مواضيع اليوم

حروب الفرنجه واعادة دورة التاريخ - الحلقه الثانيه

عبدالكريم صالح

2012-02-20 07:04:40

0

استعملت فرنسا حادثة المروحة وهي ذريعه لكي تكون سببا لاحتلالها الجزائر إلا أن فرنسا كانت تنوي احتلال الجزائر منذ عهد "نابليون بونابرت". فهاجمت الجزائر من "ميناء طولونToulon " بحملة بلغ قوامها" 37600" جندي. وصلت هذه الحملة إلى "سيدي فرج" في 14 حزيران/يونيو 1830 م وبعد الاحتلال فرضت فرنسا على الجزائريين" قانون الأهالي The Code de lindigénat"،هو ترتيب للسكان الأصليين مطبق في المستعمرات الفرنسية في اواسط القرن التاسع عشر حتى 1944 - 1947م تم وضعه في الجزائر ثم تم تعميمه في كامل مستعمرات الامبراطورية الفرنسية ابتداءا من 1889م هذا القانون طبق أيضا في المستعمرات البريطانية، والبرتغالية، والهولندية وهو نظام ظالم. كان من نتائج الهجمة الاستعمارية الشرسة التي تعرضت لها المؤسسات التعليمية والوقفية والدينية، نضوب ميزانية التعليم وغلق المدارس وانقطاع التلاميذ عن الدراسة وهجرة العلماء. وبذلك فإن رسالة فرنسا في الجزائر كانت هي التجهيل وليس التعليم، مما يمكن الفرنسيين من جعل الجزائر، أسهل انقيادا واكثر قابلية لتقبل مبادئ الحضارة الغربية.ولا تختلف السياسة التعليمة الفرنسية في الجزائر عبر مختلف مراحل الوجود الفرنسي عسكري كان أو مدني، لأنها كانت أهدافا واحدة وإن اختلفت التسميات.

حدثت حادثة المروحه في قصر" الداي حسينHussen Dey" وهو اخر دايات الجزائرعندما جاء القنصل الفرنسي" اليكسندر كونسطنتين دوفالAlexandre Constantine Duval " إلى القصر، وهناك طالب الداي بدفع الديون المقدرة ب" 20 "مليون فرنك فرنسي التي بذمة فرنسا، عندما ساعدت الجزائر فرنسا حين أعلنت الدول الأروبية حصارا عليها بسبب إعلان فرنسا الثورة الفرنسية. فرد القنصل على الداي بطريقة غير لائقة بمكانته إضافة إلى أن الداي صاحب حق، فرد الداي حسين بطرده ولوح بالمروحة. فبعث "شارل العاشرCharles X" بجيشه بحجة استرجاع مكانة وشرف فرنسا. وهذه الذريعة كانت السبب المعلن في الحصار على الجزائر سنة 1828 م لمدة ستة أشهر وبعدها الاحتلال ودخول السواحل الجزائرية،حاولت الادارة الفرنسية عند احتلالها للجزائر أن تضفي الشرعية على هده الحملة ,هادفة من خلال ذلك اقناع الرأي العام الفرنسي قبل العالمي بمصداقية هدا الفعل ,مؤمنة أنه لا وجود لنتائج ايجابية دون مقدمات -سواء كانت صادقة أو كادبة - ,و بدلك قامت بتعبئة الرأي العام الفرنسي قبل موعد الحملة,و تصوير هذه الأخيرة على أنها حملة لاسترجاع هيبة و شرف فرنسا اللذين داسا عليهما داي الجزائر الداي حسين  فيما اصطلح عليه بحادثة المروحة.و لكن : هل يمكن أن يسير حوالي 40 ألف جندي فرنسي من طولون -احدى الموانئ الفرنسية جنوبا- لتأديب الداي و ديوانه، هل يعقل أن نبرر تواجد الاحتلال الفرنسي بالجزائر لمدة قرن واكثر بمهمةاعادة شرف فرنسا و هيبتها ، تعود الجدور التاريخية لحادثة المروحة في الأساس الى أزمة الديون التي نشبت بين "الايالة" الجزائرية وتعني الولايه الجزائريه- العهد العثماني - و الحكومة الفرنسية ,حيث دعمت "الايالة "فرنسا بالحبوب خاصة بعد العزلة التي فرضت عليها أروبيا بسبب اعلانها لمبادئ الثورة الفرنسية و حقوق الانسان ,و محاولتها الضرب بيد من حديد على الأنظمة الملكية الرجعية,فكانت بذلك الايالة خير صديق و حليف لفرنسا باعتراف حكامها انفسهم ,و حدث أن توسطت شركة يهودية يتزعمها الاخوة بكري عمليات ذلك التبادل ,و قد كانوا أدّكياء في خلق أزمة سياسية بين الايالة الجزائرية و الحكومة الفرنسية ,و قد ساعدهم في ذلك المخطط قنصل فرنسا بالجزائر "دوفال " الدي تطاول على أعلى مرتبة قيادية بالايالة انداك "الداي حسين" , عند استفساره عن سبب تأخر الحكومة الفرنسية في الرد على رسائله و برقياته ,فرد عليه القنصل قائلا ان حكومتي لا تتنازل لاجابة رجل مثلكم ). و قد شكل رد القنصل الفرنسي بتلك الطريقة اهانة و استفزازا صريحا للداي و ديوانه ,مما جعله يطرده من مجلسه ,ملوحا له بمروحيته . لم يرق الادارة الفرنسية سلوك الداي,طالبة منه الاعتدار في أجل اربعه وعشرين ساعة و رفع الراية الفرنسية على الحصون الجزائرية و شروطا أخرى اعتبرها الداي بمثابة اهانة له و للايالة حتى عنه سخر من ذلك ,فيما معناه ,(لم يبق لفرنساالا أن تطلب زوجتي )، الا أن المتمعن في هده الحادثة و التي اقترنت في تاريخ الجزائر كتوطئة لدراسة الاحتلال الفرنسي لهدا البلد, والدارس للجدور التاريخية لعلاقات فرنسا مع الايالة الجزائرية ,يكاد يجزم أنه لا يمكن أن يكون هدا السبب هو الدافع الحقيقي لاقدام فرنسا على احتلال الايالة - حتى أنه وجد من الباحثين من نفى حادثة المروحة- لأنه وببساطة حدثت قبلها مراويح أعظم و أشد كما عبر عن دلك الباحث "مولود قاسم نايت بلقاسم " في كتابه( شخصية الجزائر الدولية و هيبتها العالمية) , فقد سبق لداي الجزائر أن طرد قنصل فرنسا في ملكية لويس الخامس عشر ,بل أكثر من ذلك أن مبعوث "هنري الرابع Henri IV"الخاص كاد أن يقتل في الجزائر ,دون أن تتحرك الادارة الفرنسية ساكنة ,و الأشد من ذلك محاصرة السفينة الجزائرية للميناء الفرنسي "سان طروبي" بالقرب من طولون عام 1802 م, و استيلائها على الكثير من العتاد و الأجهزة الفرنسية حتى استشاط نابليون غضبا , قائلا انها لفضيحة للجمهورية ). بعد كل تلك الأفعال و هجومات الايالة الجزائرية بغض النظر عن شرعيتها أو لا (أطلق الأروبيون على هجمات الايالات العثمانية بعمليات القرصنة , فيما رأى المسلمون أنها جهاد بحري ),لم تتحرك الادراة الفرنسية للقيام برد فعل عنيف و تسير حملة لاعادة اعتبارها,بل بقيت ردود أفعالها مقتصرة على الأقوال و التنديد فقط,على الرغم من أن كل تلك الحوادث السالفة الدكر ,و التي تعتبر أكثر حدة من التلويح بالمروحة مساس بسيادة فرنسا ,فلمادا صمتت قبل 1827 م و رفعت صوتها بعد دلك التاريخ متحركة برد فعل عسكري ،. كانت الادارة الفرنسية تدرك حقيقة موقع الايالة الجزائرية و الثروات التي تزخر بها , خاصة تلك الموجودة بخزينة الايالة, و قد تأتى لها ذلك بعد نجاحها في اعداد تقارير و اقدامها بمشاريع تجسسية ,أحدثها حملة "بوتان" عام 1808م ,هدا فضلا عن دوافعها الاخرى التي لا يمكن اغفالها من محاولة لتنصير الشمال الافريقي و ادخال ما اصطلحت عليه فيما بعد بينابيع الحضارة و التقدم الى البلاد البربرية ، و يبدو أن دوافها الحقيقية هده لم تكن غائبة من قبل , بل كان الستار فقط مسدولا عليها ,وفي الوقت الدي ضعفت فيه الايالة و الأم التي كانت تحتضنها ,و التي أصبحت تعرف بالرجل المريض وهي طبعا الامبراطوريه العثمانيه ,سنحت الفرصة للادارة الفرنسية أن تزيح ذلك الستار ,متخدة من حادثة المروحة مقدمة لتحقيق غاياتها و أهدافها في ظل الهون الدي باتت تحياه الايالة الجزائرية و حكامها نستخلص من هذا أنه لا يمكن أن تكون الحملة الفرنسية المجهزة يوم الخامس من تموز/يوليو 1830م بأربعين ألف جندي والعدة و العتاد الدي تدعمت به فيما بعد ,دافعها حادثة المروحة لأن المشاريع و الحملات الجاسوسيه كانت أسبق زمنيا بقرون و سنوات عن الحادثة ,اذ يرجع أقدمها الى القرن الرابع عشر و أحدثها الى 1808م ,كما أن الحوادث التي تعرض لها قناصلة فرنسا و حتى أراضيها كانت أدعى للتحرك قبل تاريخ الخامس من تموز/يوليو 1830م من أجل اعادة الاعتبار و الكرامة ,الا أن كل ذلك لم يحدث لأن الادارة الفرنسية انتظرت اللحظة المناسبة لتنفيد مخططاتها ,و كلفت نفسها عناء القرن و النصف لاعادة اعتبارها ,و تحضير الجزائريين و تمدينهم بالمفهوم الغربي للحضارة ، النورمان اي الفرنسيون باحتلالهم الجزائر انما يعيدون تلك الحملات الصليبيه من جديد واعتبرهذه الحمله على الجزائر هي الحمله الصليبيه الاولى في العصر الحديث او الدوره الاولى من اعادة دورة التاريخ لحروب الفرنجه الصليبيه  وقد باءت هذه الحمله كسابقاتها في القرون الوسطى بالفشل الذريع فقد دفع الشعب الجزائري البطل مليون شهيد من اجل هزيمة النورمان والفرنجه الجدد وسترجاع بلادهم من براثن الحقد الاسود .
قبل ان نبدأ بسرد الحرب الصليبيه الثانيه الحديثه او المعاصره وهي حقيقة ذات الحمله الصليبيه القديمه على فلسطين وبيت المقدس لكن التاريخ اعاد دورته لابد لنا من ان نسرد كل الملابسات والخيثات التي احاطت بهذه الحمله .
تحظى "فلسطين" بمكانة خاصة عند كل العرب وتحظى القدس عروس العروبه والاسلام بأهمية خاصة في قلوب المسلمين في كل أقطار الوطن العربي والإسلامي، فهي أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم، وهي أيضًا أرض الأنبياء ومهد الرسالات، ومنبع الحضارات، وأرض المعارك الإسلامية الخالده التي لا توجد فيها ذرة رملٍ واحدةٍ إلا وقد رُويت بدماء الابطال المدافعين عنها على مر الازمان والعصور. ولهذا فهي تشكل جزءًا من عقيدة ووجدان العرب و المسلمين في شتى بقاع الأرض.
تم تأسيس الحركة الصهيونية المستندة إلى فكرة القومية اليهودية، والمتبنية لمشروع إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين "دولة إسرائيل". ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر تبنى عدد من المفكرين اليهود الدعوة إلى تكوين قومية يهودية، وبلور هذه الدعوة المفكر اليهودي الروسي " ليوبنسكر Leo Pinsker" في كتابه "التحرير الذاتي" الذي أصدره في عام 1882م،  ومن ثم انبرى "ثيودور هرتزل" إلى إذكاء نيران الفكرة الصهيونية في كتابه "الدولة اليهودية" الذي أصدره في عام 1895م، حيث دعا فيه جهارًا إلى تأسيس دولة إسرائيل على أرض فلسطين، ثم تبع ذلك انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بال السويسرية برئاسة هرتزل في عام 1897م، حيث تكرَّسَت في هذا المؤتمر الفكرة الصهيونية، وأخذت الحركة الصهيونية شكلها الحركي والتنظيمي بعد أن هزمت فكرة إقامة الوطن القومي اليهودي- أي دولة إسرائيل في فلسطين -
وقد جاءت أول محاولة صهيونية لتهجير اليهود إلى فلسطين في عام 1850م على شكل مشروع وضعه الصهيوني البريطاني "إيرل. إن. شانتري"، وتبناه وقدمه إلى الدولة العثمانية وزير خارجية بريطانيا "بانشتون"، ولكن الخليفة العثماني المسلم عبد المجيد خان - والد عبد الحميد الثاني - رفض المشروع بحزم.
وعندما انفضح دور اليهود في المؤامرة على قيصر روسيا" إلسكندر الثانيAlexander II " عام 1881م، تقدمت منظمة "أحباء صهيون" باسترحام للخليفة العثماني عبد الحميد الثاني للسماح ليهود روسيا المضطهدين بسبب تآمرهم على القيصر بالهجرة إلى فلسطين، فكان جواب السلطان حازمًا بالرفض.
وفي عام 1892م حاول بعض اليهود الألمان الاستيطان في منطقة الساحل الشرقي لخليج العقبة، وأقاموا مستوطنة لهم في "المويلح"، فأصدر السلطان أمرًا في 16 شباط/ فبراير 1892م لقواته المرابطة في السعودية بإعادة المستوطنين اليهود من حيث أتوا.

ثم بدأت محاولات "هرتزل "بعد مؤتمر" بال" لإغراء وإغواء السلطان عبد الحميد بكل وسائل الإغراء والإغواء، ومستغلاً وساطة العشرات من الزعماء الأوروبيين لدى السلطان لثنيه عن موقفه الرافض لفتح باب الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
وقد دفعت الدولة العثمانية وخليفتها عبد الحميد الثاني دفعا ثمنًا غاليًا مقابل الموقف الإسلامي الصلب ضد الهجرة اليهودية، حيث استطاع اليهود في نهاية المطاف اجتياز هذه العقبة الكؤود المتمثلة في الدولة العثمانية وخليفتها السلطان عبد الحميد حين تمكنت المحافل الماسونية من الإجهاز عليه وخلعه من الخلافة في عام 1908م، وتسليم زمام أمور الدولة العثمانية إلى الماسونيين من زعماء حزب الاتحاد والترقي.

دعونا نناقش ادعاء الصهاينه عندما يدعون ان وجودهم في فلسطين بأنه حق ديني ، وقبل أن ندخل في مناقشة الحق المزعوم لليهود في فلسطين نود أن نسألهم: لماذا لم يظهر هذا الحق طوال القرون الماضية ؟ بل لماذا لم يظهر في أول الأمر عند ظهور الصهيونية السياسية المنظمة على يد (هرتزل)؟ فمن المعروف أن فلسطين لم تكن هي المرشحة لتكون الوطن القومي لليهود. بل رشحت عدة أقطار في أفريقيا وأمريكا الشمالية كذلك، ولم تظهر فكرة فلسطين -باعتبارها أرض الميعاد- الا بعد فترة من الزمن. لقد حاول هرتزل الحصول على مكان في (موزمبيق) ثم في (الكنغو) البلجيكي. كما رشحت (الأرجنتين) عام 1897 و(قبرص) عام 1901، و(سيناء) في 1902 ثم (أوغندا) مرة أخرى في 1903 بناء على اقتراح الحكومة البريطانية. وأصيب هرتزل بخيبة أمل كبيرة، لأن اليهود في العالم لم ترق لهم فكرة دولة يهودية سياسية، سواء لأسباب أيديولوجية، أو لأنهم كانوا عديمي الرغبة في النزوح عن البلاد التي استقروا فيها. بل ان مؤتمر الحاخامات الذي عقد في مدينة فيلادلفيا في أمريكا في أواخر القرن التاسع عشر أصدر بيانا يقول: ان الرسالة الروحية التي يحملها اليهود تتنافي مع إقامة وحدة سياسية يهودية منفصلة ، وإزاء هذا الموقف، فكر هرتزل في طريقة يواجه بها هذا الوضع، وهداه تفكيره الى أن يحول الموضوع الى قضية دينية يلهب بها عواطف جماهير اليهود. ورأى أن فلسطين هي المكان الوحيد الذي يناسب هذه الدعوة الجديدة، ولليهود بفلسطين علائق تاريخية، ولهم فيها مقدسات دينية، وارتفعت راية الدين على سارية المشروع والتهبت العواطف، وأنتصر رأي هرتزل لكن بعد وفاته، فقد احتضن المؤتمر اليهودي العالمي فكرة الوطن اليهودي في فلسطين عام 1905م، بعد موته بسنة.اما الادعاء بالحق التاريخي للصهاينه في فلسطين من المعروف تاريخيا، أن أول من بنى القدس هم "اليبوسيون Jebusite"وهم  عرب اصليون نزحوا مع الكنعانيين من شبه الجزيره العربيه الى بلاد الشام في خلال الالف الثالث قبل الميلاد واستقروا في القدس فقط بينما ذهب الكنعانيون الى الساحل وقد أسموها "شاليم" وهو اسم يطلق على اله السلام عند الكنعانيين ثم حرفت لاحقاَ الى "اورشليم " والتي تعني "مدينة السلام" وقد كانت القدس تسمى ايضاَ "يبوس" نسبة الى اليبوسيين. و بعد ذلك سكن القدس وسكن فلسطين عامة: العرب الكنعانيون وغيرهم قرونا وقرونا، إلى أن جاء نبي الله إبرهيم عليه السلام مهاجرا من وطنه الأصلي بالعراق، غريبا، وقد دخل فلسطين هو وزوجه سارة، وعمره -كما تقول أسفار العهد القديم -(75) سنة. و لما بلغ (100) سنة ولد له إسحاق، ومات إبراهيم وعمره (175) سنة، ولم يمتلك شبرا من فلسطين، حتى إن زوجه سارة لما ماتت طلب من الفلسطينيين لها قبرا تدفن فيه، فهل يشتري الإنسان ما يملك ؟

و لما بلغ إسحاق (60) سنة ولد له يعقوب، ومات إسحاق وعمره (180) سنة، ولم يملك شبرا أيضا منها. ارتحل يعقوب بذريته بعد أبيه إلى مصر، ومات بها وعمره (147) سنة، وكان عدد بنيه وأولادهم (70) نفسا لما دخلها وكان عمره (130) سنة. و معنى هذا أن المدة التي عاشها إبراهيم وابنه إسحاق، وحفيده يعقوب في فلسطين: (230) سنة، وقد كانوا فيها غرباء لا يملكون من أرضها ذراعا ولا شبرا. و تقول التوراة: أن المدة التى عاشها بنو إسرائيل بمصر حتى أخرجهم موسى: (430) سنة ، كانوا أيضا غربا لا يملكون شيئا، كما تقول التوراة: إن المدة التي عاشها موسى وبنو إسرائيل في التيه بسيناء (40) سنة، أي أن العهد الذي صدر إليهم من الله مضى عليه حينذاك (700) سبعمائة سنة، وهم لا يملكون في فلسطين شيئا فلماذا لم يحقق الله تعالى وعده لهم كما يدعون، ومات موسى ولم يدخل أرض فلسطين، إنما دخل الأردن ومات بها , والذي دخلها بعده (يوشع بن نون). وقسم الأرض على أسباط بني إسرائيل(يعقوب)، ولم يقم لبني إسرائيل ملك ولا مملكة، وإنما قام بعده قضاة حكموهم (200) سنة، ثم جاء بعد القضاة حكم الملوك: شاؤول وداود وسليمان، فحكموا (100) سنة، بل أقل، وهذه هي مدة دولتهم، والفترة الذهبية لهم. وبعد سليمان انقسمت مملكتة بين أولاده: يهوذا في أورشليم وإسرائيل في شكيم (نابلس) وكانت الحرب بينهما ضروسا لا تتوقف، جاء الغزو البابلي فمحقهما محقا، دمر الهيكل واورشليم، واحرق التوراة، وسبى كل من بقي منهم حيا، كما هو معلوم من التاريخ فلو جمعت كل السنوات التي عاشوها في فلسطين غزاة مخربين، ما بلغت المدة التي قضاها الإنجليز في الهند أو الهولنديون في أندونيسيا ‍‍‍‍‍ فلو كان لمثل هذه المدة حق تاريخي لكان للانجليز والهولنديين أن يطالبوا به مثلهم . و لو كانت الأرض ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍تملك بطول الإقامة في زمن الغربة، لكان الأولى بهم أن يطالبوا بملكية مصر التي عاشوا فيها (430) سنة بدل فلسطين التي عاش فيها إبراهيم وأولاده (200) سنة أو تزيد قليلا ودخلوها شخصين وخرجوا (70) نفسا . بل في نكبة (5 حزيران/يونيو 1967م) سأل مندوب الاسوشيتدبرس جنديا إسرائيليا: ما هي حدود دولة إسرائيل  فأجابه بكل صلف وغرور: (حيث أضع قدمي)، وضرب بحذائه الأرض .
إن الحق التاريخي الذي يدعونه على أنهم لم يكادوا ينفكون من الغزو البابلي، حتى جاءهم الغزو الروماني فاباد خضراءهم ومزقهم كل ممزق، ثم جاء الفتح الإسلامي وهم مشردون في الأرض، محرم عليهم أن يقيموا في أورشليم، حتى إن "البطريرك صفرنيوسPatriarch Sophronius " بطريرك القدس"560-638م" شرط على الخليفه الراشدي عمر وهو يسلمه مفاتيح القدس: ألا يسمح لليهود بدخول "إيليا" أو الإقامة فيها ويقصد ب"ايلياAelia "هنا جاءت التسميه خلال الفتره العمريه تدل على القدس وهو على مايبدوا اختصار لأسم اللاتيني .

لقد دخلها العرب وهي خالية من اليهود، بعد ما طردهم الرومان، وأسلم أهلها، وبقي العرب فيها أكثر من ألف واربعمائة عام، أفلا يكون لهم حق تاريخي مثل اليهود ، اما في العهد الحديث ساعدوا في الغاء الخلافة الإسلامية بعد الانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني لأنه أبى أن يسلم لليهود شبرا واحدا في أرض فلسطين ، ذهب إليه اليهودي الماسوني (قرة صو) وقال له إنني مندوب إلى جلالتكم عن الجمعية الماسونية لأرجو جلالتكم أن تقبلوا خمسة ملايين ليرة لخزينتكم الخاصة ومائة مليون كقرض لخزينة الدولة بلا فائدة لمدة مائة سنة على أن تسمحوا لنا ببعض الامتيازات فى فلسطين.
وأقنع اليهود الدول الغربية وخاصة انجلترا بأن لهم حقا دينيا في فلسطين ،وصدر وعد بلفورسنة 1917 م وقد حكى الشيخ محمد أمين الحسيني مفتي فلسطين قال كنت في زيارة للمندوب البريطاني في فلسطين فقال المندوب البريطاني إن أمي علمت بوجودك وتود مقابلتك ، وخاطبتني العجوز قائلة (أرجوك ألا تقف ضد إرادة الرب فقلت لها : ومن يستطيع أن يقف ضد إرادة الرب ، أنت كيف  لأنك لا تريد أن تعطي اليهود الأرض التي أعطاها الله لهم ؛قلت إنها أرضي وبيتي فكيف يعطيها الله لهم وأنا أين أذهب، قالت إنها إرادة الله، وانتهت المقابلة ؛فقلت لابنها إن والدتك طيبة متأثرة باليهود قال لا بل نحن البروتستانت نؤمن بهذا والأناجيل تبشر به .

ولما أصدرت بريطانيا الكتاب الأبيض سنة 1939م تحدد فيه أعداد المهاجرين اليهود إلى فلسطين ثار اليهود وسيروا المظاهرات في عواصم أوربا تنادي الكتاب المقدس لا الكتاب الأبيض يعطينا الحق في فلسطين وهذا ما رأيناه ونراه بجلاء في مواقف رؤساء أمريكا مثل" كارتر" الذي أعلن في مذكراته أن تأسيس إسرائيل المعاصرة تحقيق للنبوءة التوراتية ، وكذلك في سياسة ريجان وبوش الأب والابن وكلينتون ومما هو جدير بالذكر أن الصهيونية المسيحية تعتقد أن ثلاث إشارات ينبغي أن تسبق عودة المسيح-الإشارة الأولى هي: قيام إسرائيل، وقد قامت سنة (1948 م). و الإشارة الثانية هي: احتلال مدينة القدس، وقد احتلت سنة (1967 م). -و الإشارة الثالثة هي: إعادة بناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى. وهذا ما تعمل له إسرائيل منذ زمن، وما تقوم به من حفريات تحت بنيان المسجد الأقصى، بحجة البحث عن آثار يهودية مطموسة، وفي مقدمتها الهيكل المزعوم.

النورمان  او "الفرنسيون " ليسوا ببعيدين عن موضوع الحمله الثانيه الصليبيه في العصر الحديث وهي احتلال فلسطين فقد كان الدور الفرنسي في احتلال فلسطين ولكم ان تتصورا عظم هذا الدور الذي سنلخصه في ان اول رجل دولة اقترح اقامة دولة يهودية في فلسطين كان" نابليون بونابورتNapoleon Bonaparte " فكان اول الصهيونيين الحديثين غير اليهود هو نابليون حيث طلب من اليهود تشكيل "مجلس السنهدرينThe Sanhedrin " "وهو هيئة قضائية عليا كانت قائمة زمن مملكة اسرائيل الغابرة يعقد اجتماع يضم اكبر حاخامات اليهود ويعتقدون ان المسيح هو من سيحي "مجلس السنهدرين " المقدس بالنسبة لهم ويعتبرمجلس السنهدرين المجلس الأعلى الحاكم لليهود خلال العهود الرومانية، ووفقًا لما أورده بعض المتخصصين فقد كان هناك مجلسان، المجلس الأول السنهدرين الذي يضم "23" عضوًا له صفة سياسية ودينية، ويتكون من فئة الصدوقيين. أما المجلس الثاني فهو السنهدرين الديني ذو السبعين عضوًا، وكانت رئاسته تعطى للكاهن الذي يأتي غالبًا من أوساط الفريسيين. مثُل أمام السنهدرين الديني القديسون بطرس، ويوحنا، وإصطفان، وبول، بتهمة الخطأ الديني. بعد أن قضت روما على تمرد يهودي، تدهور المجلس ثم اختفى نهائيًا"وحث نابليون المجلس على مساندته في احتلال الشرق العربي واعدا اياهم بمنحهم فلسطين فبدا الكتاب اليهود يكتبون كلمات حماسية تشجع اليهود على الهجرة الى فلسطين وتشكيل دولة لهم فيها وفي ربيع عام 1799 م اصدر نابليون بيانا في اثناء حملته على بلاد الشام طلب فيه من اليهود افريقيا واسيا ان يقاتلوا تحت لوائه وان يعلموا على اعادة قيام "مملكة اورشليم" واعادة بناء الهيكل وتاسيس دولة لهم تحت الحماية الفرنسية والحقيقة ان هناك شائعات غير رسمية انتشرت عن نوايا نابليون الصهيونية عشية حملته على الشرق انتشرت بين اليهود الايطاليين الذين اعتبروا نابليون محررهم العظيم والشائعات تتحدث عن بعث اليهود كامة وقد ظهرت رسالة مطبوعة في فرنسا وانجلترا نشرتها صحيفة فرنسية عبرت عن دعم اليهود لفرنسا باللرجال و الاموال وخاطب نابليون اليهود بقوله"انهم الورثة الشرعيون لفلسطين"ودعاهم الى احياء كيانهم كشعب بين الشعوب ولم يكن لنداء نابليون اي اثر مباشر بسبب فشله في دخول "عكا "ولكن نداءه كان قد نجح نظريا في ارساء القواعد الرئيسة للمشاريع الصهيونية القادمة، ترسيخ فكرة ضرورة التحالف مع دولة اوروبية كبرى ومع نهاية القرن الثامن عشر كانت الافكار الصهيونية قد ترسخت في فرنسا ووجدت فكرة البعث اليهودي منطلقا لها في القرنين السابع عشر و الثامن عشر من خلال التعاليم الدينية وانتعشت الصهيونية غير اليهودية فيما بعد نابليون ايام امبراطورية نابليون ثالث عام1852 م عندما تجددت النشاطات الاستعمارية على نطاق اشد وكان الممثل الرئيسي للصهيونية غير اليهودية في هذه الحقبة هو "ارنست لاهاران Ernest Laharanne"السكرتير الخاص لنابليون الثالث وهو صهيوني غير يهودي كاثوليكي فرنسي حيث كان يؤيد فكرة احتلال المشرق العربي وقد وضع كتابا عام 1860 م بعنوان "المسالة الشرقية اليهودية - الامبراطورية المصرية واحياء القومية اليهودية "استعرض فيه مناقشات الانجليز الصهيونيين غير اليهود المؤيدة للاستيطان اليهودي في فلسطين واكد المكاسب الاقتصادية التي ستجنبها اوروبا اذا اقام اليهود وطنا لهم في فلسطين وفي عام 1862 م كما ويخبر فيه اليهود بأن فرنسا قد حررتهم وجعلتهم مواطنين وإخوة ويخبرهم أيضاً أنهم شعب ذو شخصية عبقرية مستقلة، فهو شعب عضوي لم يندمج في الحضارة الغربية لأنه مرتبط بالشرق حيث يجب أن يذهبوا حاملين "أنوار أوربا" ليكونوا بمنزلة الوسطاء الذين سيفتحون الشرق للغرب عن طريق تكوين دولة يهودية في الأرض الواقعة بين مصر وتركيا، تحت رعاية فرنسا، وبمؤازرة رجال البنوك والتجار اليهود في العالم، ويجرى اكتتاب مالي يهودي عام يتيح لليهود المجال "لشراء وطنهم القديم" من الدولة العثمانية. وقد بيَّن لاهاران الفوائد التي ستعود على الغرب من توطين اليهود في فلسطين: "طريق جديد ومُعبَّد للحضارة الغربية وأسواق جديدة للصناعة الغربية". وقد استمر لاهاران في الدعوة لهذه الفكرة بحماس شديد وربط بينها وبين الأفكار القومية التي كانت تلاقي إعجاب نابليون الثالث ورجال بلاطه الاستعماريين.

اما دور الانجليز "الفرنجه" في الحمله الصليبيه الثانيه في العصر الحديث فيمكن ان نلخصه ايضاَ بانه عندما تولى" اللورد بالمرستونLord Palmerston "وزارة الخارجية البريطانية عام 1830م اول مرة كان ضعف الامبراطورية العثمانية واضحاً خاصة عندما احتل محمد علي باشا منطقة بلاد الشام حيث كانت روسيا وفرنسا تتلهفان على موت الدولة العثمانية املاَ في الحصول على نصيبها من تركة الامبراطورية ،لذا كان "بالمرستون" يبحث عن من يحمي مصالح بريطانيا في الشرق العربي فوجد ضالته في اليهود وذلك بتأسيس كيان لهم في المستقبل وقد بحث "بالمرستون" الموضوع مع "اللورد شافتسبريLord Shaftesbury "الذي افصح عن المشروع الذي اعده منذ زمن واطلع "بالمرستون" عليه وهو الاستيطان اليهودي في فلسطين وتكثيفه ولم ينجح "مشروع شافتسبري " لكن صاحبه لم يعرف الياس وهو صاحب الجملة الماثورة :"فلسطين ارض بلا شعب الى شعب بلا ارض اي اليهود "وقد تبنى الصهاينة فيما بعد هذه الجملة واصبحت اول الشعارات التي ينادون بها، كان بالمرستون في مقدمة الساسة الانجليز الذين نفخوا في الصهيونية التي تتبع الروح العنصرية الاستعلائية قبل ان تولد عام 1897 م وشدد على ربط تركيا بلد بالغرب وذلك عن طريق مشروع الاستيطان الصهيوني وكان يقول ان تركيا بلد متاخر وبحاجة الى اللحاق بركب الحضارة الغربية وتم افتتاح اول قنصلية بريطانية في القدس عام 1834 م وذلك لحماية المصالح البريطانية في الشرق اولا والاهتمام بتشجيع اليهود للهجرة الى فلسطين ثانيا وكانت التعليمات البريطانية للقنصلية في القدس الاهتمام بشؤون اليهود وتسجيلهم في القنصلية بقصد حمايتهم وكانت تعليمات بالمرستون الى القنصل البريطاني في القدس تقديم تقرير عن وضع اليهود في فلسطين وضرورة حمايتهم وكانت رسائله تنص على اعترافه باليهود في فلسطين كامة وارتباطهم بفلسطين .

اما الايطاليون فايضاَ ليسوا ببعيدين عن هذا لأن الصهيونيهZionism والفاشيه Fascismهي وجهان لعمله واحده ولنطلع على ماذكره المرحوم الدكتور عبدالوهاب المسيري في موسوعة اليهود واليهوديه والصهيونيه حول الفاشيه والصهيونيه : "من أهم الأفكار الغربية التي نبتت الصهيونية في تربتها، الأفكار السياسية الخاصة بالقومية العضوية وبالدولة القومية باعتبارها المرجعية الوحيدة والركيزة الأساسية للنسق، وهي الأفكار التي تصبح تقديساً للدولة وانصياعاً لزعيمها في الأنساق الشمـولية. وقـد تبنت الصهيونية كل هـذه الأفكـار وتحـركت في إطـارها، فأنشـأت علاقة مع النظام الفاشـي (في إيطاليا) والنظام النازي (في ألمانيا).

وقد أكد موسوليني منذ بداية حكمه أن الفاشيه لا علاقة لها بالعداء لليهود. وفي 30تشرين الاول /أكتوبر 1930 أصدر قراراً بدمج كل التجمعات اليهودية في إيطاليا في اتحاد فاشي يمثل كل يهود إيطاليا بغير استثناء، وأصبح هذا الاتحاد إحدى الوكالات الرسمية للحكومة الفاشية. حيث نصت المادة 35 من قانـون تأسـيس هـذا الاتحاد على أن اليهود هم سفراء الفاشية للعالم، وعلى ضرورة أن يشترك اتحاد التجمعات اليهودية في إيطاليا في النشاطات الدينية والاجتماعية ليهود العالم، وأن يحتفظ بعلاقاته الدينية والثقافية معهم.

وفي كانون الثاني/يناير 1923 قام "حاييم وايزمان" بوصفه رئيس المنظمة الصهيونية بزيارة "موسوليني"، لمحاورته بشأن الصهيونية والدعم الفاشي الممكن تقديمه إلى الحركة. واكتشف الزعيم الصهيوني أن اعتراض موسوليني على الصهيونية مرده إحساسه بأن الصهيونية أداة لإضعاف الدول الإسلامية لصالح الإمبراطورية البريطانية. فرد وايزمان عليه رداً مقنعاً بيَّن له فيه أن إضعاف الدول الإسلامية سيعود أيضاً على إيطاليا بالنفع، وأضاف أن شروط حكومة الانتداب ذاتها تفتح المجال أمام إيطاليا أو أية دولة أخرى للمشاركة في تطوير هذا البلد (أي تصدير العمالة الفائضة والحصول على امتيازات تجارية، على حد قول وايزمان)، وأن في وسع إيطاليا أن تفعل ذلك إذ اعتمدت الميزانية اللازمة. وانتهى الاجتماع بتفاهم كامل بين الطرفين، سمح موسوليني على أثره بتعيين يهودي إيطالي في الوكالة اليهودية.

وحينما دُعي وايزمان مرة أخرى إلى إيطاليا في سبتمبر 1926، عرض موسوليني أن يُقدم المساعدة للصهاينة كي يبنوا اقتصادهم، وقامت الصحافة الفاشـية بنشـر مقالات مؤيدة للصهاينة. كما قـام ناحوم سوكولوف، باعتباره رئيس اللجنة التنفيذية في المنظمة الصهيونية، بزيارة إيطاليا عام 1927 وصرح بأنه أدرك الطبيعة الحقة للفاشية، وأكد أن اليهود الحقيقيين لم يحاربوا قط ضدها. ولا شك في أن كلماته هذه تحمل معنى التأييد الكامل للنظام الفاشي، وقد تبعته في ذلك المنظمة الصهيونية في إيطاليا. ومن الزعماء الصهاينة الذين زاروا إيطاليا الفاشية، ناحوم جولدمان الرئيس السابق للمؤتمر اليهودي العالمي الذي استمع إلى الزعيم الإيطالي وهو يُعرب عن حماسه للمشروع الصهيوني وعن استعداده الكامل لمساندته.
وقد تعلم "جابوتنسكي" الكثير من الفاشية الغربية، وكان يُعبِّر عن إعجابه الشديد بالدوتشي وفكره، وبالتنظيمات الشبابية الفاشية التي حاولت المنظمات الشبابية التصحيحية التشبه بها في زيها الرسمي. وكال موسوليني المديح والتقريظ لجابوتنسكي حين قال مرة للحاخام ديفيد براتو الذي أصبح فيما بعد حاخام روما: "كي تنجح الصهيونية يجب أن تحصلوا على دولة يهودية لها علم يهودي ولغة يهودية، والشخص الذي يفهم ذلك حقاً هو الفاشي جابوتنسكي". كما نعت موسوليني نفسه ضمناً بأنه صهيوني يدافع عن فكرة الدولة اليهودية. ورغم أن جابوتنسكي لم يكن يرتاح أحياناً إلى وصفه بالفاشي، فإن موقفه بشكل عام كان موقف المؤيد للفاشية والمعجب بها".

اكتملت جوانب ومفاصل هذه الحمله النورمان والفرنجه وا ضيف اليهم اليهود الصهاينه هذه المره ففي حملاتهم السابقه لم يكن هناك من احد ممكن ان يزرعوه في المناطق التي يحتلونها من اجل ان يكون وكيلهم في هذه المنطقه وهو مايبرز بوضوح في حملاتهم الحديثه مثلا عندما شنو الحمله الاولى الصليبيه الحديثه على الجزائر والتي كانت قريبه جغرافياَ بالنسبه الى فرنسا فانها ارادت طمس الهويه والديموغرافيا من خلال استيطان الفرنسين والهجرات الفرنسيه اليها من اجل تغيير بنيتها الاصليه وهاهم في فلسطين اي في الحمله الصليبيه الحديثه او المعاصره الثانيه قد وجدوا من يزرعونه ليستوطن ارض فلسطين .
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !