مواضيع اليوم

حرية الكاتب.. غاية لا تترك

nasser damaj

2010-01-12 19:30:38

0

حرية الكاتب.. غاية لا تترك 
بقلم: خليل الفزيع 

الحديث عن حرية الكاتب موضوع يستهوي الكثيرين من محترفي وهواة الكتابة الصحفية والإبداعية، وكل فريق ينظر إلى الحرية بمنظار مختلف، فالكاتب الصحفي يرى إنها تتمثل في فضح أوجه القصور في المجتمع اعتمادا على حقائق واضحة حتى لا تصبح كتابته نوعا من المغامرة التي تعرضه للملاحقة المساءلة من قبل جهات الاختصاص، بينما يرى الكاتب المبدع إن الحرية تتمثل في فتح المجال أمامه ليكتب دون قيود رقابية تمنعه من قول ما لا يقال من خلال رؤية ذاتية حالمة حول الواقع المعاش، وفي الحالتين تظل حرية الكتابة غاية يسعى إليها الطرفان ولا ينيان عن المطالبة بها، رغم العلم المسبق أن هذا لمطالبة لن تؤدي إلى نتيجة باعتبار أن الحرية محكومة بعدة عوامل ليست الرقابة الرسمية هي الفيصل فيها في كل الحالات، بل يلعب المجتمع دوره أيضا في تحديد ملامح الحرية المتاحة ليس لكل كاتب فقط، بل ولكل فرد من أفراده.. فهذا المجتمع له ضوابطه وقيوده التي لا يمكن الفكاك منها بالمطلق، وإن تيسر لبعض الكتاب الالتفاف حولها إن لم نقل التحايل عليها باجتياز بعض الخطوط.. ولكن دون المساس بالتابو الاجتماعي المسيطر على الحياة العامة في المجتمع، والذي قد يصبح في نظر عامة الناس من الثوابت الدينية وهو بعيد عنها بعدا شاسعا، إن لم يتعارض معها في بعض الحالات، وفي مجتمعات كثيرة تقل سطوة ذلك التابو الاجتماعي كلما تقدم المجتمع واستنار بالأفكار المستنيرة التي تفرضها الحياة المدنية الجديدة باعتبار أن التطور من طبيعة الحياة، وهو تطور لا يحكمه الزمن فقط، بل تحكمه عوامل الانفتاح والرغبة في التغيير والسعي الدائم للوصول إلى ما وصلت إليه الأمم المتقدمة والناهضة والساعية دوما للازدهار والتقدم.
حرية الكاتب هي الغاية التي لا يمكن أن تترك، لأن تركها يعني انغماس الكاتب في مظاهر تفقده ذاته، وتحيله إلى مجرد رقم في سجل المحسوبين على الكتابة الصحفية أو الإبداعية، وما أكثرهم في هذا الزمن الذي زاد فيه عدد المتسلقين في عالم الكتابة، ممن لا هدف لهم سوى الظهور، وجني الثمار التي تخدمهم في الدرجة الأولى حتى وإن أساءت للمجتمع، أو لم تحرك مياهه الآسنة، مما يدفع إلى السؤال عن هدف الكتابة إذا لم تغير وجه الحياة، وإذا لم تكن سيفا يخشاه العابثون ومن فسدت ذممهم وماتت ضمائرهم، وأعماهم حب الذات عن رؤية مصلحة المجتمع والوطن والأمة.
وفي ظل حرية الكاتب تتراجع الظواهر السلبية في الكتابة والتي يمثلها المتسلقون الذين لا يعنيهم شيء سوى أنفسهم المتورمة بحب الذات، فتوفر العملة القوية كفيل بطرد العملة الضعيفة.. وارتفاع أسهم القيم النبيلة والأصيلة، يؤدي إلى تراجع القيم الهزيلة والمتهالكة.
لذلك نقول: إن حرية الكاتب غاية لا تترك.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات