مواضيع اليوم

حرب الإبادة تنتقل إلى الصحافة

sibrata yoba

2009-03-24 16:00:01

0

حرب الإبادة تنتقل إلى الصحافة

منذ أن بدأ منطق آصرة القرابة ومنطق القبيلة وصلة الخيمة بالدم يجوب في عروق بعض "المغاربة" المهووسين بحب الظهور والمصابين بمرض الطاووسية والبسيكوباتية، والحركة الأمازيغية ومناضليها بدؤوا يتلقون مع الأسف عبر بعض القنوات المحسوبة على الصحافة الوطنية رسالات ملغومة تقودها جهات تحمل إيديولوجية عنصرية لا نقاش فيها.
فبعد أن قام جهاز القمع المخزني بمنع الوقفة الاحتجاجية في الرباط 14 فبراير الماضي 2009 أمام البرلمان تضامنا مع المعتقلين السياسيين الذين يقبعون في سجون دولة تتدعي الانتقال الديمقراطي وحقوق الإنسان والتي قوبلت بالركل والسب والشتم والضرب،قامت جريدة يومية تسمي نفسها "الجريدة الأولى" في اليوم الموالي للوقفة بنشر مقال خطير سبق أن نشره موقع قدس بريس العربي أحد أبواق القومية العربية بالانترنت تتهم فيه الامازيغ ككل وبدون استثناء وليس المناضلين الامازيغ هذه المرة لكن على خلفية مشحونة حول الحركة الأمازيغية بالتنصر تحت عنوان بارز " أمازيغيون يعتنقون المسيحية و يمتنون خروج العرب والإسلام من المغرب".
عنوان يلخص أحاث أسطورية عالقة فقط في الشخص الذي كتب ذلك المقال المنشور في قدس بريس والذي أعادة الجريدة نشره كتشجيع معنوي لقوات الأمن التي تدخلت ضد المناضلين الامازيغ بالرباط، أسطورة تحكي قصة مجموعة من الشباب المغربي أختار ديانته التي أقتنع بها كما هي العادة في كل بقاع العالم إذ جرت ان يختار كل شخص دين يقتنع به على غرار دين قومه، لكن حسب الجريدة سيكون تغيير الديانة من بين مطالب الحركة الأمازيغية قصد تشويهها وتشويه مطالبها مدفوعة بشعارات إيديولوجية عروبواسلاموية يروج لها مجموعة من الأطراف المعدودة على أصابع الأيدي، وجدت لها آذان صاغية تتحكم فيها عاطفة دينية ومنطلقات راسية على مبدأ الجهل بأمور الدين كما هو معروف على عموم الذين يروجون للإسلام السياسي والذين يبتغون من ورائه كرسيى الحكم كعادة أسلافهم.
صراحة هؤلاء الذين يستمتعون بالهجوم على الحركة الأمازيغية ويقومون بتخوينهم وسبهم والاستخفاف بمطالبهم التي تتعدى مطالب دولهم المفقودة والمنشودة والتي يحلمون بها أن تكون من الخليج إلى المحيط، مجرد عقول وشخصيات آسرة كما هو معروف عنهم ، لان فكرهم يعد أسرا بأفكار جاهزة عنصرية نابعة عن أشخاص يقفون وراء الستار يدفعون لهم لكي يكون جنودا أوفياء لمحاربة كل ما هو أمازيغي لاعبين على أوتار الدين وإسرائيل ملخصين دور حياة الإنسان حول هذه الأرض في إبادة كل ما هو أمازيغي لكي يبقى الجنس العربي آريا وحده فوق أرض أمازيغية بشهادة التاريخ والأرض ومن عليها.
فتارة يلعبون على وتر الدغرني وتارة على وتر ان شخص ما كان مناضلا وتزوج في الكنيسة وتارة ان الجمعيات الأمازيغية تمول من أوروبا وتارة ان الامازيغ أصلهم من إسرائيل وهم أيضا يناضلون على استرجاع ارض إسرائيل كأن إسرائيل حفيدة نوميديا وليس يعقوب. فجل هذه المبررات تدور حول الدين وإسرائيل لأنها الوجهة الوحيدة التي تقيهم من شر الحقيقة التي تملكها الحركة الأمازيغية من التاريخ فلا نجد بالبتة ان قام احد هؤلاء العروبيين ان طعن في التاريخ الحقيقي الذي قدمه وصححه الامازيغ ولا في أعرافهم ولا لغتهم ولا ثقافتهم لأنهم يعلمون ان تلك الأمور تقف كعثرة في طريقهم أمام مواجهتنا وعاجزين عن إثبات العكس ولم يبقى لهم إلى إسرائيل كحل وحيد يستعملونه لتغليط الرأي العام.
حتى أصبحت كل صغيرة وكبيرة تحسب على الامازيغ فإذا زار مسؤول مغربي إسرائيل أو احتسى مع قياديها قهوة في احدى فيلات ماربيا لن يعلقوا عليه لأن الاسرائليون من أبناء عمومتهم لكن ان التقى أمازيغي مع إسرائيلي في مؤتمر ما في بقاع اروبا ستحسب عليه كما العادة رغم ان لا علاقة بينه وبين ذاك إلا كرسي المؤتمر، وكذلك ان اعتنق احدهم المسيحية مثل الذي بثته الجزيرة لن يتم نشر اسمه ومكان تواجده وحتى الحزب الذي ينتمى إليه حفظا لعورة أبناء قوميته لكن ان كان أمازيغي ولو لم تكن له أي علاقة مع الحركة الأمازيغية سيقلبون الدنيا على رأسها.
إن تلك الشخصيات الآسرة مع الآسف تملك الأدوات الكافية التي يسخرها لهم العروبيين وأذيالهم لكي يكونوا حراس الهوية العربية الخالصة والتي يتم استحضار الإسلام فيها فقط عندما يطالب الامازيغ بحقهم فتراهم يسبقون عربيتهم على دينهم "الأمة العربية الإسلامية" ولا تكون أمة إسلامية واحدة إلا عندما نطالب بحقنا ويقولون أننا كلنا مسلمون.
لقد سبق وتعودنا أن تقوم هذه الجهات بالخروج إلى الساحة في أوقات يكون فيه الرأي العام في حالة غضب وتهيج، فعندما تم قمع المحتجين أمام البرلمان أستنكر معظم الشعب المغربي ذلك التدخل السافر وقد وجدت الجريدة الأولى ذلك مخالفا لأركان قوميتهم وعمدوا إلى نشر ذلك المقال كي يتم إطفاء ذلك الغضب بل توجيهه إلينا بدل التضامن معنا، نفس الشيء قامت به إحدى الأحزاب الاسلاموية بالناظور التي تحلم برجوع أيام حكم المسلمين في الأندلس بلياليهم الحمراء الناعمة والتي قامت بتشويه العلم الامازيغي وتوزيع مقال مزور سبق أن نشرته جريدة المساء الامازيغوفوبية تتهم فيه استقواء الامازيغ بإسرائيل في أوج الحرب على غزة لشحن المجتمع الريفي كرهه وبغضه على الحركة الأمازيغية كما هو الحال في نفس ذلك الوقت على إسرائيل لتصفية الحركة الأمازيغية التي يعتبرونها هؤلاء أحد ألذ الأعداء في المغرب لأنهم يعلمون علم اليقين بأننا حفظنا طريق دربهم وأين يؤدي بأي حال.
إن الحركة الأمازيغية الآن عكس ما يضنون تستفيد من هذه الهجمات يوم بعد يوم وبديل قاطع على ان الشعب الذي تدافع عنه هو شعب بلا وطن يعيش قمع بلا قيود، فالمخزن يسخر ما أوتي له من قوة لإبادة كل صوت أمازيغي ومدعما بأذياله الحزبية والصحافية والأقلام المأجورة التي يدفع لها أموال الامازيغ التي يدفعونها بدورهم في الضرائب كي يتم إبادتهم من طرفها. لكن نقول وكما قال أسلافنا إن التاريخ يعيد نفسه ويسجل ولن ننسى أبدا هؤلاء، ووعد الامازيغ كوعد أجدادنا للقرطاج والرومان ومن أتى من بعدهم، والباقي قريب مما فات. وأقول للأمازيغ سجلوا الآن كي لا تنسوا غدا.

جواد الغليظ




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !