما باكستان.... فلم يخلو الأمر إذن من جانبه الآخر الكوميدي على شاكلة المضحك المبكي وفق ما هو عليه الحال في كافة الدول التي تعاني شعوبها من الفقر والإهمال المتسببة فيه الإدارات الحكومية الكارثية السارقة. فقد هرع السكان المحليون بما توفر لديهم من حاويات بلاستيكية وأواني معدنية وفخارية فارغة على مختلف أحجامها وألوانها ، ومنهم من لم يجد فمد طرف قميصه المهتريء ؛ ينشدون الحصول على ما تجود به "موائد الأثرياء" من حصاد النعم وإن كان ذلك على هيئة مواد بترولية متسربة من صهاريج محروقة.......
إنها دائما المفارقة الكوميدية في حالة إنقلاب الحال حين يصاب الأثرياء بمحنة وخطب ..... ويبدو أنها جدلية ملازمة لهذه الحياة على وجه هذه الأرض التي دحاها ربها ، مفادها أن "مصائب قـومٍ عـندَ قـومٍ فوائـدُ"
التعليقات (0)