فشلت الولايات المتحدة الامريكية وقوات الايساف والحلفاء من عرب ومن عجم ، كما فشل كل من ساندهم وامدهم وعاونهم وتآمر معهم ولهم ، فشلوا جميعا بان يكسروا شوكة حركة طابان في بلاد الافغان ، كما فشلت تماما الولايات المتحدة وحلفائها المحليون والغربيون بكل ما جمعوا من قوة في الاطاحة بنظام المقاومة في العراق او في بسط ما يسمى الوضع الامني ، الذي لا يخفى على احد بأنه متردي ويسير من سيء الى اسوأ ، فشلت اسرائيل وهي تمتلك اعتى قوة جبارة في العالم ، وتحظى بتاييد العالم كله القريب والبعيد الصديق والعدو ، فشلت بعد ان استعملت كل مقومات الاحتلال بأيشع صورة ، فشلت بتحطيم ارادة الصمود والمقاومة والمجابهة في فلسطين ، فشلت في تركيع الفلسطسني البسيط الجائع المحاصر اسرائيليا وعربيا ودوليا ، فشلت من قبل في اقتحام مخيم جنين ، وفشلت في لبنان تحت وطأة المقاومة ، كما فشلت كل الجيوش المنظمة من قبل وعلى مر العصور من تركيع الشعوب او فرض اردتها على الشعب الحر . والتجارب شاهدة .
فشلت الحكومة اليمنية بما تمتلك من معدات وعدد من قهر ودحر الحوثيين ، فلا زال الحوثيون في مواقعهم القتالية ، ولا زالت اليد على الزناد ولا زالت المتاريس والتحصينات شاهدة ، خاضت القوات السعودية ، عديمة الخبرة ، كثيرة التجهيزات حربا مساندة لم يدفعوا اليها وانما كانت كأنها فزعة للنظام اليمني ضد الحوثيين ، فماذا كانت النتيجة ، وكيف تصرفت القوات السعودية وهي تمتلك الطائرات والاسلحة الثقيلة مع متمردة في جبال اليمن على الحدود المتاخمة للسعودية ،
هل يمكن للجيوش المنظمة ان تدحر قوات المقاومة ، هل لها ان تنهي حربا ، هل لها ان تبسط سيطرتها على شعب حر مقاوم ، التجارب تؤكد ان ذلك امرا غاية في الصعوبة ، ربما يقول قائل تستطيع الدولة المعتدية بجيشها النظامي ان تحرق الدولة عن بكرة ابيها ، وهذا امر قد يكون جائزا ... لكنها بالتالي لم تخضع الشعب ... فللنظر الى افغانستان ولنشاهد الحروب التي امتدت الى اكثر من ثلثة عقود من الزمن ، فلم يتمكن الاتحاد السوفيتي بعزه كله ان يقهؤهم وخرج مدحورا مذموما ، وجاء من بعدهم الصراع المحلي بين الحكومة وحركة طالبان وتعلمون المصير الذي صارت اليه الاوضاع .. ثم جائت امريكا ومن حالفها وساندها .. فما ربحوا غير تصدير الجثث الى بلدانهم .
وتلك الصومال كيف طردت القوات الدولية من اراضيها بحركة مقاومة بيسطة لا تمتلك من المقومات العسكرية ما يكفي لرحلة صيد .. لكن ما يمتلكون من قوة عزيمة ورغبة في تحقيق النصر كان اقوى من كل ما يملكون من عدة وعدد .
ان النتيجة النهائية للحرب بين الجيوش النظامية وقوات المقاومة لن تفضي الا الى مزيد من القتل والتدمير واضاعة الفرص على الشعوب في ان تعيش بسلام .. فها هي الحكومة الافغانية بأمر من القوات الدولية بزعامة الولايات المتحدة توعز بتسريب معلومات عن اماكنية التفاوض مع حركة طالبان ومن يقف من ورائها ( القاعدة ) بل واعتبارها حركة وطنية فاعلة لها دورها في الحراك السياسي ... الا يعد هذا انتصارا للمقاومة وهزية للاخرين ...وها هي اسرائيل تسعى للتفاوض مع حركاتن المقاومة الفلسطينية كما تفاوضت معها من قبل في كثير من الامور ( الاسرى مثلا ) ..
وهذه اليمن وحركة الحوثيين ... وحركات المقاومة في العراق والنظام القائم ..والصومال وحركة الشباب ..
فهل يمكن للعقل ان يتغلب على لغة السلاح... هل يمكن للحب ان يتغلب على لغة القتل ...
التعليقات (0)