حريـــة الصحافة ... إلى أيــن ؟
تنتهك حرية الصحافة يوميا في مختلف أنحاء العالم سواء تلك التي تدعي الديمقراطية او تلك التي تعاني من الأنظمة الدكتاتورية بتسلطها و إجرامها , إن تهميش وعدم تفعيل دور المنظمات و التشريعات لضمان العمل الصحفي الحر لهو مؤشر على إمكانية التعدي على أهم مرتكزات الصحافة الحرة و التي تصل إلى حد مصادرة الرأي و المقاضاة , واحيــانا كثيرة الحجز و المضايقة و الاغتيال !!
و لعل أبرز مثال لهذا الواقع ما يحدث ألان في العراق الذي يعاني من انفلات أمني و هجمات و تفجيرات شبه يوميه , فقد طغت هذه الحالة من الفوضى الجميع بما فيهم الصحفيين , وتعرض العديد للحجز أو القتل من قبل جهات مجهولة المصدر,و هذا بحد ذاته يعد خرقا لمبادئ حقوق الإنسان فضلا عن قمع الحريات و خطرا كبيرا على الصحفي الذي لا يعلم أن تأديته لواجباته قد تكلفه حياته في أي وقت , و أرقام الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين تقول أن خلال عام 2008 تعرض 18 صحفي للاغتيال و لاقى 12 صحفي للاعتقال والحجز وما زال البعض منهم رهن الاعتقال حتى هذه اللحظة. وبالمثل يتعرض الصحفيين في الأراضي المحتلة لانتهاكات و اغتيالات عشوائية تضرب بمبادئ حرية التعبير عرض الحائط , فمع مطلع هذا العام تعرض العديد من الصحفيين الفلسطينيين للاغتيال على يد الآلة العسكرية.
للأسف قمع حرية الصحافة لا يقتصر على المناطق الساخنة في العالم والتي يرى البعض إن ما يحدث فيها من انتهاكات ذريعة للعمل الصحفي و حريتة هي ضريبة لا مناص منها, فحتى الدول التي تدعي الديمقراطية نجد فيها أن الصحفي أحيانا يكون مرغما على الكشف عن مصادره السرية ,فضلا عن تعرضه للاعتداء أو القتل! كحادثة الصحفية الإيرانية الأصل الأمريكية المولد روكسانا صابري مؤخرا من قبل السلطات الإيرانية و الحكم عليها بالسجن ثماني سنوات بتهمة التجسس لحساب الولايات المتحدة. و تشير آخر إحصائيات لجنة حماية الصحفيين العالمية وفق تقاريرها مطلع العام الحالي مقتل 11 صحفي حول العالم و الرقم قابل للازدياد.
فمع غياب سن القوانين الرادعة لأعمال العنف التي يتعرض لها الصحفيين خلال أدائهم واجباتهم داخل وخارج مؤسساتهم الإعلامية , لا أظن أن هناك ثمة أمل في الأفق احترام و تطبيق حرية الصحافة و التعبير مع ازدياد الأرقام و الإحصائيات التي تظهر التراجع في تطبيق و حماية مبادئ الحرية عموما وسنبقى نتساءل إلى أين تسير حرية الصحافة ؟
التعليقات (0)