مواضيع اليوم

حرب اكتوبر نصر أم هزيمة ؟

ابورفاد العليي

2011-10-06 08:16:53

0

 

في حرب يونيو 1967 بين العرب واسرائيل كان المستمعين العرب يستمتعون بما يسمعونه على موجة صوت العرب من الانتصار الساحق الذي توشك الجيوش العربية تحقيقه والبشرى التي يزفها جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر واحمد سعيد للجماهير العربية المتعطشة للنصر ، ولم يكن الا يوما واحدا فقط حتى استفاقت الجماهير العربية على ابتلاع اسرائيل للجولان والضفة وغزة وشمال وجنوب سيناء ابتلاعا كاملا بمن عليها من البشر والشجر والحجر والجيوش العربية وكل خيرات تلك الارض وفوجئ اهالي مدينة السويس وكذلك الاسماعيلية وغيرها من مدن القناة بأن نجمة داوود اصبحت على الضفة الاخري من القناة ، وتحولت البشرى بالانتصار الساحق الماحق الى نكسة عربية كبرى ،

وفي عام 1991 شنت الولايات المتحدة الامريكية تحت رئاسة جورج بوش الاب حرب تحرير الكويت تحت اسم (عاصفة الصحراء) بعدما حشدت العالم كله للتعاون معها في تلك الحرب وبالرغم من أن تلك الحرب كانت تحضى بتغطية اعلامية هي الاولى من نوعها في ذلك الوقت الا ان الرئيس العراقي اصر بأن يضع صبغة الستينات عليها واطلق عليها اسم (ام المعارك) وبما ان التغطية الاعلامية كانت مختلفة فقد شاهد العالم المحرقة الكبرى التي القى صدام حسين جيشه فيها فكانت النتيجة خسائر فادحة وتدمير كامل للعراق وارجاعه الى العصر الحجري وتقسيمه الى ثلاث مناطق مختلفة وفقدان السيطرة الكاملة على العراق ، الا ان صدام حسين واعلامه كان يرى انه انتصر في الحرب انتصارا عظيما والغريب أنه كان يحتفل في كل عام بذلك النصر العظيم في معركة أم المعارك .

وفي يونيو 2006 شنت اسرائيل حربا على حزب الله اللبناني فحولت الضاحية الجنوبية في بيروت الى كومة من الرماد ودمرت احياء اخرى في لبنان وزاد عدد ضحايا تلك الحرب عن 100 الف ضحية واعادت لبنان من سويسرا الشرق الى صومال العصر الحجري وذلك مقابل بعض الصواريخ العبثية (على رأي ابومازن) التي تشبه الالعاب النارية (على رأي القذافي ) ففزع منها مواطن اسرائيلي كان يقضى بعض دقائق من شيخوخته في حديقة منزله حتى سقط بجواره صاروخ ايراني ، وانتهت هذه المأسأة اللبنانية باحتفالات حزب الله بالنصر العظيم على الصهاينه وخرج اعضاء حزب الله يرقصون فوق جثث اطفال بيروت وفوق البيوت المهدمة احتفالا بالنصر العظيم لحزب الله على اسرائيل .

هذه ثلاثة امثلة صارخة للتدليل على القدرات الكبيرة التي يملكها العرب في تحويل الهزيمة الى نصر ، والامثلة المشابهة كثيرة جدا وهي تدل على ان العرب هم الامة الوحيدة في العالم التي تحتفل بالهزيمة وتسميها بغير اسمها وحرب اكتوبر خضعت لأكبر عملية تدليس عربية على مدار الاربعين عاما الماضية وفي هذا العصر عصر الربيع العربي والثورات العربية والاعلام المفتوح والامكانيات المعلوماتية الهائلة يجب ان يكشف الغموض عن اسرار حرب اكتوبر ويجب التحدث عنها بشكل محايد ويتحليل واقعي بعيد عن خطف الانتصارات الزائفة والاحتفال بالسراب والوهم وتسويق الزيف والتدليس ، فلابد ان يعرف المواطن العربي حقيقة تلك الحرب ونتائجها وهل كانت نصرا عربيا ام نكسة عربية اخرى ؟ فاذا كانت انتصارا فلماذا كان الرئيس السادات يستجدي السوفييت للضغط على الامريكان لتوقيف اسرائيل عن الزحف الى وعلى القاهرة ؟ ولماذا كانت امريكا ترفض وتعطي اسرائيل المزيد من الوقت وفقا لما جاء في مذكرات هنري كيسنجر؟ اليس ذلك يدل على ان الحرب كانت في مصلحة اسرائيل ؟ واذا كانت تلك الحرب انتصارا عربيا فكيف تحول الاسرائيليون من شرق القناة الى غربها لأول مرة في تاريخ اسرائيل ؟ وماذا كان يفعل ارييل شارون وهو يتمشى في ازقة السويس ؟ وقد تفاجأ اهالي السويس بالجنود الاسرائيليين يدخلون عليهم في بيوتهم ، واذا كانت تلك الحرب انتصارا فلماذا لم يصرح بذلك الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس اركان حرب القوات المسلحة المصرية في ذلك الوقت ؟ ولماذا اضطهد الشاذلي كل هذه الفترة حتى وفاته ليلة تنحي الرئيس مبارك ؟ واذا كانت تلك الحرب انتصارا عربيا على اسرائيل فما الذي اتى بالقوات الاسرائيلية الى الكيلو 101 من القاهرة ؟ وكيف كان اللواء الجمصي يفاوض الاسرائيليين على بعد 100 كيلو من القاهرة وليس في تل ابيب ؟ واذا كان الفريق سعد الدين الشاذلي قد ذكر في مذكراته انه لم يتم تصوير العبور ولا الحرب مطلقا وانه هو الذي رفض ذلك فمن اين تاتي هذه الصور التي نراها ؟ خصوصا وقد قيل انها مشاهد مفبركة ، ولماذا لم تستطيع القوات المصرية التقدم اكثر من 12 كيلو متر فقط في سيناء؟  وهل كانت القوات الاسرائيلية بالفعل على بعد 100 ك فقط من منزل الرئيس السادات ؟ وهل توقع السادات بالفعل ان تدخل عليه القوات الاسرائيلية في منزله ؟هذه مجرد تساؤلات تبحث عن اجابات مقنعة ولابد من كشف القناع عن هذه الحرب والتحدث عنها بحيادية اكثر وشفافية اكبر بعيدا عن النعرات القومية وضجيج الاغاني الوطنية ، لقد ضرب احد المحليين مثلا لهذه الحرب قائلا ان حرب اكتوبر مثل مباراة في كرة القدم بين فريقي (س) و ( ص) وفي بداية المباراة فاجأ ص الجميع وسجل هدفا وظل منتصرا حتى الدقيقة 15 من المباراة ثم تحولت المباراة بالكامل لصالح س وانتهت بفوزه 6-1 ، الا ان ص اصر على الاحتفال بنصره في ال 15 دقيقة الاولى والاحتفال بهدفه اليتيم متجاهلا الستة اهداف التي دخلت مرماه ، س هي اسرائيل و ص هي مصر   

 

ابورفاد العليي 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !