مواضيع اليوم

حركة 10 ذو الحجة


فكرت أن أتزعم حركة نضالية تطالب بالعيش الكريم ، لكنني خفت أن أصنف في خانة المعارضين وأصير بذلك منبوذا وشخصا غير مرغوب فيه ،وأنا إنسان درويش أخاف حتى أن أقرأ جرائد وبيانات المعارضة ، لكن زعامتي في التزعم زعمتني أن أقود حركة نضالية من نوع آخر ... حاولت أن أسميها حركة 10 ذو الحجة تيمنا بعيد الأضحى المبارك ، وهي حركة لا تجمع المظلومين ولا المهمشين ، لكنها تجمع كل من يحس بأنه حولي في هذا البلد الكريم ، وكل من هي نعجة في إطار الانفتاح على العنصر النسوي وتحقيقا للمساواة النعجوية .


بالمناسبة وقبل أن أتم كتابة المقال فيجب أن أشير إلى أنني لا أقصد أحدا في ما أكتب كي أوفر على القارئ الكريم وقت تأويل مقالي ، فقد لاحظت هذه الأيام أن الكثير يقرؤون المقالات بمنطق التأويل ... وأصبح الكل خبيرا في علم التأويل وقراءة ماتحت السطور ، عفوا ما بين السطور . لذلك أعترف وأنا في كامل قواي العقلية ـ إن كانت لي قوى عقلية طبعا ـ أنني أحس بأنني "حْوْلي" بقرنين كبيرين ومحاط بالكثير من الخرفان والنعاج وأردت بحسن نية أن أؤطر هذا القطيع لإضفاء نوع من الديمقراطية على زَريبتنا .


أول مطلب لنا كحركة 10 ذو الحجة أن يتم اعتقالنا واستنطاقنا لنحدد مواقفنا ونعرف لصالح من نحن ؟ فأنا مثلا ، أحيانا أكون معارضا وأحيانا أكون مساندا ... يعني نحن حركة بدون مواقف .
ثاني مطلب لنا كحركة 10 ذو الحجة أن يتم الاعتراف بنا رسميا بأننا حْوالى ونعاج وأن يتم التعامل معنا بمنطق المساواة مع الخرفان والنعاج الحقيقية .


آخر مطلب لنا كحركة 10 ذو الحجة أن يتم إعدامنا جميعا . ليبقى هناك فريقان فقط في الميدان ، فريق نعم ... وفريق لا .


في الحقيقة فكرة تأسيس الحركة جاءتني بالأمس ، بمقهى البلد في حينا الشعبي ... كنت جالسا رفقة صديق معارض وصديق مساند ، لن أصرح بإسم صديقي ادريس المعارض كي لا يقال أنني بركاك . ... كنت جالسا برفقتهما وكانا يناقشان مشروعا مهما يراه المساند أنه خطوة مهمة في تقدم البلاد ويراه المعارض أنه خطوة إلى الوراء .. فاشتد النقاش بينهما وأرادا أن يحتكما إلي ... فسألاني عن رأيي .
تلعثمت قليلا ... وشربت كأس الماء الموضوع على المائدة ... ونظرت يمينا وشمالا لأرى من الجالس أمامنا ... لأنه موضوع فيه اختلاف ... وأي خطأ مني ... سأدفع ثمن براد الشاي غاليا ... اقتربت منهما وصرَّحت لهما بموقفي ... موقفي كان واضحا ... وأعجب الطرفان ... بل ولشدة إعجابهما به ضحكا كثيرا ... موقفي هو أنني لم أفهم الموضوع ، بل وليس لدي موقف أصلا . اختبأت في أنني لا أتحدث في السياسة وهذا الموضوع كبير وأنا لازلت قاصرا في التعامل مع هذا الموضوع .


لكني عندما عدت إلى البيت بالليل وجالست نفسي وجدتني خروفا في قبة بشر ، ليس لدي موقف .. لا أقدر أن أقول لا ولا أفهم لأقول نعم ... .


كثيرون مثلي يشكلون هذا القطيع الذي لا موقف له ولا رأي .
كثيرون مثلي لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء
كثيرون مثلي لا ينتظرون إلا النتيجة النهائية ليرفعوا راية الرابح .
كثيرون مثلي ....
كثيرون مثلي ...


كثيرون مثلي .. لا يعرفون أهم مع البارصا أم مع الريال ؟.. أم مع صاحب المقهى الذي يحب الفريقين لأن فيهما مصلحته . ؟؟

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات