الخطأ الاكبر الذي وقعت فيه (الانقاذ) هو السماح بإجراء الاستفتاء ومن بعده الاعتراف بنتيجته ، مما يعني عملياً الإعتراف بدولة الجنوب قبل ترسيم الحدود إذ لايعقل منح دولة الجنوب استقلالها قبل ترسيم ومعرفة الحدود الفاصلة بين الدولتين ، كان من الواجب ان تكون قضية ترسيم الحدود من أولى أوليات الدولة قبل كل شيء خاصة وأن السودان كان يمسك بالعديد من كروت الضغط على دولة الجنوب وعلى رأسها عدم اجراء الاستفتاء قبل ترسيم الحدود على الاقل من أجل ضمان استدامة السلام بين الدولتين وحتى لايأتي يوم يتذرع فيه حكام دولة الجنوب بحجج وذرائع قدمتها لهم الحكومة في طبق من ذهب ، كان من المهم عدم ترك امر الحدود كما كانت عليه قبل الانفصال خصوصاً وان كل التوقعات كانت تشير إلى ان دولة الجنوب ستكون هي العدو والخصم الألد للشمال ، وذلك من خلال تاريخ حركات التمرد جميعها وأجندتها المعلنة والخفية ، والمعروف في ابجديات السياسة ان قضايا الحدود هي أكثر الملفات اثارة للنزاعات والحروب. لقد فتحت الحكومة على نفسها وعلى الشعب السوداني أبواب جهنم بالركون لوعود دولة الجنوب القاضية بطي هذا الملف بعد الانفصال والتعامل مع دولة الجنوب بحسن النوايا ، وفي منطق السياسة أنه لا يوجد اصدقاء دائمين ولا اعداء دائمين فأصدقاء اليوم قد يصبحوا أعداء الغد ، لذا اتوقع أن يستمر الجنوب ومن يقفون وراءة ، في اثارة المزيد من المشاكل وتفجير النزاعات والحروب لسنوات طويلة حتى يتحقق لهم ما يريدون بإقعاد السودان هزيلاً كسيحاً غير قادر على لعب أي دور في محيطه الاقليمي ذلك هو هدف دولة الجنوب ، فتدمير الاقتصاد والمجتمع السوداني والعودة من جديد لدائرة الاحتراب حتماً سيقودنا إلى اتساع دائرة الفقر والجهل والمرض والتخلف، لأن السودان سيجد نفسه مكرهاً لمواجهة تحدي دولة الجنوب الدخول في حرب استنزاف من نوع جديد ومحموم وهو سباق للتسلح مع دولة الجنوب وبالتالي تسخير كافة إمكانيات مقدرات البلاد لهذا النوع من الحروب الذكية التي استخدمتها امريكا في تفكيك الاتخاد السوفيتي سابقاً مما يعني وتوقف مشاريع التنمية والبناء والنهوض والاستقرار وانتشار الفقر والمعاناة التي كان من الممكن تجنبهما بقليل من الذكاء .
التعليقات (0)