مواضيع اليوم

حرص الإسلام على توحيد الأمة

رهن المحيس

2011-12-15 16:48:56

0

 
إن الإسلام حريص كل الحرص على التوحيد بدءاً من توحيد الخالق المعبود عز وجل، وانتهاءً بتوحيد الأمة العابدة لله تبارك وتعالى، فالقرآن حريص على وحدة الأمة حرصه على وحدة المعبود، وينشئ الوسائل والآليات المختلفة لتحقيق هذه الوحدة، ويعتبر الوحدة بين المسلمين يعني جزءاً من الإيمان، لأن القرآن يقول: (إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) يعني لا يتحقق الإيمان إلا بالأخوَّة، "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه"، ويقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ)، يعني أسباب النزول تُبين أن معنى (يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) أي يردوكم بعد وحدتكم متفرقين، وبعد أُخوَّتكم متعادين، فعبر عن الوحدة بالإيمان، وعبر عن التفرق بالكفر، فمن هذا ما يدل على إن هذا أمر في غاية الأهمية، ولذلك النبي -عليه الصلاة والسلام- اعتبر أي عمل يفرق الأمة هو من شأن الكفار وليس من شأن المؤمنين، ويقول في حجة الوداع للمسلمين: "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض" اعتبر هذا من عمل الجاهلية ومن عمل الكفار أن يضرب الناس بعضهم رقاب بعض، ويقول: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" ويفرض القرآن إعادة الوحدة ولو بقوة السلاح (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ). فهذا شأن الإسلام، والإسلام يعني اتخذ من الشعائر الإسلامية وسيلة لتقوية هذه الوحدة وتثبيت هذه الوحدة وتمتينها و.. وتوثيقها، كل شعيرة من الشعائر تقوم بدور.

الصلاة نفسها وخصوصاً صلاة الجماعة، يعني لماذا يعني حثَّ النبي -عليه الصلاة والسلام- على صلاة الجماعة، وهمَّ أن يحرق على قوم بيوتهم، لأنهم يتخلفون عن الجماعة، لأن الجماعة تربط بين أهل الحي الواحد في الصلاة خمس مرات، وتربط بين أهل القرية وبتاع في.. في صلاة الجمعة، وفي العيد تربط بين أهل البلد في المصلى العام، كل هذا تقوم به الصلاة.

الصيام كما قلنا يوحد الناس، ينبغي أن يعني في وقت معين يصوم الجميع وحدة، ما.. إذا أذن الفجر خلاص يعني انفطم الجميع عن الطعام والشراب، عند الآذان عجِّلوا بالفطر، حتى ما يصحش الواحد يقول: طيب أتأخر شوية لأ، التعجيل بالفطر يعني سنة "ولا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر"، فهذه كلها لتوحيد الأمة.

الزكاة يعني أيضاً توحيد بين الأغنياء والفقراء حتى لا يحقد الفقير على الغني، وحتى يتحاب الناس بعضهم وبعض.

والحج أيضاً هو نوع من التوحيد، لأنه بيجمع الشعوب المختلفة، الألوان المختلفة، العروق المختلفة، الطبقات المتفاوتة، كل هؤلاء يجمعهم في صعيد واحد، وشعارهم واحد، ونداؤهم واحد، حداؤهم واحد: لبيك اللهم لبيك، لباسهم واحد، تجردوا عن الأزياء التي تفرق عادةً بين الناس بعضهم وبعض، هناك كل بلد لها لباس خاص، ساعات كل طائفة لها لباس، زي ما أنا لابس كده لباس المشايخ، وأنت لابس لباس الأفندية، لأ، في الحج بقى بنخلع هذا ونلبس لباساً واحد، بحيث لا.. لا يكاد يتميز أحد عن أحد، كل هذا صهر للأمة في بوتقة الوحدة.

فالشعائر الإسلامية كل شعيرة منها تقوم بدور في التقريب بين الأمة بعضها وبعض، توحيد الأمة بعضها وبعض في شهر رمضان هذا، الصلوات هذه تقوم بتوحيد، إحنا في كل ليلة في شهر رمضان في.. في دعاء القنوت ندعو لإخواننا في فلسطين في المسجد الأقصى في أرض الإسراء والمعراج، لإخواننا في الشيشان، لإخواننا في كشمير، لإخواننا في أفغانستان، لإخواننا في العراق، لإخواننا في.. في الفلبين، لإخواننا في الصومال، هذا.. هذا كله معناه إن بيعبئ مشاعر الأمة حول الوحدة الإسلامية، بحيث لا يعيش الناس في حدود يعني دائرتهم الخاصة، أنا في قطر ما اهتمش إلا بأهل قطر، لأ أنا في قطر، ولكن بأدعو للمسلمين في أنحاء العالم، وحينما تنزل نازلة بأي طرف من أطراف الأمة يجب أن تتجاوب الأمة كلها.. كلها معها، الناس في المسجد الحرام، أما 2 مليون في ليلة 27 رمضان يصلوا في.. في الحرمين، ويدعون لإخوانهم في كل مكان، هذا كله هو نوع من تعبئة مشاعر الوحدة، فهذا.. كل ما في الأمر إن إحنا ليس عندنا يعني قيادة سياسية واحدة تستغل هذه المشاعر وتعبئها في.. وتجسدها في شكل عملي أو في صورة عملية، لا.. لا يوجد هذا، بتتعبأ هذا في شكل أعمال خيرية، يعني.. يعني نبعث بها إلى إخواننا، وإن كان دلوقتي أيضاً حتى العمل الخيري أصبح يعني مصنَّف كأنه من أسلحة الإرهاب، وأصبح يحارب العمل الخيري، لأن العمل الخيري هو في الحقيقة بيربط الأمة اجتماعياً، إذا كانت الأمة ممزقة سياسياً، هي مربطة اجتماعياً عن طريق الجمعيات الخيرية والإغاثية والإنسانية، بتحاول الناس اللي بيكفلوا الأيتام في البوسنة والهرسك وكوسوفو وأفغانستان والصومال، معناها إنه مشاعر الأمة يعني بتتجسد في أعمال اجتماعية نافعة، وهذا ما يقلق الآخرين، فلذلك اعتبروا العمل الإسلامي في مظنة الإرهاب الذي يجب أن يحارب، لأنهم عايزين يمزقوا الأمة اجتماعياً أيضاً.

فأنا أقول إنه يعني إن كنا لا نستفيد سياسياً من هذا يعني كما ينبغي، إنما على الأقل نستفيد منه اجتماعياً، ونستفيد منه شعورياً، ونستفيد تحضير الأمة.. تحضيرها لهذه الوحدة، وأنها تعي هذه الحقيقة أنها أمة واحدة، كما قال الله تعالى: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)، (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، فكأنه لا تتم العبادة، ولا تتم التقوى إلا بوحدة الأمة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !