حرب او كما يسميها العرب نكسة 1967م او تسمى احياناَ "حرب الايام السته"عندما طلب جمال عبدالناصر من الأمم المتحدة الانسحاب من سيناء، وأعلن أنه سيغلق "مضائق تيران " البحرية التي تعتبر المدخل الوحيد لإسرائيل إلى البحر الأحمر وبذلك يكون قد أغلق عليها المنافذ التجارية ، واعتبرت إسرائيل هذا الإعلان خرقاً للاتفاق وإعلاناً للحرب ، وتحالفت دول الطوق " مصر وسوريا والأردن ولبنان "ضد إسرائيل" وكان الجيش والعدة المصرية وحدها أكثر قوة من إسرائيل ناهيك عن بقية الدول المشاركة في الحرب . اندلعت الحرب واستمرت فقط ستة أيام، وجدير بالذكر أن إذاعة صوت العرب كانت تذيع أخبار انتصار الجيوش العربية وأخبار إسقاط الطائرات الإسرائيلية بالمئات إلا أن أرض المعركة تحكي واقعاً آخر، فمنذ اول ليلة لاندلاع الحرب ولما كانت الجيوش العربية تعيش في ليل أنس وسهر قام الطيران الإسرائيلي بحركة مباغتة وقام بتدمير الطائرات العربية وهي ما زالت جاثمه في مدارجها وهكذا تتالت الخسائر ، وأخيراً انتصرت فيها إسرائيل على تلك الدول العربية واحتلت الضفة الغربية وغزة وسيناء والجولان.
في 6 تشرين الاول /اكتوبر من عام 1973م اندلعت "حرب اكتوبر" او حرب الغفران"كينور" كما يطلق عليها هذا الاسم نظر في اسرائيل اَ لنشوبها في يوم الغفران لدى اليهود، وقد كان لهذه الحرب تأثير مهم وكبير في العلاقات الدوليه من جانبين في غاية الاهميه الاول هو اختبار العمل الثنائي الجانب من قبل الولايات المتحده الامريكيه والاتحاد السوفيتي السابق من اجل وقف هذه الحرب والثاني هو وضع الصراع العربي الاسرائيلي على رأس جدول اعمال سياسة امريكا الخارجيه ورواية التهديد من عدم استقرار المنطقة وازمات الطاقه"النفط"ومنذ خريف عالم 1973م فقد لعبت الولايات المتحده دوراَ محورياَ في الوقوف مع اسرائيل لما حدث من احداث تلك ذلك التاريخ ويمكن ان نلاحظ ذلك من خلال قرارات وزير خارجية امريكا "هنري كيسنجر" في تقديم المساعدات العسكريه لأسرائيل والبقاء على اتصال مع القاده العرب من اجل تعظيم نفوذ امريكا الدبلوماسي وهو مانلاحظه في الوثيقه رقم"20"من ارشيف الامن القومي الامريكي وهي عباره عن رساله الى وزير خارجيه جمهورية مصر العربيه بتاريخ 8 تشرين الاول /اكتوبر 1973م أي بعد يومين من اندلاع الحرب ويمكن الاطلاع على تلك الرساله على الرابط التالي :
http://www.gwu.edu/~nsarchiv/NSAEBB/NSAEBB98/octwar-20.pdf
وفي الاتي الترجمه الكامله لهذه الوثيقه:
(البيت الأبيض
واشنطن
8 أكتوبر 1973
عزيزى وزير الخارجية:
مرفق لكم الرسالة التى بعثتُ بها هذا الصباح إلى السيد/ حافظ إسماعيل والتى أخبرتك أنى سأرسلها إليك أنتهز هذه المناسبة أيضاً لأعبر لكم عن بالغ إمتنانى لإتصالتنا خلال الأيام القليلة الماضية. إنني أقدر العلاقة التى تتطوربيننا وأرجو لها الإستمرار.
مع خالص تحياتى .
هنرى كيسينجر .
المرفقات
إلى سعادة وزير الخاريجة بجمهورية مصر العربية
محمد حسن الزيات
جناح 37 – إف
أبراج ولدورف
نيويورك
8 أكتوبر 1973
رسالة إلى السيد حافظ إسماعيل من د/ هنرى كيسينجر
إننى ممتن للغاية أنكم وجدتم الوقت لمناقشتنا فى أفكاركم حول التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط برغم الإرتباطات الشديدة لديكم .
لقد أخبرت وزير الخارجية محمد حسن الزيات - حتى قبل إندلاع العمليات الحربية - أننى على إستعداد لبحث قضية السلام فى الشرق الأوسط بإهتمام وجدية مع جميع الأطراف وخاصة مع مصر للمساعدة فى إحلال السلام . هذا العرض مازال قائماً .
بطبيعة الحال فإن نجاح هذه الجهود يتطلب أجواء هادئة . من أجل هذا السبب حاولت الولايات المتحدة التوصل لوقف إطلاق النار وفى نفس الوقت عدم إتخاذ أى موقف يمكن أن يصطدم مع الجانب المصرى .
بالنسبة للنقاط المحددة فى رسالتك بتاريخ 7 أكتوبر لدينا سؤالان. الأول أن الولايات المتحدة لم يتضح لها إن كان الشرط الأول بالنسبة للجانب المصرى وهو انسحاب إسرائيل من جميع الأراضى المحتلة يجب أن ينفذ قبل مؤتمر السلام أم أن الإتفاق من حيث المبدأ على هذا الشرط هو ما تتوقعونه . السؤال الثانى : الولايات المتحدة تلقت الرسالة التالية من سفيرها فى طهران .
"رئيس الوزراء "هوفيدا" استدعانى الساعة 11:15 مساءً بناءً على توجيهات من الشاه وقرأ علي برقية مرسلة من الرئيس السادات إلى الشاه عن طرق سفير إيران فى القاهرة الذى التقى بالرئيس السادات ظهرا يوم 7 أكتوبر . بإختصار: البرقية تعطى وصفاً، متفائلاً لأوضاع الجيش المصرى على الجانب الشرقي من قناة السويس ، والنجاحات المصرية فى عبور القناة وإقامة جسور العبور . بعد ذلك تطلب البرقية من الشاه إبلاغ الرئيس نكسون أن مصر حتى الآن وحتى تتجنب القتال مستعدة لقبول السلام بشروط محددة وعلى أى حال فإن مصر مضطرة الآن أن تقاتل وأن تتحمل الخسائر الازمة.
مصر مازالت تريد السلام الدائم فى المنطقة. الرئيس السادات يريد أن يعرف الرئيس نكسون أنه إذا إنسحبت إسرائيل من جميع الأراضى التي احتلتها منذ 5 يونيو 1967 فإن مصر ستكون جاهزة للمفاوضات بإخلاص لوضع هذه الأراضي تحت سيطرة الأمم المتحدة أو تحت سيطرة القوى العظمى أو تحت سيطرة جهات دولية أخرى يمكن الإتفاق عليها. أما فيما يتعلق بميناء شرم الشيخ فإن مصر مستعدة لقبول رقابة دولية على حرية الملاحة فى خليج العقبة بعد الإنسحاب الإسرائيلي. الرئيس السادات يريد الشاه أن يشرح ما سبق للرئيس نكسون للحد أو لإيقاف الإصابات بأسرع ما يمكن".
إن الولايات المتحدة تريد إيضاحات على موقفكم من الإنسحاب والإختلافات فى هذا الموقف مع الرسالة التى أُبلغت لسفيرنا. تحديداً هل قام سفيرنا فى طهران بنقل موقف الرئيس السادات بدقة فيما يخص الإنسحاب من الأراضي المحتلة ووضعها تحت السيطرة الدولية؟.
إننى أريد إعادة التأكيد على أن الولايات المتحدة ستفعل ما فى وسعها لمساعدة جميع الأطراف لإيقاف القتال. إن الولايات المتحدة – وأنا شخصيا- سنشارك بجدية للوصول إلى قرار عادل بشأن المشاكل التى طال أمدها فى الشرق الأوسط.
مع أحر تحياتى.)
أستمرت حروب الفرنجه في الانبعاث من جديد وبدأت رحاها في الدروان من جديد تحت مختلف المسميات والاقنعه، اقنعة الشياطين التي لبست لبوس الملائكه فتارة تحت شعار جئناكم محررين ولسنا محتلين وتارة تحت شعار حقوق الانسان والديمقراطية والتخلص من اسلحة الدمار الشامل ،ناهيك عن مولودها الغير شرعي "اسرائيل" الذي ولد ولاده قيصريه على ارض فلسطين وبالتعاون مع حكام "عكا" الجدد -الانظمه الرجعيه في الوطن العربي- ولو بشكل خفي وغير معلن بالتآمر على الامه من اجل ان تبارك لهم بقائهم في سدة الحكم وهي بلاشك تساند تلك الانظمه مادامت مصلحتها في بقاء اشباه الدمى التي اطلق عليها فيما بعد دول محور الاعتدال وحال نفاذ تلك المصلحه فان تلك الانظمه تتهاوى في واد سحيق من الخيبه والمهانه وهو ماشاهدناه في مصر وتونس وتعامل الولايات المتحده مع رأس النظام في مصر حسني مبارك وكيف كانت الضغوطات الامريكيه وكيف تخلت عنه لنفاذ مصالحها مع ذلك النظام وتغير المعطيات في المنطقه العربيه التي تشهد ثورات وانتفاضات هزت اركان تلك الانظمه العميله للأجنبي.
حافظت الإدارات الأمريكية المتعاقبة، سواء جمهورية كانت ام ديمقراطية، على مجموعة ثابتة من الأهداف الإستراتيجية فى المنطقة العربية، واعتمدت فى سبيل تحقيق ذلك على عدة وسائل وآليات، من أهمها توفير الدعم لنظم سياسية تؤيد السياسات الأمريكية، وذلك بغض النظر عن درجة شرعية هذه الأنظمة أو مستوى شعبيتها. وصنفت الدول العربية إلى معسكرين: الاعتدال والممانعة، بحسب تأييد كل منهما للإستراتيجية الأمريكية وسياساتها فى المنطقة.
تاريخيا تشكلت وتشابكت المصالح الإستراتيجية الأمريكية فى الشرق الأوسط حول مجموعة من الأهداف شبه الثابتة، وأقرت وثيقة "إستراتيجية الأمن القومى" التى صدرت من البيت الأبيض فى شهر مايو 2010 م فى الجزء الخاص بالشرق الأوسط تحت عنوان "تدعيم السلام والأمن والتعاون فى الشرق الأوسط الكبير" ــ هذه الأهداف، والتى كان من بينها: التعاون الواسع فى العديد من القضايا مع الحليف القريب، إسرائيل، وتأكيد الالتزام غير المحدود تجاه أمنها، استمرار تدفق النفط.، العمل على حل صراع الشرق الأوسط بما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة بجوار إسرائيل. التعاون فى مجال مايسمى مواجهة الإرهاب.
الحقيقه ان واشنطن تتعامل بالازدواجية وتناقض المواقف، فمن ناحية كانت واشنطن تدعى دعمها للحريات والديمقراطية إلا أنها فى الواقع كانت تدعم حكومات تسلطية ديكتاتورية كما هى الحال بالنسبة لمصر وتونس وغيرهما من الدول العربية، فكيف يمكن لها ان تقنعنا بشعاراتها الزائفه ، وقد حاولت إدارة جورج بوش الابن الضغط على بعض الأنظمة العربية من أجل إحداث إصلاح ديمقراطى بعد أن أعلنت هذه الإدارة أن غياب الديمقراطية عن الشعوب العربية هو سبب تفريخ الإرهابيين، منطق غريب وغير مفهوم كيف تساند انظمه تسلطيه دكتاتوريه وكيفتطالب بأصلاحات ديمقراطيه وأكدت كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية الامريكيه السابقة ومستشارة الأمن القومى، مرارا" أن الولايات المتحدة كانت تختار دعم الاستبداد من أجل تحقيق الاستقرار" إلا أنها لم تحصل عليه، لذا رأت إدارة بوش أن حصول العرب على الديمقراطية كفيل بحماية أمنها الوطنى ، ولم تمثل إدارة أوباما أى استثناء عما سبقها غير أنها تغلف موقفها بمزيد من الدبلوماسية العامة، فمن ناحية، تعلن أنها تؤيد مطالب الثوار فى الديمقراطية لكنها من ناحية ثانية لم تخاطر بعلاقاتها القوية مع نظم الحكم الاستبدادية فى الدول العربية، ولقد اتبع أوباما بوضوح هذا النمط فى حالتى تونس ومصر، فرغم مطالب الكثيرين من أوباما بأن يتخلى عن تحالفه مع النظام المصرى من أجل تحالف جديد مع الشعب المصرى، إلا أن إدارته انتظرت حتى تيقنت من رحيل مبارك، قبل أن تعلن وقوفها مع مطالب الشعب المصرى، والحال نفسه تكرر قبلا مع نظام بن على، دول لا تزال واشنطن تأمل فى الإبقاء على نظم الحكم فيها مع إدخال بعض الإصلاحات الضرورية، ومن هذه الدول: البحرين والمغرب والأردن، المملكه السعوديه ، وركزت واشنطن فى حديثها مع هذه الدول على أهمية التعامل بجدية مع الإصلاحات، وتجنب نشوب صراعات ونزاعات داخلية حادة.
التعليقات (0)