يجب أن يكون الاِنحياز المُطلق في الحالة الفلسطينية للوطن فقط، وليس لحزب سياسي علماني أو عقائدي أو لقائد هنا أو هناك، بينما ستبقى السياسة هي فن الممكن، أي دراسة وتغيير الواقع موضُوعيًا، وليس هي فن الخُضُوع للواقع بالعمل على عدم تغييره بناءً على حسابات القوة والمصالح.
إذن نحن أمام حالة سياسية في غزة مُختلفة تمامًا عن الحالة السياسية الموجُودة في الضفة، شكلاً ومضمونًا، والقائمة على عدم الاِستعداد للقبول بغزة المُتحررة من قُيود الالتزامات الأمنية المفروضة على السلطة الفلسطينية، التي هي بدورها الوظيفي تفرضها على فصائل المُقاومة المُسلحة والسلمية المُرتبطة بشروط القُيود الأمنية على أراضي السلطة في الضفة الغربية، مع ذلك، ستبقى المُقاومة الشعبية في مسيرات العودة الكبرى على حُدُود قطاع غزة لا تخضع لشروط الاِحتلال العنصري أو لضغط الوسيط المصري الحريص على سلامة مُواقفه مع الحقوق الوطنية المشروعة للفلسطينيبن في الوطن.
إذن مرة أخرى لا بد من القول، إن مشاعر من الإحباط والغضب تسود الشارع الفلسطيني من مواقف رئيس السلطة التابعة لحركة فتح في الضفة الغربية، تجاه التهديدات المُباشرة من الرئيس محمود عباس لغزة المُحاصرة منذ أكثر من اثني عشرَ عامًا من الحكومات الصهيونية المُتعاقبة، وعليه سوف تفرض هذه الإجراءات الجديدة تحديات خطيرة وكبيرة أمام غزة التي ستكشف عن نوايا سيئة لا زالت ضد كل ما هو فلسطيني على هذه الأرض الطيبة.
وبناءً على ما يقدمه الواقع الراهن في برغماتية حركة حماس السياسية، والتي يمكن لنا القول فيها، بأنها ستعتمد على إستراتيجية الاِستقبال والحماية بالدرع في أي تصعيد صهيوني عسكري يأتي في إطار عملية محدُودة على غزة، بما سوف يترتب على سياسة التغيير في إدارة الصراع والمُواجهة مع الاِحتلال الإسرائيلي، مُستجدات في المواقف بهذه المرحلة التي بات فيها كل التطورات المُتدحرجة تستدعي طرح السؤال الصعب على حركة حماس للإجابة عليه:
هل نستطيع نحن الفلسطينيون بعد اليوم أن نطمئن ونأمن بعد الخوف، أنه قد أصبح للوطن درع وسيف في أي إعتداء أو مُواجهة عسكرية قادمة مع الكيان الصهيوني..؟؟
في تقديري سيبقى هذا السؤال يراوح مكانه، لطالما لم نصل بالرد إلى الحسم بالسيف على الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.
بقلم/ منار مهدي
فلسطين/ غزة
3/10/2018
التعليقات (0)