مواضيع اليوم

حرب مدونة الشهر الأهلية

مصعب المشرّف

2010-06-16 19:23:29

0

حــرب مدونة الشهر الأهلية

ما أن يعلن موقع ألكتروني أو منظمة أو تجمع أو برنامج عربي عن رصد جائزة مالية أو معنوية أو إختيار مبدع أو موهوب في مجال معين حتى تشرئب الأعناق وتتناطح الرؤوس ؛ كل يبتغي الأمر لنفسه أو محتجا على إختيار هذا من ذاك ويبدأ جمر حرب البسوس وذي قار الكامن تحت الرماد في الإشتعال ويتفرق العرب والمثقفين العرب أيدي سبا وطرائق قددا.

وبوجه عام فقد غلب حمار العرب في تنظيم المسابقات والمنافسات والبطولات ورصد الجوائز بكافة أنواعها بدءاً من الزعامة السياسية مرورا بالرياضية والغنائية ، وإنتهاءاً بالرقص البلدي وملكات المثالية والحسن الجمال ...

فإذا جعلوا الفيصل للجنة إختيار إنهالت على هذه اللجنة الإتهامات والإحتجاجات والتعليقات السلبية من كل حدب وصوب تتهمها بالإنحياز وعدم الشفافية والمجاملة وربما قبول الرشى.... وإذا ترك الأمر لتصويت المشاهدين أو المستمعين أو القراء عبر الهاتف أو الشبكة العنكبوتية سارع المنتقدون بنثر الشكوك المنطقية وغير المنطقية وإتهام المصوتين من عامة العاربة والمستعربة والأعراب بالإنحياز لإبن بلدهم . خاصة إذا كان الفائز من مصر أو السعودية أو دولة الإمارات العربية فيتهمون المصري بأنه إستغل أكثريته العددية الطاغية في التصويت للمتسابق المصري ويتهمون السعودي والأماراتي بأنه إستغل رفاهيته الألكترونية والموبايلية وقدراته المالية في تحمل تكلفة الإتصالات الدولية إستغل كل هذا في تعدد وتكرار مرات التصويت لغرض أن يفوز المتسابق الذي يحمل جنسيته بالجائزة الأولى والثانية والثالثة والرابعة .... وربما لولا الخجل وعدم إمكانية التطبيق لدواعي الجهل باللغة العربية لطالب العرب .. كل العرب ... بأن يتم إختيار طاقم تحكيم إيطالي أو من الإتحاد الأوروبي لإختيار شاعر المليون ومطرب المليون ومن سيربح المليون وحتى ظهور تدوينته الألكترونية على الواجهة وضمن المواضيع المختارة ومدونة الشهر العربية.

وفي مدونة إيلاف وقبل إبتداع إختيار "مدونة الشهر" كان البعض لا يكف عن التذمر والإحتجاج المستمر ولا يكف عن الإتصال لسبب أنه لا يتم وضع تدوينته على الواجهة أو ضمن المواضيع المختارة. وهو خلال ذلك يعزي سبب قلة القراء والمعلقين في مدونته لهذا السبب وحده ... أو كأنّ المسألة لا علاقة لها بالموضوعية والإبداع وقدرة المدون على طرق الجديد وتوليد الأفكار والمعاني المبتكرة....... ولم الإستغراب ؟ فمنذ متى كان الإنسان العربي يعرف أو يؤمن أو يتعامل بالموضوعية؟

وبالأمس صاحب إختيار "مدونة الشهر" الجديدة عن يونيو الجاري تدوينات وتعليقات أقل ما يقال عنها أنها شطحت لغضبها بعيدا في تحليلاتها غير المنطقية . وكأنّ الأمر متعلق بإختيار أمين عام لجامعة الدول العربية أو كسر حصار غزة . فهذا يتهم أهل الكوفة والبصرة وبغداد بالتواطؤ فيما بينهم وذاك يضع أصبعه في فم المصريين ، ولم يخلو الأمر من توزيع للإتهامات نحو الشيوعيين والملحدين والصائبة والعلمانيين وهكذا دواليك .. ومنهم من شطح خياله وجعل لبعض المدونين وظائف ثابتة برواتب مجزية في الموقع.
وقد كان البعض يرجو لو نـَحَى المنتقدون منحىً موضوعيا في النقد إن كان هناك ما يستدعي توجيه النقد إليه . وذلك بأن يكون النقد منصبا على الجوانب الموضوعية التي تحكم حيثيات الإختيار ... أما أن يتجاوز "المثقفون العرب" المنطق ويقفزون إلى كيل الإتهامات وإطلاق العنان للخيال فهذا هو المستغرب والمستهجن والمرفوض بوصفه يؤخر ولا يقدم ويخصم ولا يضيف.

حبذا لو كَـبـّرَ  كل "مثقف عربي" عقله وأدرك أن إختيار تدوينته للواجهة أو مدونته لهذا الشهر أو لمقتبله لن يكون هو الفيصل الوحيد في تحديد فئته كمدوّن أو توسيع رقعة جماهيريته ...

ولربما كان القاريء وحده في النهاية هو صاحب الكلمة الفصل في التحديد والبحث عن من يرغب في قراءة تدويناته . وهو ما يمكن إستنباطه من تنامي عدد القراء وكثرة التعليقات يوما بعد يوم في مدونات بعينها سواء أتيح لها الظهور لساعات في الواجهة أو سحبت بعد بضع دقائق من ظهورها أو ضرب صفحا عن إدراجها ضمن المواضيع المختارة . وحيث لا يصح في النهاية إلا الصحيح ويفرض الذهب قيمته وأصالته حتى لو كان تحت التراب وبين الصخور أو غارقا تحت الماء العكر.....




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات