مواضيع اليوم

حروب الفرنجه واعادة دورة التاريخ - الحلقه الاولى

عبدالكريم صالح

2012-02-19 13:58:08

0

الفرنج او الفرنجه The Franks او Frankia او Francs وهم مجموعه من القبائل الجرمانيه الغربيه Germanic Tribes قد شكلت مابعرف بأسم تحالف القبائل الجرمانيه المكون من السليان والسيكامبري والتشامافي والتشاتي والبروكتيري واليوسيبتس الأمبيفاري. دخل الافرنج مناطق الامبراطوريه الرومانيه من خلال مايعرف اليوم"المانيا" واستوطنوا المناطق الشماليه من بلاد الغال (فرنسا واجزاء من غرب المانيا) مكونيين فيها امارة شبه مستقله .

دخلوا التاريخ في العام 260م بغزوهم الراين في الامبراطوريه الرومانيه وقد ذكروا للمره الاولى على خريطة البويتنغريهTabula Peytingerian-Peutinger Map -الخريطه او اللوحه البويتينغريه هي نسخه من القرن الثالث عشر لخريطه رومانيه قديمه تبين الطرق الامبراطوريه العسكريه تحمل اسم جامع التحف كونراد بويتينغرConrad Celtes  الذي ورثها غن صديقه كونراد بيكل اراد بويتينغر نشر هذه الخريطه لكنه توفي قبل ان يتمكن من ذلك وهي موجوده الان في المكتبه الوطنيه النمساويهOsterreichische Nationalbibliothek ,hofburg,Vienna-Austrian National Library- ويتفق كافة العلماء والباحثون في العصر الحديث لعصر الهجرات-Migrations Period فترة عصر الهجرات وهي مسمى اعطاه المؤرخون للحقبه الزمنيه الواقعه بين عامي 300و900ميلاديه والتي حدثت فيها العديد من الهجرات في وسط القاره الاوربيه العديد من القبائل الجرمانيه والسلافيه كالأفرنج والفاندليون والقوط وتعود اسباب هذه الهجرات غالباَ لغارات "الهون"المتتاليه ولأزدياد عدد سكان منطقة ما وبالتالي قلة مواردها الطبيعيه ولتغيرات الطقس والمناخ. - ،ان الهويه الفرنجيه ظهرت في النصف الاول من القرن الثالث كمجموعات صغيره ذات اصول مختلفه تشمل قبائل "الساليين" Saliens  وقبائل" الريبوير"Ripuaires وقيائل" الشاماف Chamaves " وكلمة فرنجه باللغه اللاتينيه تعني "الحر"وقد اطلقها الرومان على الاقوام التي كانت تتحرر من السلطه الرومانيه.

ظهر الفرنجه في النصوص الرومانيه كحلفاء وأعداء في آن واحد وقد استغلت مجموعة من الفرنجه حوالي في العام250ميلادي ضعف الامبراطوريه الرومانيه فغزو اراضيها وتوغلوا حتى "طرخونهTarragona " وهي احدى المقاطعات الاسبانيه تقع في الجزء الشرقي من البلاد ويحدها كل من مقاطعة "كاستيلونCastellon "و"تيروالTeruel "و"سرقسطهZaragoza "و"لاردهLerida " و"برشلونهBercelona " والبحر الابيض المتوسط، وبقوا في هذه المنطقه نحو عقد من الزمان حتى طردتهم القوات الرومانيه من اراضيها  وبعد حوالي اربعين عاماَ سيطر الفرنجه على منطقة "نهر شيلدت ويسمى ايضاَ  شيلدScheldt River   " - ويسمى باللغه الانكليزيه Sceald وتعني المياه الضحله.- تقع اليوم غرب فلاندرزFlandres  وجنوب غرب هولندا واغاروا على القنال قاطعين المواصلات نحو بريطانيا ،اعادت القوات الرومانيه السلام في المنطقه ولكنها لم تطرد الفرنكيين الذين استمروا ليكونوا قراصنه مهابيين على طول الشواطيء على الاقل حتى وقت "جوليان المرتدJulian The Apostate "( جوليان المرتد هو يوليانوس المرتد او الجاحد 331-363م امبراطور الامبراطوريه الرومانيه"361-363م"حاول يوليانوس المرتد ان يعيد احياء الوثنيه في الامبراطوريه الرومانيه في عام 361م لكنه فشل قبل ان تصبح المسيحيه ديانه رسميه وحيده للأمبراطوريه على يد الامبراطور ثيودوسيوس الاولTheodosius I (378-395م)ويوليانوس وضع ثلاثة كتب ضد المسيحيه "ضد الجليليين"طعن فيها في الوهية السيد المسيح وشكك في اقواله وافعاله وتعاليمه.) الذي قبل بهم فمنح قبيلة الساليين الفرنكيه صفة "الحليفه Foederati "في "توكساندرياToxandria "كما ذكر "آميانوس مارسيلينوسAmmianus Marcellinus" (وهو المؤرخ الروماني من اصل يوناني في انطاكيه وهو يوناني سوري من القرن الرابع)وسع الساليون من نفوذهم في نهاية القرن الخامس على الاراضي الرومانيه ليشمل هولندا جنوب الراين وبلجيكا وشمال فرنسا حبث التقوا مع شعوب اخرى وبشكل رئيسي مع العرق الفرنكي فنتجت السلاله الميروفنجيه في القرن الخامس ،سمح الامبراطور" جوليان المرتد " للفرنجه وهم من القبائل الجرمانيه بعبور نهر الراين والاستقرار على حدود الامبراطوريه الرومانيه وعندما بدأ الانحلال والتدهور في القسم الغربي من الامبراطوريه الرومانيه في القرن الخامس الميلادي توغل الفرنكيين في اراضي الامبراطوريه ،واستعمروا الاجزاء الشماليه من "غاليا Gallia " او بلاد الغال-فرنسا حالياَ- ووصلوا الى شمال مدينة باريس الرومانيه وكان ملوكهم "كلوديون الملتحي Chodio or clodius –Long Haired King " الذي انتصر على الجيوش الرومانيه بقيادة "أئسيوس"ثم حكم بعده "ميروفيوسMeroveus"الذي نسبت اليه السلاله الميروفنجيه ثم حكم بعده ابنه "شيلديريك الاولChilderic I "ثم جاء ابنه "كلوفيس الاول Clovis I"سنة 481-511م،بسطت امبراطورية الفرنجه قبضتها على اجزاء كبيره من آوربا الغربيه بحلول نهاية القرن الثامن ،الامبراطوريه الكارولينجيه والدول التي خلفتها تنتمي للفرنجه نخبة السليان السياسيه كانت القوه الاكثر فاعليه في نشر المسيحيه في اوربا الغربيه ،اعتناف الافرنج "الفرنكيين"للمسيحيه على يد ملكهم "كلوفيس الاول"كانت نقطة التحول في تاريخ القاره الاوربيه .

تتضارب الانباء عن تاريخ الاماره القديمه ولايمكن معرفة اي تاريخ من تواريخ تولي الملوك او معرفة حدود الدوله بدقه،قليل من المصادر المكتوبه تخبرنا ان" الميروفنجيين "Merovingian  كانت سلالة من قبائل السليان من الفرنكيين  Salian Frankish  هم أول من حكم الفرنكيين إلى حد كبير في المنطقة المقابلة لفرنسا من منتصف الخامس إلى منتصف القرن الثامن. السياسة تنطوي على تكرار الحرب المدنيه بين فروع الأسرة. تتضارب الأنباء عن تاريخ الإمارة القديم ولايمكن معرفة أي تاريخ من تواريخ تولي الملوك الحكم أو معرفة حدود الدولة بدقة. قليل من المصادر المكتوبة تخبر أن الميروفنجيين هم أول من حكم الفرنكيين ثم تبعهم الكارولينجيين. يعتبر "كلوديون الملتحي Chodio or clodius –Long "Haired King  هو أوّل من اتخذ لقب ملك الفرانك الساليين ويعتبر "كلوفيس الأول "مؤسس كلا من فرنسا وحكم سلاله الميروفنجيين التي حكمت الفرنكيين لقرنين.  ثم تبعهم الكارولينجيون وخلال القرن الاخير من حكم  الميروفنجيين دفعت سلالة الميروفنجيين الى دور احتفالي انتهت في انقلاب القصر عام 751م عندما خلع" بيبين القصيرPepin The Short"" بيبين الثالث يـُلقب بالقصير (28 تشرين الثاني/نوفمبر 714م - 24ايلول /سبتمبر 768م) كان عمدة قصر نوستريا (741-751م)، وقصر أوستراسيا (747-751م)، ثم ملكاً للفرنجة من عام 751 م حتى عام 768م، ابن شارل مارتل وروترود ترير. وهو والد كارلمان الأول وشارلمان." ابن "شارل مارتلCharles Martel " رسمياَ "شيلدريك الثالث Childeric III" وبداية حكم الكارولينجيين الملكي.

اما بالنسبه للغه الفرنجيه القديمه فهي اللغه التي كان يتحدث بها الافرنج الاوائل وهي لغه تحمل ملامح اللغه الفرنسيه واللاتينيه ، وربما كان" الفرنجه الساليون " The Salic Franksقد اشتقوا اسمهم من نهر سالاSala " نهر سالا Sala المعروف الآن بأسم "أجسل Ijssel "الذي يجري في الارضي الواطئه او المنخفضه."  ثم تحركوا نحو الجنوب والغرب واحتلوا في العام 356م الاقليم الواقع بين نهر ميوس Meus  والمحيط ونهر السوم Somme وكان انتشارهم بطريق الهجره السلميه اي دون غزوات حتى ان الرومان انفسهم كانوا يدعونهم احياناَ الى ان يعمروا لاراضي الغير كثيفة السكان وهكذا اصبحت "غاله"الشماليه نصف فرنجه قبل ان يحل عام 430م وقد جاء الفرنجه معهم بلغتهم وعقيدتهم الوثنيه وكان من اثر هذا ان اللغه اللاتينيه لم تعد اللغه التي يتحدث بها المقيمون على مجرى الراين الادنى Rhine كما لم تعد المسيحيه دين هؤلاء الاقوام .

توحدت المنطقة التي تشملها فرنسا اليوم لأول مرة سنة 486 م. حيث قام الملك الفرنجي" كلوفيس الأول Clovis I" بلم شمل القبائل الجرمانية تحت لواء قبيلة الفرنجة. ضمت المملكة الجديدة قبائل عدة مثل الألامان (Alamans)، البرغنديون (Burgondes) والقوط الغربيون (Wisigoths). وبعد الوحدة انشطرت المملكة (و التي كانت تسمى بلاد غالة) إلى ممالك، حكم كل منها أحد أبناء عائلة الميروفنجيين (Mérovingien). وفي منتصف القرن الـثامن للميلاد حلت سلالة الكارولنجيين (Carolingiens) محل الميروفنجيين (Mérovingien) وقامت بتوسعة أراض المملكة الفرنجية.
أصبحت المملكة الفرنجية إمبراطورية مع تتويج( شارلمان Charlemagne).وقد قسم شارلمان إمبراطوريته الواسعة في عام 806م بين أولاده الثلاثة-بيبين، ولويس، وشارل. ولكن بيبن توفي عام 810م، وشارل في عام 811م، ولم يبق من هؤلاء الأبناء إلا لويس، وكان منهمكاً في العبادة انهماكا بدا معه أنه غير خليق بأن يحكم عالماً مليئاً بالاضطراب والغدر. غير أن لويس الأول رغم هذا قد رفع باحتفال مهيب في عام 813م من ملك إلى إمبراطور.

و بعد موت لويس الأول قسمت المملكة الفرنجية من جديد. اثنتان من هذه الممالك عمرتا، مملكة" فرنكيا الشرقية Francia orientalis" شكلت ألمانيا فيما بعد ومملكة "فرنكيا الغربية Francia "occidentalis والتي شكلت فرنسا. عام 842 م قام أحفاد شارلمان بعقد قسم ستراسبورج في شتراسبورغ (serments de Strasbourg). والتي تعتبر وثيقة هذا العقد من أقدم الوثائق المكتوبة بلغتين متباينتين (التوداسك والرومان) آنذاك. يعتبر بعض المؤرخين في فرنسا هذه الوثيقة عقد الميلاد الرسمي لبلاد فرنسا وكذلك ألمانيا، سمي الصليبييون في النصوص العربية بالفرنجة أو الافرنج وسميت الحملات الصليبية بحروب الفرنجة اما في الغرب فقد سمي الصلييون بتسميات متعددة كمؤمني القديس بطرس (fideles Sancti Petri) أو جنود المسيح (milites Christ)، ورأى من كان مندفعا بدافع الدين من الصليبيين انفسهم, على أنهم حجاج، واستخدم اسم "الحجاج المسلحين" لوصفهم في إشارة إلى أن الحجيج لا يحمل السلاح في العادة.وكان الصليبيون ينذرون أو يقسمون ان يصلوا إلى القدس ويحصلوا على صليب من قماش يخاط إلى ملابسهم، وأصبح اخذ هذا الصليب إشارة إلى مجمل الرحلة التي يقوم بها كل صليبي. وفي العصور الوسطى كان يشار إلى هذه الحروب عند الأوروبيين بمصطلحات تقابل الترحال والطواف والتجواب (peregrinatio) والطريق إلى الأرض المقدسة وظهور مصطلح "الحرب الصليبية" أو "الحملة الصليبية" على ما يبدو أول ما ظهر في بحث لمؤرخ بلاط لويس التاسع عشر، لويس ممبور سنة 1675م.

ماأسلفناه هو موجز من تاريخ الفرنجه او الفرنكيين الذين شكلوا النواة والاساس لشن حملاتهم وحروبهم التي اطلقو عليها "الحروب الصليبيه " والتي سماها العرب الذين عاصروها "حروب الفرنج" فقد اصر الشرق العربي المسلم وغير المسلم على تسميتها بحروب الفرنج  في الوقت الذي يصر فيه الغرب على تسميتها "الحروب الصليبيه " ان المؤرخين المسلمين المعاصرين للحروب الصليبيه امثال ابن الاثير وابن القلانسي والعماد الاصفهاني وغيرهم ممن عاصروا تلك الحروب قد استخدموا تسمية حروب الفرنجه في مؤلفاتهم لانهم كانو يرون في الصليب رمز للفداء والتضحيه بالنفس في سبيل الغير ولم يكن الصليب رمزاَ للحرب والقتل والعدوان مثلما يذهب اليه الغرب حيث يصر المؤرخون الاوربيين على استخدام مصطلح الحروب الصليبيه بالمعنى الرمزي الديني وكأن المسيجيين قدنجوا من هذه الحروب فقد اكتوى بنارها المسيحيين في البلقان والامبراطوريه البيزنطيه التي بقت تحت وطأة هؤلاء الصليبيين اكثر من نصف قرن وتعرضوا للقتل والنهب والتدمير ،بالتأكيد عندما يستخدم المسلمون مصطلح "حروب الفرنجه "هم على علم بان هؤلاء الفرنجه يدينون بالديانه المسيحيه لكن الديانه المسيحيه لم ترفع الصليب من اجل قتل وتخريب ونهب الاخرين .  عموماَ ان الكتله الكبرى من مقاتلي الحروب الفرنجيه كانوا من النورمان ويليهم الفرانك ،النورمان هؤلاء هم شعوب اسكندنافيه والذين دخبول اوربا والاندلس الاسلاميه تحت اسم "الفايكنجViking " والتي تعني قراصنة القتل والنهب ،وحين اتجهوا الى الشرق كانوا اول مادمروا "هنغاريا"ثم "بلغاريا"الارثوذكسيه ثم بيزنطه وعاصمتها القسطنطينيه الارثوذكسيه فزرعوا الدمار والقتل والحرق والنهب في العالم المسيحي بجناحيه قبل حتى ان يصلوا الى الشرق المسلم وهنا انا لست ابريء افعالهم من استهداف المسلمين والعرب بالاساس انما من اجل ان يطلع المتابع والقاريء على افعال هؤلاء ضد حتى ابناء دينهم وجلدتهم  وما هي درجة امعانهم في الحقد والهمجيه ، الساسه في الغرب وامريكا المعاصرون لازالوا ممن هم اقسى واعتى حتى من الفرنجه  يستخدمون هذا المصطلح في حروبهم واستعمارهم فنرى الرئيس الامريكي الراحل "رونالد ريغن" واثناء الاجتياح الصهيوني للبنان في حزيران 1982م قدم نفسه على انه نائب السيد المسيح عليه السلام وهو قد جاء مبشراَ بعودته وهو يعتقد ان حروب اسرائيل التوسعيه هي تحقيق لنبوءات التوراة. "يذكر الكاتب والباحث الأستاذ "محمد حسنين هيكل" في كتابه (حرب الخليج.. وأوهام النصر) الصادر عن مؤسسة الأهرام عام 1992 م أن الرئيس الأميركي الأسبق "جورج بوش الأب "كان قد أطلق على خطة الهجوم البري على العراق في حرب الخليج الثانية في كانون الثاني لعام 1991م الرمز الكودي "المجد للقديسة مريم"، ويتابع الأستاذ "هيكل" قائلاً: تجلت النزعة الدينية في "لبوس حملة صليبية جديدة" بشعارات كتبها الجنود على الأعتدة والصواريخ والطائرات، مثل: "نادوا على الله فإن لم يستجب لكم فنادوا على السيد المسيح فإن لم يستجب فنادوا على الرئيس بوش"، وحسب ما ورد في جريدة آراب تايمزArab Times  الكويتية الصادرة باللغة الانكليزية ليوم السبت 29 تشرين الأول لعام 1994م فإن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلنتون سبق أن زعم في خطاب له في الكونغرس الأميركي عام 1994 م بأنه يعمل بتكليف إلهي من أجل حماية إسرائيل، وسيبقى إلى جانب (شعبها العظيم)".‏
أما الرئيس الأميركي "جورج بوش الابن"، فقد كان أكثر صراحة من سابقيه، إذ أعلنها إثر أحداث يوم الحادي عشر من أيلول عام 2001، عندما قال: (إننا نخوض حرباً صليبية مقدسة)، ثم زعم أنها زلة لسان كيف يمكن ان نصدق انها زلة لسان وهو رئيس الولايات المتحده الامريكيه وكل كلمه يحسب حسابها .‏

 الترجمة الحرفية لكلمة"النورمان North Man" تعني "رجال الشمال" وهم الفايكنج: ظلّوا على وثنيتهم حتى القرن التاسع قبل أن يعتنقوا المسيحية اشتهروا بغزواتهم المدمرة لأوروبة الغربية احتلوا غربي فرنسة وانجلترة.وتركت أعمال النورماندين هذه وطبائعهم بصمات في صفحات مجازية مشتقة من اسمهم في الفرنسية إضافة لمعناها الأصلي تعني: غامض).وفي الألمانية normannisch القديمة بالإضافة لمعناها تعني pfiffig ماكر، normannisch الوثائق الكارولنجية، وقد راحوا يغيرون على حدود الامبراطورية الكارولنجية ويزرعون الرعب والدمار، منطلقين من شبه جزيرة سكاندينافية (دانمرك، السويد، النرويج) وتصفهم الوثائق الكارولنجية بالأوباش النهابين وفرضوا الأتاوات على ملوك الفرنجة بعد شارلمان وفي عام 911، عقد الملك الفرنجي شارل السابع اتفاقاً مع زعيمهم (Rollon) تنازل فيها الملك الفرنجي عن المنطقة الغربية لمملكته التي اشتهرت فيما بعد باسم Normandie ومن هناك انطلقوا لغزو انجلترة، حيث أصبح غليوم الفاتح ملكها بعد انتصاره في معركة Hastings‏. تركت أعمال النورمانديين هذه وطبائعهم بصماتها في صفحات مجازية مشتقة من اسمهم ففي الفرنسية normand إضافة لمعناها الأصلي تعني (غامض) وفي الألمانية normannisch القديمة بالإضافة لمعناها الأصلي تعني pfiffig ماكر، مؤذٍ وأحياناً debrouillard الفرنسية، وفي الألمانية أيضاً الاسم الموصوف normanne المذكر و Normannin تعني في المجاز geriebener Kerl بمعنى: محتال، مخاتل وتعني داهية، مكار، ومن الغريب أن لا نجد هذه الصفات المجازية في الإنكليزية فمثلاً يترجمون التعبير الفرنسي:‏ A Normand Normand et demi set a thief to cath a thief .
الحروب الصليبية The Crusade  بصفة عامة اسم يطلق حالياً على مجموعة من الحملات والحروب التي قام بها أوروبيون من أواخر القرن الحادي عشر حتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر (1096 – 1291م)، كانت بشكل رئيسي حروب فرسان، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الذين اشتركوا فيها وتواروا تحت رداء الدين المسيحي وشعار الصليب من أجل الدفاع عنه وذلك لتحقيق هدفهم الرئيسي وهو الاستيلاء على أرض المشرق في الوقت الذي كان فيه الشرق منبع الثروات ولذلك كانوا يخيطون على ألبستهم على الصدر والكتف علامة الصليب من قماش أحمر.

تقول الدكتوره زينب عبدالعزيز استاذه الحضاره في معرض تعليقها حول الحروب الصليبيه في مؤلفها المعنون صليبية الغرب وحضارته - حرب صليبيه بكل المقاييس : كانت الحروب الصليبية سلسلة من الصراعات العسكرية من الطابع الديني الذي خاضه الكثير من أوروبا المسيحية ضد التهديدات الخارجية والداخلية. وقد خاض في الحروب الصليبية ضد المسلمين، وثنية من السلاف، والمسيحيين الروسية والأرثوذكسية اليونانية، والمغول، والاعداء السياسيين للباباوات. كان الصليبيون يأخذون الوعود ويمنحون التساهل. هدف الحروب الصليبية في الاصل كان استرداد القدس والأراضي المقدسة من المسلمين، وكانت القاعدة التي أطلقت في الأصل استجابة لدعوة من الإمبراطوريه البيزنطيه الارثوذكسيه الشرقية لمساعدتهم ضد توسع المسلمين السلاجقه في الأناضول.

مصطلح الحروب الصليبيةThe Crusade  يستخدم أيضا لوصف حروب معاصرة ولاحقه من خلال القيام بحملات إلى القرن السادس عشر في الاقاليم خارج بلاد الشام. عادة ضد الوثنيين، والزنادقة بحسب المعتقد المسيحي، والشعوب الخاضعة لحظر الطرد لمزيج من الدينية، والاقتصادية، وأسباب سياسية. التناحرات بين المسيحيين والمسلمين على حد سواء لنيل الصلاحيات ادى أيضا إلى التحالفات بين الفصائل الدينية ضد خصومهم، مثل التحالف المسيحي مع سلطنة رومية أثناء الحملة الصليبية الخامسة.
كانت الحروب الصليبية بعيدة المدى السياسي، والاقتصادي، والتأثيرات الاجتماعية، والتي استمر بعضها في الاوقات المعاصرة. بسبب الصراعات الداخلية بين الممالك المسيحيه والقوى السياسية، وبعض البعثات الصليبية قد تم تحويلها من الهدف الأصلي، مثل الحملة الصليبية الرابعة، والتي اسفرت عن كيس القسطنطينيه المسيحيه وتقسيم الإمبراطوريه البيزنطيه بين البندقيه والصليبيين. وكانت الحملة الصليبية السادسة أول حملة صليبيه دون مباركة البابا، وارساء سابقة ان الحكام بخلاف البابا ان يستهل حملة صليبية.

الحمله الصليبيه الاولى ابتدأت بعد ان دعى اليها البابا اوربان الثانىRaban II فى موعظة له بمدينة كليرمون في جنوب فرنسا العام 1095 م وتألفت هذه الحملة من جموع غفيرة غير منتظمة ،وكان أكثرهم من الفرنسيين ، لأن الدعوة إليها جاءت من بابا روما آنذاك وهو فرنسي الأصل وصدرت من بلدة فرنسية ونادى بها راهب فرنسي ،لذلك كان المسلمون يسمون الصليبيين بالفرنجة ،وقد تولى قيادة تلك الجموع أمراء فرنسيون توجهوا بها بطريق البر واجتازوا بها مدينة القسطنطينية والتحموا في بر الأناضول مع سلاجقة الروم فأباد السلاجقة الكثير منهم، وتمكنت الحملة من شق طريقها إلى الحدود الفاصلة بين شرق الأناضول وبلاد الشام فافترقت إلى ثلاث فرق، واحدة اتجهت شرقا واحتلت مدينة الرها سنة491هـ وأقامت بها أول إمارة صليبية في الشرق بزعامة "بودان الأول" والثانية اتجهت جنوبا نحو بلاد الشام على ساحل المتوسط واحتلت مدينة أنطاكية سنة492هـ وأقامت فيها إمارة صليبية بزعامة"بوهمند الثاني النورماندي" والثالثة اتجهت نحو القدس فوصلتها سنة493هـ /1099م ،وأطبقت عليها الحصار ،ولم تتمكن الحامية الفاطمية من الدفاع عنها فاستسلمت في يوم 15 تموز/يوليو عام 1099م ،وأثخن الصليبيون في القتل من أهلها من مسلمين ومسيحيين أرثوذكس ، وتعترف المصادر الأوربية بهول ما فعله الصليبيون في القدس ،وفي ذلك تقول إحدى المؤرخات"إن ما فعله الصليبيون في القدس تعد من أكبر جرائم التاريخ" وقد أقام الصليبيون في القدس مملكة صليبية بزعامة "غودفروا بويلون Godefory de Bouillion"،وفي عام 1100م توجه لحصار عكا فأصابه سهم فقتله وخلفه أخوه"بودان" .

الحمله الصليبيه الثانيه التي دعا اليها البابا ايوجينيوس الثالث Pope Eugene IIIففي العام539هـ/1144م استرد أمير الموصل "عماد الدين زنكي" مدينة الرها من الصليبيين فتألفت بسببها حملة صليبية ثانية بزعامة "كونراد الثالثConrad III "ملك ألمانيا و"لويس التاسعLouis VII  " ملك فرنسا وقد عادت أدراجها بعد فشلها في حصار دمشق.

في عام 583هـ/1188م استرد الناصر صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس بعد وقعة حطين فتألفت حملة صليبية ثالثة دعا اليها البابا جريجورى الثامنPope Gregory VIII بزعامة "فريدرك بارباروس الأولFerderick Barbarosa I " ملك ألمانيا"فيليب أوغست Philippe Auguste"ملك فرنسا و"ريتشارد قلب الأسدRichard Coeur de Lion "ملك إنكلترا. وقد سلك "فريدرك طريق البر واجتاز القسطنطينية إلى بر الأناضول وغرق أثناء عبوره في كيليكيا وتشتتت حملته وعاد فيليب إلى فرنسا إثر مرضه. أما ريتشارد فقد عقد صلحا مع صلاح الدين .

في عام598هـ/1202م تألفت حملة صليبية اخرى هي الحمله الصليبيه الرابعه، أعدها أمراء فرنسيون منهم"بودان التاسع "أمير فلاندر و"تيبو الثالث "أمير شامباني و"لويس"أمير بلوا وآخرون،وكانت مصر هدفا لها، وقد اتفقوا مع ملاحي البندقية(فينيسيا:مدينة إيطالية) على نقلهم إلى الإسكندرية. ولما علم الملك العادل الأيوبي بهذا الاتفاق، منح البنادقة امتيازات تجارية، فتحول قادة الحملة إلى القسطنطينية واجتاحوها وأقاموا فيها دولة لاتينية وولوا عليها"بودان التاسع" ملكا وأعلنوا فيها المذهب الكاثوليكي، وقد استمرت هذه الدولة قائمة حتى سنة658هـ /1260م ،ولمتحقق هدفها كحملة صليبية.

والحمله الصليبيه الخامسه تألفت سنة615هـ/1219م بزعامة "جان دي بريانJean de Brienne " واتجهت إلى مصر فاستولت على مدينة دمياط ثم استردها المصريون وأجلوا الحملة عن مصر . اما الحمله الصليبيه السادسه فقد أعد الحملة "فريدرك الثاني Frederick II"ملك ألمانيا ،وتوجه بحملته إلى بلاد الشام بطريق البحر سنة 625هـ/1228م ،وكان الملك الكامل ،صاحب مصر، قد استنجد به ليعينه على أخيه الملك المعظم عيسى لكي ينتزع منه دمشق وفق شروط تم الاتفاق عليها منها تسليمه القدس ، وقدم "فريدرك بحملته إلى عكا.وكان الملك المعظم قد توفي وخلفه ابنه الملك المنصور داوود فتصالح مع عمه الكامل وسلمه دمشق وأعطاه بدلا منها صرخد والشوبك والكرك.وباستلام الكامل دمشق نفذ شروط الاتفاق وسلم "فريدرك" مدينة القدس فدخلها وتوج نفسه ملكا عليها وعاد إلى بلاده ،وبذلك أنهى مهمة الحملة التي قادها دون قتال. جهز الملك الفرنسي "لويس التاسع"الحمله الصليبيه السابعه،ووجهها إلى مصر ،سنة646هـ/1249م واستولى على دمياط ثم توجه لحصار المنصورة وجرت بينه وبين المصريين في أواخر عهد الملك الصالح(نجم الدين أيوب) وزوجته شجرة الدر معركة،كان النصر فيها حليف المصريين وأسر الملك الفرنسي مع جملة من الأمراء ثم أطلق لقاء فدية كبيرة. وقد توقفت بعد هذه الحملة الحملات الصليبية على بلاد الشام و مصر. غير أن احتلال الصليبيين لبعض المناطق والقلاع ظل قائما فترة من الزمن ،وتم إجلاؤهم نهائيا في عهد المماليك.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !