أعلنت حركة حماس عن سلطة حكم لها في قطاع غزة بعد الهروب الذليل للرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية من أمام حماية مشروعها السياسي وغزة في 14حزيران 2007م, ورعبًا من ساحة القتال, ومن يتنازل عن غزة.. يتنازل عن القدس وقضية اللاجئين خوفًا من مواجهة الاحتلال, وعليه لا زالت حماس تواصل بسط سيطرتها على غزة وفقًا لطموح السلطة وأهداف تحقيق النصر في صراع إرادات بين مشروعين متناقضين, وهذا يعني لا فرص حقيقية لأي مشروع مصالحة قادم مع حماس.
حركة فتح والسلطة التي كان ينبغي عليه التفكير المسؤول في العودة منذ لحظة الخروج من غزة لإعادة كرامتها من عبر الرجوع إلى ملف غزة, وسيما بعد إنجاز مشروع السيطرة الأمنية على مدن وقرى الضفة الغربية التي هي القطعة الأفضل في الوطن كما يعتقد البعض في حركة فتح والسلطة, وخاصة من قيادة فتح في رام الله ونابلس والخليل, وأنا هنا ليس عندي اعتراض على ذلك, ولكن أقول للجميع, كما لا يمكن أن تكون هناك دولة بدون القدس, إذن لا معني للدولة بدون غزة أيضًا.
بحيث سارعت فرقة الإنقاذ إلى نجدة حركة فتح من الباب الكبير الخاص بقرار فتحاوي من الرئيس عباس والمدعوم من قيادات في الجيل الثاني للإعداد والتحضير للمؤتمر السادس للحركة لانتخاب قيادة جديدة لمركزية وثوري الحركة, ما يعني فتح آفاق العمل المتواصل على تحقيق مستقبل آخر تشرق منه شمس الحركة على الوطن, ومع مُرور الزمن على مركزية فتح المنتخبة لم يتغير شيء, بل تعاني الحركة اليوم مزيدًا من الانقسامات في صفوفها من الهيمنة على قراراتها الحركية والمالية والسياسية من قبل الرئيس عباس لصالح الدوافع الشخصية في الأجندة السياسية للرئيس الذي يعتقد أنها سوف تسهل له طريق إدارة العملية التفاوضية مع الإسرائيليين بدون الأخذ بعين الاعتبار للنتائج الواضحة من تراكم التجارب في الماضي مع الكيان الاستيطاني في المفاوضات, بل بكل فخرًا يمارس هواية اللقاءات دون إنجازات ملموسة وحقيقية على الأرض, كما التباهي في كل لقاء مع برنامج تلفزيوني أو من عبر حديث صحفي على اختزال وحشر الخيارات الفلسطينية بخيار التفاوض مع فرص لسلام غير قابل للحياة ومنقوص للفلسطينيين.
وعليه وضعت حركة فتح المشروع الوطني والشعب الفلسطيني تحت التهديد والخطر اليومي من أزمة سياسية ومرضية حول سلطة لا تسمن ولا تغني من جوع, بدلًا عن إنجاز وحدة الحركة والجبهة الداخلية الفلسطينية.
وأنا هنا مرة أخرى لا أريد اِستباق النتائج والحكم على حركة فتح, وخاصة لا يزال الأمل موجودًا في الاسترجاع التدريجي لدورها التاريخي والوطني في قضية التحرر والاستقلال, وخاصة أن هناك قوة مدركة تمامًا لمدى الأضرار التي تحيط به وتُشكل هلاك مُحقق لمصداقيتها ودورها في ظل عدم التمكن من استعادة البوصلة المفقودة من جديد, وبالتالي علينا طرح أسئلة مشروعة تحتاج من حركة فتح إلى تحليل عميق للموقف ولمعرفة الحقيقة حول:
1- إلى أي مدى تقدمت حركة فتح نحو تحقيق أهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والتحرر الوطني؟؟
2- إلى أي مدى نجحت حركة فتح في خلق نظام سياسي ديمقراطي يضع المواطن أمام حقوقه وواجباته ويحدد دوره في تحقيق الأهداف الوطنية؟؟
3- إلى أي مدى نجحت حركة فتح في معالجة حالة الانقسام الفلسطيني والتشرذم السياسي؟؟
4- إلى أي مدى تقدمت حركة فتح بالوفاء والعهد على عدم المساس بحرية الرأي والتعبير في فلسطين؟؟
والآن على حركة فتح أن تكون صادقة في البحث عن مستقبل هذه الأسئلة قبل فوات الأوان.
بقلم: أ. مـنــار مـهــدي
التعليقات (0)