يعرف الجميع بأن حرية العقيدة و الاديان يكفلها الدستور و القانون الامريكي لذا تجد جميع الاديان و المعتقدات تمارس شعائرها و طقوسها بكل حرية في الولايات المتحدة ، و كنا قد كتبنا عن ذلك في وقت سابق في مدونتنا على موقع ايلاف
http://digitaloutreach.elaphblog.com/posts.aspx
و اوضحنا بالارقام مدى الازدهار و النمو الذي يعيشه المجتمع المسلم في الولايات المتحدة و الذي هو جزء حيوي و فاعل في المجتمع الامريكي. في نفس الوقت يكفل الدستور الامريكي حرية التعبير عن الرأي فيسمح للجميع بأبداء ارائهم بكل حرية و من دون رقابة او موافقات لأصدار كتاب او صناعة فلم . فيما نرى انه هذا غير موجود في العديد من الدول حيث هنالك رقابة على المطبوعات و على الافلام و على التصريحات العلنية و لا يصدر شيء او ينشر الا بموافقات الدول ، و هذا ما حصل كثيراً في العديد من الدول العربية ، لكن هذا غير موجود في الولايات المتحدة و لن نسمح به لأنه يعارض دستورنا ، لذا تجد العديد من الكتب و المنشورات و الافلام التي تدعو لكافة الديانات و المعتقدات و تجد كذلك في نفس الوقت العديد من تلك الاصدارات التي تنتقد و تتحدث بالضد من تلك الديانات و المعتقدات بأختلافها و لا يوجد من يمنع اي شخص من ان يعبر عن رايه ، و بجميع الحالات فأن ايا من هذا لا يبرر العنف و القتل الذي يدعوا اليه البعض ، فحين تتجاوز الحدود و يتحول الامر من تعبير عن الرأي الى العنف و ايذاء الاخرين حينها تتم اتخاذ الاجراءات الرادعة بحق من يتجاوز ذلك الحد.
ان حرية الرأي و التعبير عنه تعتبر مقدسة في الولايات المتحدة و لا يتم المساس بها . نعم قد يسيء البعض التصرف بهذه الحرية و لكن ليس من الانصاف تقييد هذه الحرية او الغائها بسبب سؤ تصرف فرد . فمثلاً لو اساء احدهم استخدام حقه في قيادة مركبة و تسبب بحادث راح ضحيته الابرياء فهل هذا يعني انه يجب حرمان باقي البشر من هذا الحق بسبب اساءة احدهم التصرف بحقه؟!
اثار هذا الفلم حفيظة العديد من الديانة اليهودية و اعتبروه بأنه يهاجم دينهم و يثير الكراهية ضدهم ، لكن في نفس الوقت لم يستطيعوا منع الفلم او مواجهة مخرجه ميل غيبسون بأي اجراءات قانونية كون ان القانون و الدستور الامريكي يكفل للجميع التعبير عن رأيهم و وجهة نظرهم. كذلك كان الحال مع افلام سينمائية اخرى و منها الفلم الشهير دافينشي كود ( Da Vinci codeو ) الذي مثل الدور الرئيسي فيه الممثل الحاصل على عدة جوائز اوسكار ( توم هانكس) حيث قاطعته الكنيسة الكاثوليكية و اعتبرت الفلم يسيء الى تعاليم الكنيسة و عقيدتها. لكننا هنا نتحدث عن افلام مرموقة و عرضت في جميع ارجاء العالم و في دورة السينما و حققت ارباحاً كبيرة ، على العكس من فلم الفيديو الرخيص ( براءة المسلمين) و الذي كانت الغاية منه الاساءة و اثارة مشاعر المسلمين بشكل قبيح ، و الذي لم يسوق للعرض في دور السينما و تم وضعه فقط على موقع يوتيوب و قامت بأنتاجه مجموعة مغمورة لم يكن العديد من الممثلين فيه يعرفون عن ماذا يدور الفلم كما افادت بذلك بعض التقارير الصحفية.
. لكن في نفس الوقت نود ان نلفت انتباه القراء لحقيقة فاتت عن اناس كثيرين، حين قام المخرج الامريكي ، السوري الاصل مصطفى العقاد، و الذي قتلته القاعدة بتفجيرات فنادق عمان، بأنتاج فلمه الكبير ( الرسالة ) الذي يحكي قصة الاسلام، على العكس من مقطع الفيديو الرخيص هذا الذي عرض فقط على موقع يوتيوب، فقد تم عرض فلم ( الرسالة ) في صالات العرض السينمائية في كافة ارجاء الولايات المتحدة و حاز على الاعجاب و تم ترشيحه في الولايات المتحدة لنيل جائزة اوسكار ، في الوقت الذي كانت العديد من الدول العربية تمنع عرضه و قاطعته. فأن كانت الولايات المتحدة كما يدعي البعض زوراً بأنها ضد الاسلام و تراقب الافلام و هو ما اثبتنا عدم صحته اعلاه لقامت بمنع عرض فلم ( الرسالة ) و لكن الذي حصل كان عكس ذلك تماماً. فقد اثبتت الولايات المتحدة بأنها اكثر تسامحاً مع الاسلام من بعض الدول الاسلامية و بأنها تحافظ على موروثها بأن تكون ملاذاً لكل من يعاني من الاضطهاد بسبب دينهم و بضمنهم المسلمين عملاً بمبدأ الحرية في التعبير و الديانة و المعتقد التي يكفلها الدستور الامريكي للجميع.
التعليقات (0)