مواضيع اليوم

حرة .. ولو زهرة

Fatma alzahra

2010-04-06 15:54:55

0

 

 

زهرة جميلة تفتحت أوراقها وأطرافها في أحضان الطبيعة الخلابة ... و في أرجاء البستان الخضر لاعبت الحياة وتعرفت عليها ... كانت ألوان تلك الزهرة ساحرة و أنسامها فواحة بالشذى والعبير ... هيئتها وشكلها الرشيق يسر الناظرين و يبهج المارين فوق تربتها الخضراء حيث نمت وترعرعت .. وتحت السماء الزرقاء تلونت بألوان باهية كثيرة ونسجت أنسجتها المخملية البديعة ... كان الهواء والنسيم يداعب أطرافها الرقيقة الناعمة و يداعب أطراف الزهرات الملتفات حولها .... و كانت زخات المطر الربيعية تدغدغ أحلامهن و تحييهن من جديد وتبعث الأمل والفرح بخير قادم .... وذات يوم مشمس مر بتلك الزهرة ( طفل ) بريء .. نظر لها بعين الإعجاب و مسح عليها بيديه الحانيتين .... وأخبرها بحبه الكبير و إعجابه الآسر الذي قيده روحا وجسدا .. فما عاد قادرا على فراقها أو البعد عنها ... وعدها ( بالسعادة ) ما كانت بجانبه وقريبة منه .... طارت هي من فرحتها و أخذت أطرافها ترقص طربا بحبه لها .. و قطعت على نفسها العهود والوعود بأن تغرقه بعبيرها و تأسره بألوانها الزاهية و تؤنس وحدته القاتلة المريرة ... طار هو فرحا بالوعود و تغنى طربا بالأمل الجديد .... و أخذ يحفر بيديه الحانيتين حول زهرته التي طال انتظارها .... وما إن وصل للجذور حتى أحكم قبضت يديه عليها واجتثها برفق وحنان ... و وضعها بتلك التربية " الاصطناعية " و ضمها إليه حتى أصغت لدقات قلبه الخافق.... و أصبح يسقيها ليل نهار بماء الحياة .. و هي بدورها أخذت تطفي على أنفاسه شذى الربيع .. وتملأ حياته سعادة بألوان الطيف .. و ابتهاجا لم يحياه من قبل ...تلك المنضدة الخشبية كانت أرضها وتربتها وهذا السقف المزخرف الزاهي كان سماءها ... وهذه الجدران " القاسية " الصماء كانت كأترابها التي طالما حاولت جاهدت أن تتبادل معها الحديث .. وتحاول الرقص معها لكن دون جدوى ... فما كانت تسمع إلا أصداء صوتها تعود لها ...مازالت تلك الزهرة سعيدة ومازالت بالعيش الرغيد راضية ومازال ذاك ( الطفل ) يغدق عليها بالحب والحنان و يسمعها ذاك الكلام المعسول الذي كان دائما ما يأخذ بلبها و يسحر عقلها و يفتن إدراكها الساذج .. ومرت الأيام على هذا الحال .. وبدأت تلك الزهرة تتوق أنفاسها لشذى ربيع البستان و تهفو أطرافها لنسائم الهواء العليل و إلى دفء الشمس و خيوطها الذهبية التي كانت تلفها لفا و تداعبها... تنظر بشوق وهيام للسماء الزرقاء التي ما عادت تمطر حبا عليها .. بل تكتفي برؤيتها و رؤية صورتها الجميلة من خلال تلك النوافذ المحكمة الإغلاق .. أعلنت العودة حيث كانت .. فلم تعد تحتمل تلك السعادة " المصطنعة " .. تريد التربة الدافئة .. تري الهواء العليل .. تريد الشمس .. تريد المطر .. تريد الحياة .. استعانت بالله وسألته الفرار إلى حيث كانت .. فكانت الريح التي هبت ففتت الزجاج الموصد وفتحت للزهرة منفذا للحياة التي طالما حنت لها .. وما إن تفتت الزجاج حتى سقطت تلك الزهرة في أحضان الطبيعة .. وكاد يغمى عليها من هول السقوط .. ولكن أنسام الهواء العليل تدداركتها و أشعت الشمس الدافئة أيقظتها .. وبحنان منقطع النظير.. ردوا لها أنفاسها إلى روحها التي كادت تزهق بفعل السقوط ... و ها هو الهواء يعود لأنفاسي المتعطشة ... و ها هي السماء تحتضنني مرة ثانية ... و ها أنا زهرة في نسائم الهواء المنعش من جديد ...

أعود لتربتي و لسمائي و حريتي ....


ـــــــــــــــــــــ


أطيب المنى ..

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات