حرب الأفلام الناعمة ...الميني فيلم
بقلم د صديق الحكيم
قرأت كثيرا وكتبت قليلا عن القوة الناعمة للدولة وهو مصطلح أمريكي استخدم للدلالة علي وسائل قوة للدولة غيرالقوة الخشنة (العسكرية) ومن أمثلة هذه القوة الناعمة الفن والثقافة مثل السينما والكتب وحتي ثقافة المأكولات والملابس وغيرها وقد أتت هذه القوة أكلها ومازالت وعلي المستوي العربي استخدمت مصر قوتها الناعمة الفنية والثقافية لقيادة المنطقة ردحا من الزمان في القرن الماضي كانت هذه هي القوة الناعمة التأثير وربما السيطرة علي الشعوب بدون قوة استخدام السلاح وما يتبعه من خسائرفي الأرواح وغيرها
واليوم يتطرق بنا الحديث عن الحرب الناعمة وليس فقط قوة ناعمة للتأثير والسيطرة نعم ،حرب بين طرفين أو أكثر لتحقيق النصر وجني الغنائم وأقصد بالحرب الناعمة هي استخدام وسائل غير الأسلحة التقليدية لإجبار الخصم أو العدو علي الإذعان والاستسلام والمثال الواضح علي ذلك هوما تفعله الولايات المتحدة مع إيران من حرب ناعمة عن طريق الفيروسات الالكترونية لتدمير برامج مفاعلات إيران النووية وهي وسيلة أكثر من رائعة لعدة عوامل أولها التكلفة البسيطة مقارنة بتكلفة تحريك الجيوش واستخدام المعدات والإمدادات من سلاح وعتاد وثانيها أنها عن بعد دون التحام وثالثها أنها يمكن أن تكون مجهولة المصدر وبالتالي بعيدة عن الإدانة القانونية والأخلاقية والسياسية إن وجدت
وإليك عزيزي القارئ أخر ما وصلني عن هذا النوع من الحروب حيث كشف خبراء في مجال الأمن الإلكتروني انه تم رصد نسخة جديدة من فيروس "فليم" المعلوماتي الذي يشتبه في ان الولايات المتحدة واسرائيل تستخدمانه كسلاح لشن هجمات الكترونية على برنامج ايران النووي، في حواسيب في ايران ولبنان او في فرنسا.
واطلقت الشركة الروسية "كاسبرسكي لاب" التي كشفت فيروس فليم في وقت سابق هذا العام، على هذه النسخة من الفيروس اسم "ميني فليم". ووصفتها بانها "برنامج صغير مؤذي ومرن جدا صمم لسرقة معطيات ومراقبة انظمة اصيبت بفيروس خلال هجمات الكترونية محددة الاهداف".
و"ميني فليم" يستند الى "الاساس الهيكلي نفسه لفيروس فليم"، كما قالت"كاسبرسكي لاب" ، ويمكنه العمل منفردا او بمصاحبة الفيروس الاساس الذي وضع لاجراء "عمليات تجسس كبيرة".
وشدد الكسندر غوستيف من شركة "كاسبرسكي لاب" على مدى دقة تحديد هذه الاداة المخصصة لشن "هجمات محددة".وفي الوقت الراهن، قدرت شركة مكافحة الفيروسات بما بين 50 الى 60 عدد الهجمات بواسطة "ميني فليم" في العالم وخصوصا في لبنان وفرنسا والولايات المتحدة وايران او ليتوانيا ايضا.
وبحسب هؤلاء الخبراء، فان البرنامج تم تطويره اعتبارا من 2007 واستخدم حتى نهاية 2011. وقالت شركة كاسبرسكي "نعتقد ان مطوري ميني فليم اجروا عشرات التعديلات على البرنامج".
واضافت "لم نجد حتى الان سوى ستة تعود للعامين 2010-2011".وكانت الشركة الروسية اعلنت ان "فليم" اطلق في نهاية 2006 وكان على صلة بفيروس "ستاكسنت" الذي صمم لمهاجمة انظمة المجموعة الالمانية العملاقة في المعلوماتية "سيمنز".وعثر على غالبية الانظمة التي ضربها فيروس ستاكسنت في ايران، ما عزز فكرة هجوم الكتروني شنته اسرائيل والولايات المتحدة ضد المنشآت النووية الايرانية.
خاتمة القول :كانت هذه إطلالة سريعة علي الحرب الناعمة وتطورها وأعتقد أنها ربما تقلص وتقلل الحاجة لاستخدام الأسلحة التقليدية فمن يملك الفيروسات يستطيع إعطاء الأوامر وكشف المعلومات وتعطيل أنظمة أوتدميرها قد يكون من بينها مفاعلات نووية ومنصات صواريخ .هذه هي حرب القرن الحالي ..فأين نحن ؟
التعليقات (0)