بقلم:محمد أبو علان:
http://blog.amin.org/yafa1948
مظاهرات سيارة، وتجمعات راجلة خرجت في مدن الضفة الغربية مطالبة الرئيس أبو مازن العدول عن قرارة بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة، المظاهرات لم تكن عفوية، بل كانت منظمة وبقرار، وغلب على جزء منها صبغة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فكنت ترى سيارات الأجهزة الأمنية تسير في مواكب التأييد للرئيس أبو مازن (وهذا مخالفة صارخة لقانون الخدمة في الأجهزة الأمنية الفلسطينية رقم (8) لسنة 2005) وهي تتشح بالعلم الفتحاوي الأصفر، هذه المظاهرات أحيت في ذاكرتنا مظاهرات التأييد للرؤساء والزعماء العرب التي كانت تنظم بقرار وتحت إشراف الأجهزة الأمنية وأذرعها داخل المؤسسات التعليمية والشعبية.
من خرجوا أو من نظموا هذه المظاهرات فهموا خطأ قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أو نظمها البعض لحاجة في نفس يعقوب، فلم تكن رسالة الرئيس للداخل الفلسطيني، ولم يكن هدفه خروج مثل هذه المظاهرات.
رسالته كانت واضحة الاتجاه، دولة الاحتلال أولاً، والولايات المتحدة ثانياً، والمجتمع الدولي ثالثاً، ولسان حاله يقول لهم أنكم خذلتم أول رئيس أو مسئول فلسطيني يعلن على رؤوس الأشهاد بأنه لا يؤمن بغير المفاوضات كأسلوب ومنهج لحل الصراع، لا بل واتخذ خطوات فعليه تجاه وقف المقاومة الفلسطينية كونها لا تتوافق مع البرنامج السياسي الذي طرحه في حملته الانتخابية مطلع العام 2005، فها أنا أترك الساحة السياسية لقيادة جديدة، ولبرنامج سياسي قد يكون مختلف عما حملته وناديت به طيلة خمس سنوات.
الرد الفتحاوي على خطوة الرئيس الفلسطيني كان يفترض أن يكون باتجاه مرشح للرئاسة يحمل برنامج سياسي مختلف عن الذي حمله وعمل من أجله الرئيس أبو مازن، وهذه الخطوة ليس فيها انتقاص من شأن الرئيس الذي أعلن هو نفسه عن فشل مشروعه السياسي السلمي نتيجة رفض دولة الاحتلال الإسرائيلي لسلام حقيقي، ولعدم جدية الولايات المتحدة الأمريكية، ولصمت المجتمع الدولي عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه وعدم جديته في تحقيق السلام.
الخطوة الحكيمة والشجاعة التي اتخذها الرئيس في موضوع عدم ترشحه ستنقلب لانتحار سياسي إن هو عدل عن قرارة ورشح نفسه للانتخابات القادمة تحت ضغط "التظاهرات الفتحاوية"، وعدم ترشح الرئيس لفترة رئاسية قادمة لا يعني انتهاء دوره السياسي، فهو رئيس حركة فتح، ويمكنه إكمال حياته السياسية وعطائه من خلال حركة فتح، لكن شريطة تخليه عن برنامجه السياسي القديم القائم على المفاوضات كأسلوب واحد وحيد للحل، وإلا سيقود الحركة لنفس المصير الذي عايشه في فترة رئاسته للسلطة الوطنية الفلسطينية.
انطلاقاً من هذا الموقف على حركة فتح أن تبدأ التفكير بمرحلة ما بعد مرحلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأن تعكف على دراسة واستخلاص العبر من المرحلة السابقة، لتكن العبر المستخلصة رافعة تستند عليها المرحلة السياسية القادمة بناءً على المعطيات التي أهمها عدم وجود شريك إسرائيلي لعملية السلام، وعدم الانتظار لدور أمريكي محتمل في عملية السلام، وقد تكون العبرة الأهم التخلي عن فكرة ونمط "الحياة مفاوضات"
moh-abuallan@hotmail.com
التعليقات (0)