إن الموقف الأمريكي يُشكل بدعمه للإرهاب الصهيوني غطاء سياسي لقتل الفلسطينيين عبر وصف المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكى، في الحديث عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ولا يحق للشعب الفلسطيني الدفاع عن نفسه, هذه هي المواقف الأمريكية دومًا معادية للقضية الفلسطينية, وعلى من يراهن عليها الكف عن هذا الرهان الخاسر التي مع مرور الوقت سوف يكون معاديًا أيضًا للشعب الفلسطيني.
وبالتالي الحرب العدوانية من الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة, هي جزء من حرب كبيرة على الشعب الفلسطيني لكسر إرادته الوطنية والكفاحية, ولفرض حقائق سياسية وأمنية جديدة عليه, ترمي إلى دعم حالة الضعف الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة جدًا, الذي يجب أن يكون فيها الموقف الفلسطيني موحد ومدعوم سياسيًا من القيادة الفلسطينية التي عليها أن تتصرف كقيادة لكل الشعب الفلسطيني في هذه اللحظة الفارقة اليوم أمام المسؤولية الوطنية والأخلاقية والتاريخية تجاه تمثيلها الوطني وعلاقتها بالشعب الفلسطيني.
وهذا يترتب عليه من الشعب العربي الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، إعلان حالة الغضب.. دفاعًا عن حق العودة والوجود وعن الأرض التي "صنعت الرجال والمجد.. وصُنع فيها التاريخ وكرامة وطن", بحيث حان الوقت لكي نقول للعالم أننا نقاوم وسنقاوم هذا العدوان من الاحتلال الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني, كما حان الوقت أيضًا لكي نقول للدولة المصرية يجب أن يكون هناك دورًا لمصر في دعم وحماية الفلسطينيين في "غزة", التي هي امتداد طبيعي للأمن القومي المصري في منطقة سيناء, وليس فقط مطلوب من مصر اليوم العمل على إعادة تعديل تسمية المقاومة الفلسطينية بعد وصفها بالأعمال العدائية في اتفاق الهدنة عام 2012, في عهد الرئيس المعزول "محمد مرسي" عند أي اتفاق هدنة جديد مع الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان على قطاع غزة.
وفي تقديري أن العدوان الإسرئيلي على قطاع غزة يتزامن مع إعادة الترتيبات الأمنية بين الرئاسة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي لعودة الهدوء للضفة الغربية وللقدس, بل العدوان هو روح تلك الترتيبات الأمنية لحماية السلطة الفلسطينية من جهه ومن جهه أخرى للحفاظ على وظائفها الأمنية في الضفة الغربية, مع أن الكيان الصهيوني أيضًا لا يبحث عن سقوط حركة حماس, بل يبحث عن تقليم أظافر صقور حماس الداعمة لتطوير القدرة القتالية لكتائب "عز الدين القسام" في أي مواجهة جديدة في المستقبل, وهذا لم يحصل أبدًا.
ملاحظة: ستبقى المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها المتنوعة هي الأفضل فلسطينيًا, والرهان عليها انتصار للحق الفلسطيني.
بقلم:أ. منار مهدي
التعليقات (0)