مواضيع اليوم

حرية الرأي .. بأي ذنب قتلت؟!!

علي بطيح العمري

2010-11-04 12:32:01

0

حرية الرأي .. بأي ذنب قتلت؟!!


علي بطيح العمري

مع أن كل من دخل – أو أدخل – دهاليز الليبرالية يدعي الحرية وينادي بها بل ويستميت بعضهم في المطالبة بهذه الحرية والدفاع عن حق الإنسان في التعبير بحرية عن رأيه إلا أن المشاهد والقارئ الحصيف يرى حمق هذه الدعوى وأنها مجرد شعارات للاستهلاك ليس إلا!!

كل يوم تشرق فيه شمس الله على عباده يظهر لك دليلاً على أن هذه الحرية أكذوبة تتناقلها وسائل الإعلام وأنها مجرد خدعة تمارس للضحك على "الذقون" ، وعلى من لا يميز بين النور والظلام.

لن أسرد أمثلة قديمة سأذكر أمثلة حصلت في الأيام الماضية أي أنها حديثة عهد بتحطمها على صخرة الحرية!!
الشيخ صالح الفوزان على جلالة قدره كتب مقالا نشرته الصحف الالكترونية دافع فيه عن المناهج وهاجم منتقديها ودعاة إخراجها من حوزة العلماء .. وحينما رد عليه احدهم واعتبر مقال الفوزان "تحرشاً" بنصف مليون تربوي عقب الفوزان بقوله: لم أصدر بياناً .. وإنما كتبت كلمة أرسلتها للصحف ولم تنشرها!!
كنت أتوقع أن صحفنا العزيزة تمارس الإقصاء مع الصغار فقط وتبعد الشباب من الكتاب الذين لم يبلغوا الحلم – رضا الصحف - إلا أن سياستها واحدة .. بس "كبيرة قوي" حتى مع قامة بحجم شيخنا الفوزان ، فحتى أنت يا شيخ صالح لا ترى ردودك النور الإعلامي ، أين حرية الرأي و الرأي الآخر الذي يتحدث عنه إعلامنا اليوم؟

قامت الـ"النايل سات" بحجب العديد من القنوات الدينية تحت حجج واهية ومبررات سقيمة ، بل إنها تطالب بشروط تفرضها على هذه القنوات كإحلال الموسيقى والمرأة!!
فبرغم أن هذه القنوات في مجملها تنشر الخير وتحث على الفضيلة ورغم تنامي جمهورها فبأي ذنب حجبت وكبلت .. وحتى لو يختلف هؤلاء مع هذه القنوات أليس ما تطرحه القنوات حرية رأي وتعبير؟ فأين ذهبت هذه الحرية؟
خصوصا أن قنوات "الرقص" و"اللحم الأبيض" والقنوات العارضة لثقافة ما بين السرة والركبة تزداد بحجة حرية الرأي!! عجيب أمر هذه الحرية؟

تقاطر بعض الكتاب وتفاعلوا مع أحداث الحجب وأخذوا ينهشون هذه القنوات ويقطعون أصحابها إرباً إرباً!! واتهمت هذه القنوات بتسوق التشدد وتأجيج التعصب المذهبي وإشعال فتنة الطائفية!!
هؤلاء الكتاب أين حرية الرأي التي ما فتئوا يطالبون بها ويدندنون حولها وتحت ستار هذه الحرية تهكموا بأحاديث شريفة وأساءوا الأدب مع علماء أجلاء وسخروا من عبادات مفروضة "كالحجاب"!! بينما نراهم يصفقون وبشدة مع قرارات الحجب فأين حرية التعبير؟!!

الشيخ يوسف الأحمد ناله هو الآخر قسطاً وافراً من الهجوم اللاذع بعد ظهور اسمه على غلاف كتاب دراسي ، فصوبوا سهام السب والتهكم بل اتهمت حتى الوزارة!! والأحمد لم يهاجم بسبب ما قال وإنما هوجم لذاته ولشخصه!! فأين حرية التعبير هذه التي يتحدثون عنها؟

أخيراً..
نماذج كثيرة سيئة لبرامج وكتابات تحوي الهجوم على العباد والبلاد تمارس اليوم تحت حرية الرأي ودعاة الحرية التزموا الصمت حيالها .. وفي المقابل صارت حرية الرأي سيفاً مسلطاً يشهر في وجه الحق ومنع الخير!! كل هذه الممارسات تجعل الإنسان السوي يتساءل .. عن حرية الرأي .. بأي ذنب قتلت؟!!

ويتساءل : أي حرية يروج لها أهي ما كان موافقاً لنظرية "بوش": إن لم تكن معي فأنت ضدي"؟
أم أن الحرية لمن كان يدور في فلكهم ومن وافقهم فقط ، والبقية تحرم عليهم هذه الحرية وبالتالي يتم ملاحقتهم ومطاردتهم حتى ولو في الفضاء والسماوات المفتوحة!!!!

لم نسمح لأنفسنا بنقد الأشخاص والهيئات والافتراء على عباد الله ولا يسمح للآخر أن يرد ويدافع عن نفسه .. أهي صورة ونسخة من العدالة المعاصرة؟!!
التاريخ لن يرحم أحداً .. وهذه الأحداث تسجل وتدون وسيأتي اليوم الذي يلعن فيه الناس هذه الحرية المزيفة ويقذفون أصحابها بالحجارة!!

إنها سنة الله في خلقه وهي الأيام الدول التي قال عنها { ... وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }.

ولكم تحياااااتي.

للتواصل
alomary2008@hotmail.com

ضحى الخميس 20/11/1431
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !