مواضيع اليوم

حرية القشورمكفولة للجميع ..

Fatma alzahra

2010-06-14 09:21:26

0

 

تتعالى الأصوات و تكثر النداءات في عصرنا الحالي تتطالب بالحرية والتحرر .. فما هي الحرية التي تنادي بها شعوبنا العربية !! و ما هي الحرية التي نالتها في المقابل !! و هل شعوبنا العربية واعية و مدركة لحقوقها و واجباتها و مالها و ما عليها !!

مفهوم الحرية مفهم مطاطي جدا و شائك جدا و قد يشمل حرية الرأي وحرية اختيار الدين والحرية في تطبيقات الدين المختار والحرية في المظهر الخارجي وغيرها من الأمور التي تتضخم فيها معاني الحرية عند البعض منا .. بيد أن ثمة أمور هي أولى لاتساع معنى الحريات فيها .. و مع ذلك لا نجد مطالبا لها ..

إن مجتمعاتنا العربية لم تعد تحمل السمة العربية والإسلامية .. بل العكس تماما .. وبسبب بعض الحريات القشرية التي نادى بها - آنذاك - قاسم أمين وأتباعه لتحرير المرأة من غطاءها و نزعها من فطرتها تجد أن المرأة العربية في أيامنا هذه - ومع كل التحرر الذي نالته - مازالت تطالب بمزيد من الحريات !! ألا يكفي السفور و الخروج للعمل بتبرج و اختلاط بالرجال !! أعتقد أننا بتنا ننافس الغربيات في هذا المجال .. فالمرأة الغربية تخرج لعملها من غير تبرج و بحشمة نسبية لاحظتها مليا .. مجرد تيشرت وجينز و شعرها معقود و وجهها أصفر و لا تبدو عليه أي ملامح التبرج أو التجميل .. في المقابل مازالت المرأة العربية تميل في نفسيتها لجذب أكبر عدد من الرجال أثناء خروجها من المنزل فتجدها مع وجود العباءة والنقاب مازالت سافرة !! كيف !! أي أنها مازالت تزين العيون و تلبس الكعب العالي و تظهر ما استطاعت إظهاره من مفاتن وتقاطيع لجسدها من تحت العباءة .. علاوة على المرأة الغير متحجبة أصلا تراها تخرج لعملها كأنها ذاهبة لحفلة أو للعيد .. فهي حرة في تضييق ما تلبس و تلطيخ وجهها بكل ألوان الطيف و نفش شعرها و رش العطور و البخور .. و هذه الظاهرتان من النساء أصبحتا واضحتين جدا في مجتمعاتنا و لا يستطيع كائنا ما كان نكران ذلك .. .. فلماذا لم نتطور كالغرب و ننجح و نتفوق ! إن كان المعيار الذي تعول عليه مجتمعاتنا للتقدم هو تحرير المرأة من أي قيد شرعه لها ربها .. فها نحن اشتركنا مع الغرب في تحريره للمرأة ..  بيد أننا جعلناها كالدمية التي يلعب بها الجميع .. فلمَ تطور الغرب وتخلفنا إذا ! و هذا أيضا يؤكد أن العلة ليست في النقاب ولا في الحجاب و لا حتى في كشف الرأس من عدمه بل في الثقافة المنتشرة في مجتمعاتنا العربية و العقلية الهوائية التي احتلت كلا من عقلية المرأة العربية و الرجل العربي على حد سواء ..

نخلُص من ذلك أن اختيار هذا المعيار - تجريد المرأة مما شرعه ربها عليها - معيار باطل ولا أساس له من الصحة .. ومحاولت ربط التطور في الغرب بنيل المرأة الحرية في لباسها و تبرجها ربط سخيف وحتى الغرب أنفسهم قد ينكرون ذلك .. الغرب عمِل على العلم و عكف على البحوث العلمية و أخضع الحياة برمتها للتجارب و من هنا جاء تطوره .. كذلك لا ننسى أبدا أن الغرب نموذج يحتذى به في احترام القوانين و عدم كسرها و هذا أيضا يعتبر عامل مهم جدا للتقدم والرقي .. وما السفور إلا ظاهرة اجتماعية ارتبطت بمجتمعاتهم .. و لولا أن الكنيسة في الماضي  كانت العدو الأول للعلم لما وجدنا الغرب الحديث يركن الدين جانبا و يركز فقط على العلم ..

إن الحرية المفقودة في مجتمعاتنا هي حرية البحوث العلمية .. وحرية بناء معامل تجريبية تهتم بتطوير المجالات العلمية والحياتية و تحسين أداء المؤسسات و مجالات العمل  في مجتمعاتنا العربية .. كذلك حرية قول الكلمة و قول الحقيقة دون الخوف من مقص الرقيب أو عقاب آمن الدولة .. و حرية نيل الحقوق المشروعة .. كحق التعليم و حق الوظيفة و العمل بعد التخرج و حق التطبيب و العلاج المجاني الجيد و حق الولاء و البراء و حق السفر والتنقل بين دولنا العربية دون مخافر أمنية .. و الحقوق المدنية التي حُرم منهما كثير من أبناء هذه الأمة كفئة البدون وأبناء اللبنانية و الخليجية والكويتية و المصرية  .. هذه هي الحريات التي لابد لمجتمعاتنا أن تنادي بها أما سواها من مظاهر الحرية و قشورها فهي ليست الحرية المنشودة .. و لا حاجة لنا بها وقد جربناها كمجتمعات عربية و دخلنا جحر الضب الذي أخبرنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم .. وقد أثبتت تبعتنا المفرطة للقشور الغربية من مظاهر مجتمعية وغيرها فشلها في تحسيين ظروفنا و تطور حياتنا .. بل على العكس تماما قد تكون أعاقت الكثيرين من رجال و أبناء هذه الأمة للتطوير والتقدم في مجالات عملهم بسبب الإثارة الدائمة التي يتعرضون لها بسبب هذه المرأة المتحررة من شرع ربها و المنحطة في تفكيرها وثقافتها لأنها تسعى بتبرجها هذا  لتشتيت تركيزالعاملين و تحول دونهم و دون التخطيط الجيد للبناء والتطور في شتى ميادين العمل و هذا ما أثبتته أحدث الدراسات الغربية أن المرأة المتبرجة تشتت تركيز زملائها في العمل مما يؤثر سلبا في إنتاجيتهم ..

أطيب المنى ..

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات