حركة شاذّة بالمغرب تدعو إلى الإفطار العلني في رمضان
محسن الندوي
باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
أولا - حركة شاذّة تدعو إلى الإفطار علنا في رمضان بالمغرب:
انها حركة شاذة من الضلاليين . ومن هم الضلاليون ؟ في نظري ان الضلاليون هم من يدعون الآخرين الى الانحراف عن جادّة الصواب.
لقد انحرف بعض الضلاليين المغاربة المتشبعين بقيم منحلة عن جادة الصواب، واعتقدوا واهمين بأن الحرية الشخصية تعني التخلي عن القيام بالشعائر الدينية الاسلامية من صلاة وصيام.. ويؤكد هذا أحد هؤلاء الضلاليين : "لانني مقتنع بأن ما نقوم به ليس خطأ. عشت في اروبا ست سنوات ودرست بالمانيا. قناعتي اني أومن بممارسة حريتي الشخصية واعتبرها مقدسة ومستعد ان أموت اذا كنت اصلا محاصرا. تهمني ممارسة حريتي في الاعتقاد، حريتي في الحب و حريتي في الخروج الى الشارع مع صديقتي والا فما معنى لوجودي وحياتي".
هؤلاء الضلاليين ينتمون الى حركة شاذة التي تزعم ما يلي "نحن حركة ندعو الى الحوار ولا ندعو ابدا الى ممارسة أي شكل من اشكال العنف. لانحرّض على الكراهية او العنصرية بالعكس، نحن نريد ان نكرّس ثقافة الاختلاف والتسامح في المجتمع المغربي وهي الغائبة، نريد أن ناتي بثقافة جديدة وهي ثقافة قبول الاخر كما هو".
هذه الحركة الشاذة تزعم انها لا تحرّض على الكراهية او العنصرية !! كيف ذلك وهي تحرّض على الاستهزاء بدين الله الاسلام بتهميش اهم شعيرة واجبة من شعائر المسلمين وهي الصيام ، ألا يعلم هؤلاء الضلاليين ان الصيام من الثوابت الدينية بالمغرب التي لا تقبل لا الحوار ولا الجدال ولا التأويل. بل حتى من هم من المغاربة ليسوا على دين الاسلام من اقلية مسيحية او يهودية يحترمون قدسية شهر رمضان المبارك من خلال اتزان سلوكاتهم في الطرقات (تدخين..) . وعليه يكون هؤلاء الضلاليين قد تجاوزوا وقفزوا عن المادة 1 من الميثاق العالمي لحقوق الانسان التي تدعو الى ان الناس :"عليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء." وهؤلاء للاسف يستهزئون بالمغاربة من خلال الاستخفاف بأهم شعيرة من شعائر دينهم ألا وهي الصيام من خلال دعوتهم الجهر العلني بالإفطار نهارا .
ثانيا – الصيام حقّ من حقوق المسلمين الذي لا غنى عنه:
من الناحية الدينية : جاء في القرآن الكريم ، قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ، و كُتِبَ هنا بمعنى فرض . والفرض في الاسلام يعني الواجب الذي يجب الامتثال له دون حوار او نقاش.
ومن السنة النبوية الشريفة قوله صلى الله عليه وسلم: " بُنِي الإسلام على خمسٍ شهادةِ أن لا إلٰهَ إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقامِ الصلاة وإيتاءِ الزكاة وصومِ رمضان والحج "بمعنى ان الصيام احد اركان الاسلام الخمسة التي يستحيل للاسلام ان يتخلّى عنها.
من الناحية الدستورية، فان للمغرب ملك هو ايضا أمير للمومنين حامي حمى الملة والدين (الفصل 19 من الدستور المغربي)، الذي ذكر مرة انه لا يحرّم ما احل الله ولا يحلّل ما حرّم الله ، وبالتالي فلا مجال لخلق الفتنة بين المغاربة من خلال دعوات الضلاليين والحركات الشاذة.
من الناحية القانونية، فان المادة 222 من القانون الجنائي المغربي التي تحرّم الافطار العلني بنهار رمضان وتعاقب مرتكب هذا الفعل بالسجن ما بين شهر وستة أشهر وغرامة مالية ما بين 12 و120 درهما. وينبغي التطبيق الصارم لهذا النص القانوني مثل ما حدث السنة الماضية يوم 13 سبتمبر2009، عندما قرّر نشطاء الحركة الشاذة بالمحمدية التحرك للافطار جهرا للتعبير عن موقفهم الرافض للقيام بفريضة دينية اسلامية تعد ركن اساسيا من اركان الاسلام الخمسة.
وقد أصدر القسم الجنحي بالمحكمة الابتدائية بالدار البيضاء احكاما تترواح بين شهر وستة أشهر في حق متابعين بتهمة الافطار جهرا. قبل ذلك كانت المحكمة قد أصدرت بنفس التهمة حكما في حق شخصين يترواح بين الحبس لمدة شهرين وأربعة اشهر نافذة.
من الناحية الاجتماعية ، فإن المغاربة مسلمون بالتاريخ والجغرافية، ولن يستطيع أي أحد أن يزعزع عقيدتهم الاسلامية الراسخة تحت مسميات الحوار الاجتماعي او الجدل او غير ذلك من المفاهيم التي يراد بها خلق الفتنة بين المسلمين من خلال محاولات زعزعة عقيدتهم الاسلامية السمحة، وبالنظر إلى تديّن المجتمع المغربي ، فإن الغالبية العظمى يصومون ،والملاحظ أنّ مظاهر العبادة والتعبد تكثر في شهر رمضان على الخصوص، حيث تضيق المساجد بالمصلين على غير عادة أيام الإفطار احتراما منهم لقدسية شهر رمضان الكريم.
التعليقات (0)