ساحه الوغي … مدونات ايلاف
القارئ المتابع لمدونات ايلاف يجد أن كتاب المدونات "الايلافيه" ان صح التعبير استلوا أقلامهم الماضيه من أغمادها وانخرطوا في مبارزات تدوينيه داميه .... تخللها السباب المتبادل .... كل يدافع عن موقفه وأراءه ويشحذ الأتباع والمؤيدين له في مواجهه الأخر .... وبين هذا وذاك ضاع باقي المدونين الذين لهم اتجاهات أخري في التدوين تخرج عن حيز "العقائد"
والاقتتال الدائر الأن بين فرقتين ... فرقه ترفع "العقل" شعارا لها .... وفرقه ترفع "الايمان" شعارا لها …...
ففرقه "العقل" تري أن "الله" (بخلاف اللا دينين) قد وهب البشر العقل لاعماله وليس لالغاءه والاعتماد التام علي النقل من السلف .... فكل ما توارث عن السلف لابد أن يمحص وينقي بالعقل ... وأن ما كان مقبولا في الماضي لأنه يتوائم مع تفكير عقول القرون الغابره لايمكن أن تقبله عقليه القرن الواحد والعشرين ... لأنه غير مقبول لديها علي الاطلاق …...
بينما فرقه "الايمان" الأخري تري أن الايمان هو الذي يقود العقل ... حتي عندما يتعارض الايمان مع العقل فكفه الايمان هي الأرجح .... وأن الحديث عن اعمال العقل اليوم هو جزء من المؤامره المحبوكه للتشكيك في الدين وأن الدين من المسلمات .... وهو منطقه محظوره لايمكن بأي حال الاقتراب منها ... وكل ما هو مبهم أو مرفوض فكريا من "السلف" لفرقه "العقل" بالايمان وحده يقبل ويستساغ …...
وهذه المبارزات الحاميه الوطيس والداميه في أحيان كثيره تجتذب كثير من القراء .... بل في بعض الأحيان تكون قراءه التعليقات الناريه أكثر اثاره من قراءه المقال نفسه ... بل والمشاركه التاييديه باضافه تعليق لنصره فريق ضد الأخر حتي أن بعض الموضوعات يعقبها من 50 الي 100 تعليق بمساحه تساوي أضعاف مضاعفه لمساحه المقال الأصلي
وفريق "العقل" يري أن الفريق الأخر يريد أن يغرق البشريه في ظلمات الجهل والتخلف ... وأن سبب تخلف العرب عن الركب الحضاري هو الغاء العقول ..... وتوقف التفكير لقرون عديده تحت سلطه رجال الدين باسم الايمان والدين"
ومن خلال فقه الحكام .. تمرير سياسات الحكام باسم الدين .. بينما فريق "الايمان" يري أن الدين يتعرض لهجمه شرسه من قوي عديده ملحده أو مغايره في العقيده ... تحاول بكل الطرق الخبيثه دس السم في العسل لاثناء الناس عن دينهم ... وأن واجبهم المقدس هو تثبيت الناس علي الايمان مهما كلفهم الأمر وأن دفاعهم عن العقيده هو فرض كفايه حتي لاتنتشر هذه السموم الفكريه بين البسطاء من الناس …...
وبين أراء وأفكار كلا الفريقين يحتار قراء "ايلاف" ومرتادي "المدونات" يفكرون ويتسائلون هل "الايمان" مطلق أم نسبي عقلي ؟ ... وهل الايمان عقلاني أم الايمان فطري غريزي ؟ ... وهل العقل يرفض التسليم والايمان ؟ أو أن الايمان يلغي العقل أي العقل ضد الايمان والايمان ضد العقل !!! ... والعقل ضد النقل ؟؟ ...... والنقل ضد العقل ؟؟ .... وكل يوم تأتي الفرقتين بجديد في المقالات تزيد القتال ضراوه وتثخن الفرقه الاخري بالجراح لتعقبها التعليقات المضاده لها أو المدافعه عنها ..... وقراء "ايلاف" يهرعون من هذه الي تلك باحثين عن الحقيقه علهم يجدونها .... فان وجدوها بالفعل لدي احدي الفرق سارعت الفرقه الأخري لجذبهم اليها بمقال مضاد وهكذا دواليك
ولا يوجد "مجلس امن" خاص بالمدونات يصدر قرار ملزم بوقف القتال فورا تحت "البند السابع" وعوده جميع القوات اقصد "الاقلام" الي خطوط ما قبل بدء اطلاق النار والجلوس الي طاوله المفاوضات تحت الرعايه الدوليه او الاقليميه للوصول الي صيغه يمكن بها الوصول الي معاهده سلام بين الطرفين
مجدي المصري
التعليقات (0)