بكل المرارة ، والاحباط ، والحزن ، واليأس ايضا ..تابعت احداث جامعة مؤتة ..
أي جامعةوأي طلاب ،وأي دولة ، يحدث فيها ما يحدث في جامعة مؤتة ، هل جامعة مؤتة جامعة ..فيها قاعات ودكاترة ومحاضرين ، وأي مناهج واختصاصات تدرس فيها ، علما بأن الجامعة فيها جناح عسكري وجناح مدني ، ترى اين ادارة الجامعة عما يجري بين طلابها ، واين ادارة الامن الجامعي ، وكيف يمكن دخول الادوات الحادة - الاسلحة البيضاء - ترى هل دخل سلاح ناري الى الحرم الجامعي ، وما هي نوعية السلاح ، وكيف دخل عبر بوابة الجامعة التي يقف على ابوابها العشرات ممن يسمون - الامن الجامعي - ترى ما هي ردة الفعل لدى ادارة الجامعة من جهة ؟وما هي ردة الفعل لدى ادارة الامن الجامعي من جهة اخرى ؟ وما هي اجراءات الحكومة الاردنية ممثلة بوزارة التعليم العالي ووزارة الداخلية بكل اجهزتها الامنية ..ترى اين دور رجالات المجتمع المحلي ، وممن يصفون بانهم اهل العقد والحل في مدينة مؤتة اولا وفي المملكة عموما ، حيث ان الجامعة لا تستقبل فقط ابناء الجنوب الاردني العزيز بل تستقطب طلاب وطالبات من جميع اقاليم الوطن الثلاثة الجنوب والوسط والشمال ..الم يتم تقسيم الوطن الى اقاليم ..حيث اننا قارة كبيرة ؟!
عموما ، ان ما حدث في جامعة مؤتة مؤشر خطير على ما يقف خلف كل تلك الاشكاليات ، والنفسيات المأزومة في الجامعة وفي اغلب الجامعات الاردنية ، ما حدث في مؤتة امر مؤسف ،ومخزي ، وعار على كل وطني حر وشريف ، ولع ما حدث ليس بالمرة الاولى ، الا ان هذه المرةاستمرت الحرب الجامعية اكثر مما ينبغي لها ان تستمر لدرجة ان يامر رئيس الجامعة بتعليق الدوام لايام ..فهل نحن في حالة حرب ، واذا كنا في حالة حرب من هي تلك الاطراف التي تخوض هذه الحرب البائسة غير المشرفة ، ثم من هم قادتها ، حيث ان لكل حرب قائد او قادة ، فمن هم الذي يقفون خلف تلك الاحداث ، وماذا يريدون ، وهل معرفتهم امر صعب على الاجهزة الامنية ، ولماذا لا تبادر تلك الاجهزة الى اعتقالهم والتحقيق معهم والوقوف على اسبابهم ومبرراتهم ومحاسبة المذنب منهم .
ثم اي بيوت ومدارس اخرجت هؤلاء الطلاب ، وما هي العقيدة الفكرية التي يحملونها ، فلو كانت دينية ،ان ما فعلوه يتنافى مع ابسط مبادىء الدين (اي دين ) ولو كانت وطنية او قومية ، فأن ما فعلوه يهدم بنية الوطن ويزعزع الثقة القومية ، ولا يبقى على مشاعر الانتماء المطلوبة لبناء الوطن الام والوطن العربي من بعد ، ولوكانت عشائرية ، فالعشائرية تدعو الى التآلف والمحبة والاحترام على الرغم من الاعتزاز بالعشيرة والاهل فهل يقبل اهل الغشيرة ان تهان عشيرة اخرى ..لا اظن ذلك وكلنا ابناء عشائر محترمة في هذا الوطن العزيز .
ان ادنى ما تشير اليه تلك الاحداث ليس في جامعة مؤتة وانما في الجامعات الاردنية عموما ، فلقد حصل ما حصل في جامة اليرموك والاردني من قبل وها هو اليوم يتكرر في مؤتة ولكن بمرارة وأسى للاسف الشديد يذهب ضحية ذلك ابرياء ، ان ما تشير اليه تلك الاحداث انما يدل على خلل كبير بل عظيم جدا في منظومتنا الفكرية اولا ، والتعليمية ثانيا ،وربمل يقول احدهم وهو يحاول ان يلطف من المصيبة ان ما حدث يعتبر حادثا عارضا ..وهم فئة قليلة لا تعبر عن اغلب المجتمع ..ولكن نقول ان ما حدث وقد تكرر يشير بأصابع كثيرة الى ما وصل اليه الوضع في الجامعات الاردنية ..وهنا ربما نحن بحاجة الى اعادة صياغة التعليمات الجامعية ، وزيادة الوعي لدى الامن الجامعي ، ومنحهم صلاحيات اوسع ، وربما نحن بحاجة الى مراجعة شاملة لمنظومتنا الفكرية والتعليمة والاجتماعية ، وربما مؤتمر عام لاولياء الامور ،مؤتمر وطني برعاية جامعية من اهل الاختصاص والمعرفة ..
بأسى ..اي طلاب تخرج هذه الجامعالت ؟؟ اي منتج علمي تنتجه هذه الجامعات ؟ ؟ ما حجم الانجاز الوطني الذي تسهم فيه غير رفد سوق البطالة بجيش من العاطلين عن العمل ؟؟ باسى نحن نعيش ازمة كبيرة جدا..من لايرى من الغربال اعمى واصم وابكم ايضا .
التعليقات (0)