حرمة البيت المسلم.
الحمد الله الذي جعل لبيت المسلمين حرمة,ولأعراض المؤمنين عفة وكرامة، لقد أمرنا الله تعالى بصيانة الأعراض،حتى لاتنتهك أو تضار،وحذرنا من الأختلاط بالنساء حفاظا على العرض وشرف،يقول الله ربنا الكريم في كتابه "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها،ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون ،فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيم " وإن لبيوت المسليمن حرمة،فلا تفتح لكل من يطرقها،فلابد من أدب واستئذان،فإذا كان صاحب البيت موجودا وأذن لك بالدخول فادخل،وإذا قيل لك ارجع فارجع، أما المرأة المؤمنة العفيفة الطاهرة،إذا كانت وحدها في البيت فلا تُسْتَأذن،ولاتَأْذَنْ لأحد بالدخول عليها،اللهم إذا كان من محارمها كأبيها وأخيها وعمها وخالها،وبإذن من زوجها،أما ابن عمها وابن خالها وابن خالتها أو كان من أقارب زوجها كشقيق زوجها وعم زوجها وابن عم زوجها وخاله وابن خاله وزوج أخت زوجها،وصديق زوجها فهؤلاء جميعا حرام عليها أن تأذن لهم بالدخول إلى بيتها في غياب زوجها،اللهم اذا كان معها في البيت أبناء وبنات كبار بالغون،وبإذن من زوجها،ففي هذه الحالة لامانع لها أن تأذن لهم بالدخول،هذا أدب رفيع ،وسياج منيع أمر به الله،وعلمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلام أحب من احب وكره من كره،((وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)) :جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلام.وقالت يارسول الله: إني أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها أحد ، لا والد ولا ولد ، فيأتي الأب ، فيدخل علي ، وإنه لا يزال يدخل علي رجل من أهلي ، وأنا على تلك الحال ، فكيف أصنع ،فنزلت هذه الآية : ((ياأايها الذين أمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها )) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلام بعد نزول هذه الأية يشداد في أمر الأستئذان،فإذا وجد رجلا لايحسن الأستئذان رده وأرجعه وعلمه كيف يستأذن وكان صلى الله عليه وسلام إذا أتى القوم لايستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن كان يقف من ركنه الأيمن أو ركنه الأيسر ثم يقول :السلام عليكم مرتين او ثلاث.وجاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلام،شاكية وقالت يارسول الله :إن غلماننا وخدمنا وأولادنا يدخلون علينا في بيت النوم ،ونحن في حالة لا نحب ان يطلعوا عليها،وفي وقت نكره الدخول فيه،وهم لاغنى لهم عنا ولا غنى لنا عنهم،فنزل قوله تعالى:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء، ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن، طوافون عليكم، بعضكم على بعض، كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم)) فكانت تلك الأية نورا على نور تممت الأدب،وشرحت الصدور،والفضل في ذلك يرجع إلى المرأة المؤمنة المخلصة لدينها وعرضها وشرفها حيث كانت سببا في نزول هذا الأدب الرباني،فرضي الله عنهن وطهرهن تطهيرا،ولما ابتعد المسلمون عن التربية القرأن،وعن أداب الشريعة الاسلامية،والأخلاق النبوية الرفيعة أصبحت بعض البيوت المسلمة تعيش في فوضى،لاأدب ولا أخلاق ولا حياء ولا حيشمة،فبيوت بعض المسلمين مفتوحة لمن أراد أن يدخلها ،دون أدب ولا استئذان ولا سلام،يدخلها البر والفاجر،والصالح،والمؤمن والكافر،بدعوى الجورة والقرابة والصداقة والأخوة،والرفقة في العمل والدراسة،فهؤلاء جمعا يدخلون إلى بيوت المؤمنين سواء كان الزوج حاضرا أم غائبا على حد سواء،وبسبب ذلك انتشرت من البيوت أخبار وأخبار،وأصيبت الأسر بالبوار والدمار،ولا حولا ولا قوة إلا بالله.
بوجمعة بولحية
التعليقات (0)