مواضيع اليوم

حرف ناقص من الحروف الابجدية

نجم الدين ظافر

2010-07-07 21:35:41

0

منقول من جريدة المصري اليوم ...

بقلم د. أيمن الجندى ٧/ ٧/ ٢٠١٠

يُحكى أنه فى زمن بعيد جدا، فى تلك الحقبة التى أعقبت سجود الملائكة لآدم، وسكنه فى جنة عدن، وقبيل هبوطه إلى الأرض، كان هناك حرف لا نعرفه من حروف الأبجدية، يقع بين «الميم» و«النون».

فى البدء لم يكن هذا الحرف موجودا، كانت الأبجدية بنفس الحروف التى نستخدمها الآن، وكان آدم يكلم بها الملائكة والطيور والأشجار. يرمق ما حوله بالبراءة الأولى وفرحة البدايات. نام على الرضا واستيقظ على الفرحة حين شاهد امرأة خُلقت من ضلعه الذى يجاور قلبه، ولذلك أحبها على الفور. وقر فى قلبه أنها زوجته وأن اسمها «حواء».

كانت بديعة الحسن، صافية اللون، لها عينان أخاذتان. راح يرنو إليها فى وله، سعيدا من رأسه إلى قدميه. حينما أراد أن يعبر عن فرحته بها وٌلد هذا الحرف لأول مرة من قلبه إلى شفتيه. ويُحكى أن هذا الحرف - الذى هو ابن شرعى للحب - لم يكن حرفا عاديا مثل باقى الحروف، بل كانت له خواص سحرية. كثيرا ما كان يغادر الأبجدية، ويطير فى الهواء مثل عصفورة ملونة، مثل فراشة ذهبية، ليبحث عن المعانى الجميلة والصفاء الكونى الغالب.

يطوف مع الإلكترونات حول نواة الذرة، يصغى إلى تسبيح العصارة الخضراء وهى تصعد إلى أعلى ورقة، ومثل النحلة يمتص رحيق الزهور ليصنع شهد الحب. وبعد أن يكتسى بالمعانى الجميلة يشتبك مع حروف أى كلمة فتكتسب خواصا سحرية، وتتحول إلى كلمة: «أحبك».

ويٌحكى أن آدم وحواء كانا سعيدين بحرفهما السحرى. يستيقظان من الصباح الباكر، يتنزهان بين الخمائل والغصون، يسيران الهوينى بجوار الجداول، يكتشفان منابع الأنهار، يشاهدان الأسماك الفضية وهى تثب فى الماء، يحاولان فى جذل أن يقبضا على قروش الشمس الفضية المتسللة بين أوراق الشجر.

ويحكى أن فى هذا الزمن بالذات، وآدم يبوح بحبه لحواء، ويدشنان ميلاد البشرية، ويستمعان لخرير الماء الجارى بأوراق الزهور، ويفهمان لغة الطير والحيوان، وتسبيح الأكوان لخالق الأكوان، وسرور الطيور التى لا هم لها إلا الغناء، والسمر مع الملائكة، وفرحة الطين بتجليات الروح.

ويحكى أن آدم حينما ارتكب المعصية، وتعكر صفاؤه الداخلى، وصمتت موسيقاه الخفية، وهبط مع حواء إلى الأرض، شاهد الحرف السحرى يغادر الأبجدية ويرفض أن يغادر جنة عدن. لأحقاب طويلة ظل آدم يذرف دموع الندم، يحترق بالحنين إلى أيام الصفاء الأول، وإلى ذلك الحرف السحرى الذى كلما اشتبك بكلمة تحول إلى كلمة «أحبك». ومنذ ذلك الحين تحاول البشرية، عبثا، أن تسترجع الحرف المفقود، تؤلف قصيدة، تنشد أغنية، تقع فى الحب، تداوى جريحا، تصنع معروفا، تديم التحديق إلى السماء، تطيل السجود.

وكلما نقص رصيدنا من السكينة رفعنا عيوننا إلى السماء، حيث تقع جنتنا القديمة، نحترق بالحنين إليها وإلى الحرف المسحور.

____________

تعليقي ...

بما يحيط بنا هذه الأيام من افكارسوداء يتحفنا بها البعض صباح مساء بشتائم ولعنات من هنا وهناك لم يسلم منها حتى صحابة سيدي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . من اناس فقدوا المحبة ,أستبدلوها بالكراهية . رفضوا اللبن وانكبوا على الخمر ينهلونه.فتاهوا حتى نمت شجيرات الحقد  وعشعشت الكراهية في  صدورهم. بعدما غيبوا المحبة.عاشوا الحقد والكره , تلبسوه حتى احبوه .قتلوا فيهم روح المحبة والسلام...

نريد مثل هذه المقالات نريد استرجاع الحرف المفقود لنتألف به ..فهكذا تكون الكتابة

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !