مواضيع اليوم

حرب مفتوحة ام قائمة مفتوحة؟

احمدجاسم الشمري

2009-10-20 06:16:47

0


                                                              حرب مفتوحة ام قائمة مفتوحة
كثير من القوى السياسية العراقية تخشى بدرجة كبيرة ابداء رئيهاالحقيقي او تبنيها موقف واضح من قانون الانتخابات الجديد وكنها امام حرب حقيقية وليس عملية انتخابية ديمقراطية؟, الامر الذي جعل هذه القوى الممثلة في البرلمان تفشل للمرة الثانية في تبنيه قانون الانتخابات الجديد , بل فشلت حتى بالاتفاق على الصيغ الجاهز, والطبخات الغربية او الاخذ باي من المقترحات المطروحة ,امامه وهي كثيرة ,فهناك مقترح للولايات المتحدة واخر للامم المتحدة يتظمن حتىالموقف من مدينة كركوك واعطائها وضع خاص,وهذا الموقف يتبناه العرب والتركمان بشدة ويرفضه الاكراد بنفس تلك الشدة, اذا الصراع محتدم و أصبحت قضية القائمة المفتوحة او المغلقة في الانتخابات القادمة والتي تتصارع على نتائجها مقدما القوى المتنفذة حاليا على ساحة الحكم والسلطة في العراق بفضل تعايشها مع واقع الوصاية الامريكية، لدرجة انها تجاهلت حتى ما تعهدت به امام الراي العام العراقي، حيث وعدت بقرار صريح بانها ستجري استفتاءا شعبيا عاما على الاتفاقية الامنية والتي مررتها عبر خان شغان البرلمان التي اثبتت تجربتة الماضية بانه ناقص الاهلية والسيادة ـ ليس سيدا على نفسه ـ وفوق كل ذلك زاخر بالفساد والمفسدين ومن كل الاطياف السياسية بلا استثناء.
لن تكون هناك معجزات برغم ان اغلب الاوساط الشعبية التي مازال عندها امل بامكانية ان يصلح الحال نفسه بنفسه من خلال اخذ ردود الافعال الشعبية بنظر الاعتبار عند اتخاذ قرارات تمس مصالح الناس وحاجاتها الحقيقية، عبرت عن تمسكها بخيار القائمة المفتوحة لانه سيهون ولحد ما من خطر عبور الحواسم التي (مازالت مستمرة) المفضوحين الى قبة خان شغان العراقي.
الصفوة الوطنية من أبناء الشعب ومن النخب الاجتماعية ساندت هذا التوجه، حتى المرجعية الدينية في النجف الاشرف التي تتدخل دائما لتاكيد ما تذهب هي اليه من انها تمثل الراي المنصف والعادل والنزيه والذي يخدم تطلعات الاغلبية من ابناء الشعب انحازت وبشكل واضح لصالح القائمة المفتوحة، ويبدو ان موضوع المغلقة والمفتوحة والموقف الفعلي منها صار احد المجسات المهمة للتعرف على النوايا الحقيقية للقوائم المتنافسة، فالمفتوحة بشكل كامل يعني ان اصحابها اصحاب ثقة باسماء من يرشحونهم، والمفتوحة جزئيا يعني ان اصحابها غير واثقين تماما من كل الاسماء، اما المغلقة فتعني ان اصحابها لا ينجحون الا بالانتخاب الكرف ؟
وهناك قوى ساسية فاعة على الساحة العراقية عملت على تاصيل مبدء القائمة المفتوحة في خياراتها الداخلية ومن هذه القوى التيار الصدري الذي ذهب ابعد مما هو متداول، فاعلن عن انتخابات تمهيدية لتياره يختار بموجبها الاسماء التي ستنال ثقة انصار التيار وفتح المجال واسعا للمستقلين في ان يرشحوا انفسهم بذلك التمهيد المعبر!
هذا الموقف لم ينحسر على القوة المحسوبة على الاحزاب الدينية فقط بل ان الحزب الشيوعي العراقي ضم صوته الى صالح الدعوة للقائمة المفتوحة، وكذلك تيار الحوار الوطني وقائمة الحدباء وبعض التكتلات والشخصيات التي تعرف انها ستخسر قبل غيرها لو جرى اعتماد نظام القائمة المغلقة!
لكن الضاببية مازالت تلف مواقف كثير من القوة السياسية الكبيرة , وهي مازالات غير واضحة في طرحها للمواقف ,فا قائمة التحالف الكردستاني فقد اتجهت نحو ما يخدم مصالحها المتحققة على ارض الواقع، وتحاول التشبث بالحالة المغلقة للقوائم الانتخابية وان اضطرت فهي ستسعى لكي لا يكون الانفتاح على مصراعيه، لقد حسمت امرها في الدفاع عن القائمة المغلقة وحسناتها كما تسميها، وكما هو مفهوم ومتوقع فان هناك منافسة حقيقية بينها وبين قائمة التغيير الكردستانية والتي تركز على الصفات النوعية للاسماء وخاصة صفات النزاهة واحترام المال العام والاهتمام بحقوق الناس وعدم التعالي عليهم اواحتقارهم، وقائمة التغيير لها اسماء واثقة من نجاحها، اما القائمة الكردستانية فان تجربة تفردها بحكم محافظات اربيل والسليمانية ودهوك لم يبقي لديها اسماء مؤثرة تملك مؤهلات ما يحتاجه الاهالي هناك ـ النزاهة، والشفافية واحترام رغبات الناس ـ!
لكن الضغط الكبير سيكون على المجلس الاعلى الاسلامي وحزب الدعوة الاسلامي، وهما يتنافسان بالسر والعلن على تقرير مصير النتائج القادمة، فالاول يقود الائتلاف الوطني الذي يضم اغلب ائتلاف البيت الشيعي السابق عدا جماعة المالكي، والذين يقودون تحالف دولة القانون بتركيبة مشابهة لتلك التي خاضوا فيها انتخابات مجالس المحافظات، حتى الان مواقفهم الحقيقية غير واضحة ويخيم عليها الغموض الكبير رغم التصريحات التي يطلقها هذا القيادي او ذاك بتني موقف من القائمة المفتوحة,غير ان الموقف الرسمي لم يتضح بعد، ويبدو ان موقف المرجعية قد زادها غموضا، واذا عرفنا بان المتضرر الاكبر من الاسماء المعلنة هم جماعة المجلس الاعلى الاسلامي وبدرجة اقل جماعة الدعوة فمن الوارد جدا ان يصوت الدعوة لصالح المفتوحة في حين يصوت خفية جماعة المجلس الاعلى للقائمة المغلقة للمغلقة,خدمة للتوجهاته بالتاكيد.
اما بقاية جبهة التوافق وجماعة الحزب الاسلامي فانهم حسموها ويبدو ان من مصلحة الاسلامي بقاء الحال على ما كان عليه في الانتخابات السابقة، اما اصحاب الصحوات فانهم يريدوها مفتوحةعلى مصراعيها.
فقدعودتنا هذه القوى بتخاذ قراراتها المهم من خلال خلط الاوراق حتى تشوش على جماهيرها وتوهمهم بنها في صراع مع الغير وتتخذ قرارا ما يحتمل التسويات ولا يلقي بالمسؤولية على احد، لان اكثر ما يقلقها هو الفرز الواضح الذي تبني على اساسه الناس تقييماتها،والله يتولى حسابهم((وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ))))

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !