يعيش الإنسان أحيانا، صراعا داخليا ما بين ضميره الأخلاقي وضميره المهني، أيهما يُحكّم ؟!.. ورغم أن أسبقية الأخلاق واضحة ولايُنكرها عاقل، إلا أن أكثر الناس يُراوحون أماكنهم طويلا ـ وهم يتملقون أرباب أعمالهم وأولياء نعمهم، ويتستّرون على تلفيقاتهم وأكاذيبهم اللاأخلاقية، وعلى إنتهاكاتهم اللاإنسانية ـ قبل أن تستيقظ ضمائرهم الأخلاقية، بفعل نضوب تلك الموارد المهنية، والمنن والعطايا المادية التي كانت تُسكّنها وتُهدّؤها ؟!..
وذلك بالضبط ما حدث للصحافية الأمريكية (جوان جولييت باك) . والتي قامت بزيارة لسوريا في العام ألفين وأحد عشر، حيث إلتقت بآل الأسد والتقطت لهم صورا ولبعض تفاصيل حياتهم الخاصة . وكان بورتريه عن أسماء الأسد، أجمل ما نُشر عن إمرأة شرقية مُعاصرة ومثقفة وجذابة وشبه مثالية، حتى إن جولييت عنونته بـ(وردة في الصحراء) ؟!.. إلى هنا الأمر طبيعي . لكن الغير طبيعي هو وجود تفاصيل لم تُنشر في المقال الذي يٌبرز مفاتن سيدة سوريا الأولى الشخصية والجسدية !..
تفاصيل لم تبُح بها جولييت، إلا بعد إختفاء راتب مجلة (فوغ) التي أنهت عقدها ولم تُجدده . وبإختفاء الضمير المهني الذي أسكتها كل تلك المدة، عادت إلى ضميرها الأخلاقي وشنّت حملة شرسة على مجلتها السابقة، واتهمتها بالتضليل والتواطؤ والكذب والخداع !.. وتجاوزتها إلى سيدة سوريا الأولى التي تحوّلت من وردة الصحراء، إلى سيدة جهنم الأولى لأنها (منافقة) و(قاتلة) على حد تعبيرها ؟!.. بل وإلى الأسد نفسه، والذي قالت على لسانه (أنه إختار طب العيون، لأنه بلا طوارئ وبلا دماء) ؟!..
ورغم جهود جولييت الحثيثة، لتقديم إيضاحات وشروحات وتبريرات لما نشرته سابقا وما نشرته لاحقا، إلا أن الأمر الجلي هو أنها ما خرجت عن صمتها، إلا بعد إنقطاع مُسكّنات الضمير المهني عن ضميرها الأخلاقي !.
تفاصيل قصة (جولييت) من عدة مصادر .
03 . 08 . 2012
التعليقات (0)