لم يكن احد في علمنا العربي الممتد من المحيط الاطلسي غربا الى مناطق الاحواز المحتلة ـ من طرف ايران ـ شرقا ان ان يتوقع حدوث تغيير في حركة التحرر الفلسطيني ،فقد الت اوضاع الحركة الى الجمود التام مما انعكس سلبا على ارادة الشعب الفلسطيني الذي اصبح يعاني من كثرة التفتت والصراع بين الاخوة الاعداء .
لقد كانت حركات التحرر في وقت سابق قادرة على احداث التغيير بل كانت قاب قوسين اوادنى من تحقيق الانتصار انتصار على الكيان الصهيوني الغاصب ،لكن الملحمة انتهت بعد بروز حركات لا تملك الا القدرة على التفنن الخطابي الكلامي الاعلامي ،ولا شى غير النفخ في التهديد والوعيد دون كلل ،لكن النتائج كانت باهرة وشغلت ابناء الشعب الواحد
بل ان الشعب الفلسطيني فقد الثقة في كل انتظاراته المقاومة منها او الاتجاه السلمي .
المقاومة تتخبط في مشاكل عدة ابرزها تحول بعض قادة حركة التحرر الى قطاع طرق كما يحدث الان في قطاع غزة الذي يدار بقوة وتسلط من طرف عملاء ايران وحزب الله والذين عملوا على منع وجود مقاومة شريفة خاضعة لمنطق الشعب الفلسطيني وتم تحويل القطاع الى مرتع للادوار السياسية الايرانية ،فاصبحت حركة التحرر لا تطلق الرصاص اتجاه العدو الصهيوني الا بتوجيه ايراني
حركة حماس ادارت ظهرها للمقاومة الشريفة وعملياتها العسكرية مسلطة على رجال التنظيمات الرافضة للتدخل الايراني او على الاقل التي ترى في مقاومة الاحتلال فوق المنطق والضرورة السياسية ،فالكفاح لاينتظر موافقة اطراف ،ان هذا الموقف المتسلط من حركة طالما تحدث اقطابها عن مشروعية مقاومة الاحتلال ،اسقط الحركة في فخ نصب لها من طرف اقطاب السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية .
ان مستقبل حركة التحرر الفلسطيني في خطر مادامنا نعايش توجهين رئيسيين الاول يقوده تيار اوسلو الذي يراهن على المفاوضات كارضية لاحلال السلام والتيار الثاني وهو لا يقل انبطاحية عن الاول مادام يمرر الاملاءات الايرانية ،اتجاه لا يرى في المقاومة المسلحة الا خدمة لمشروعه السياسي بل يرفض كل الاتجاهات الجهادية والنضالية مادامت ترفض فكرة الانبطاح للاملاءات الايرانية والسورية ،وتعكس رغبة الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني .
ان حركة حماس تقود مخططا يستهدف ضرب المقاومة الشعبية المسلحة ،فهي تمنع الوجود المسلح ،بل عملت على مطاردة عناصر من حركة الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .
انها تشكل الان جبهة ضد التحرر وفي اعتقادي ان قادة الحركة اعجبتهم جلسة المكاتب المكيفة ومنهم من لا يغادر مكان عمله الابعد اصدار بيان يتلى عبر القنوات التلفزية الكبرى لذلك لا غرابة ان تجد كل نشطاء حماس ناطقين باسم الحركة التى اسسها الشيخ الشهيد "ياسين" كحركة جهاد ومقاومة وليست حركة تتاجر بالقضايا المصيرية.
التعليقات (0)