منذ يوم 23 آب/أغسطس المنصرم، تتصاعد المساعي الحثيثة التي تبذلها مخابرات النظام الايراني و قوة القدس بدعم و تنسيق تام مع حکومة نوري المالکي، من أجل التمهيد لعملية حرب ألکترونية هدفها عزل مخيم أشرف التابع للمعارضة الايرانية عن العالم تمهيدا لشن هجوم شامل و کبير عليه.
في يوم 23 آب/أغسطس الماضي، تم نصب برجين في جنوب مخيم أشرف يبلغ طول کل منهما 15 مترا، بهدف التجسس على إتصالات المخيم و الاخلال بها و بث التشويش، ضدها، ويبدو أن هذا الامر ليس بالتجربة الاولى التي تخوض غمارها المخابرات الايرانية ضد هذا المخيم الناشط سياسيا، وانما هو إمتداد لما أقدم عليه الحرس الثوري الايراني من إقامة الابراج عامي 2009 و 2010 في مختلف أحياء طهران و مدن إيرانية أخرى، تزامنا مع الانتفاضة العارمة للشعب الايراني، وقد ثبت فيما بعد أن هذه الابراج قد تم نصبها من أجل التجسس على المنتفضين بوجهه و طرق و اساليب إتصالاتهم من أجل قمعهم و إسکاتهم.
التطورات اللاحقة في أطراف مخيم أشرف، تأتي خير دليل على أن النظام الايراني و بنصبه أبراجا للمراقبة وكاميرات وهوائيات مختلفة ينوي توسيع عملياته التجسسية وبث التشويش من أجل هدف أکبر وهو السيطرة التامة و الکاملة على إتصالات المخيم مع العالم الخارجي و قطعها عند الضرورة، وقد إزدادت وتيرة العمل خلال الاسبوعين الماضيين على هذا الصعيد وقد تم رصد حالات ملفتة للنظر من خلال النقاط المدرجة أدناه:
- في الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم 3 أيلول (سبتمبر) 2011 قامت عناصر وزارة مخابرات النظام الإيراني بنقل أجهزة إلكترونية جديدة إلى كرفاناتهم في الجناح الجنوبي لأشرف وقاموا بتشغيلها.
2- في ذات اليوم قام العملاء بنصب كشافات قوية على البرج البالغ طوله 7 أمتار وبجانب الكرفانات في محاولة لتعمية رؤية سكان أشرف على هذه الكرفانات لإخفاء نشاطاتهم الغير قانونية والتجسسية عن أنظار سكان المخيم.
3- في الساعة السابعة من صباح يوم 7 أيلول (سبتمبر) 2011 قام ثلاثة من عناصر ملثمة تابعة لوزارة مخابرات النظام الإيراني بنصب هوائيين جديدين على البرج الواقع في ساحة «لاله» وهو البرج الذي نصب عليه عدد من مكبرات الصوت الـ 300 العائدة للعملاء.
4- قام عنصران لمخابرات النظام الإيراني صباح يوم 8 أيلول (سبتمبر) 2011 بنصب هوائيات للمراقبة والرصد وكاميرا وأجهزة تجسسية أخرى على البرج الواقع في ساحة «لاله».
5- منذ يوم 8 أيلول (سبتمبر) 2011 قام فريق هندسة تابع للفرقة الخامسة للجيش العراقي وبالتنسيق مع النقيب أحمد حسن خضير ممثل لجنة قمع أشرف بتوسيع مقرات عناصر وزارة مخابرات النظام الإيراني وقوة «القدس» في أطراف أشرف. وسبق ذلك أن تم الكشف عن سجل عمالة أحمد حسن خضير للنظام الإيراني وبتفاصيله من قبل المقاومة الإيرانية.
6- في يوم 9 أيلول (سبتمبر) 2011 نصبت عناصر وزارة مخابرات النظام الإيراني هوائية للرصد والمراقبة بطول 6 أمتار وكاميرا على ارتفاع 4 أمتار في الجناح الشرقي لمخيم أشرف وقامت ببناء سواتر ترابية بارتفاع ثلاثة أمتار في أطراف الأبراج لغرض تعمية رؤية السكان على تحركات العملاء.
7- إن ممثل المخابرات في سفارة النظام الإيراني في بغداد أبلغ العملاء الذين يقومون منذ 20 شهرا بالتعذيب النفسي لسكان مخيم أشرف بأن النظام الإيراني وبالتنسيق مع الحكومة العراقية سوف يكثف الضغط على سكان المخيم وهذا هو الغرض من نصب أبراج التجسس في أطراف مخيم أشرف.
کل ذلك، مع الاخذ بنظر الاعتبار قرب المهلة المحددة من جانب حکومة نوري المالکي من أجل إخلاء مخيم أشرف بحلول نهاية هذا العام، فإنه لايمکن النظر الى مسألة نصب هذه الابراج و الهوائيات و غيرها على أنها مجرد مسألة إعتباطية ليست ورائها أية أهداف او غايات و نوايا بعيدة المدى، بل وان ثمة اوساط دبلوماسية مطلعة في فينا ترى أن نصب هذه الابراج هو تمهيد للمواجهة الحاسمة الاکبر بين الحکومة العراقية الحالية المرتمية في الحضن الايراني من جهة و بين السکان العزل في المخيم، ولاسيما وان المتحدث بإسم سکان المخيم السيد محمد إقبال قد أکد لکتاب هذه السطور، بأن (سکان أشرف يعتبرون هذه النشاطات المشبوهة للنظام الايراني تستهدفهم في النهاية وانهم يتوقعون قطعا مفتعلا للإتصالات بينهم و بين العالم الخارجي من أجل الاجهاز عليهم في هجوم کبير يجري الاعداد له على قدم و ساق.).
الاطراف المعنية بالامر، خصوصا الامم المتحدة و المنظمات الانسانية و الحقوقية في العالم، مدعوة للوقوف بوجه هذه المساعي المشبوهة و الحيلولة دون مجزرة إنسانية ذات طابع سياسي محض موجه ضد أفراد عزل تابعين لمنظمة مجاهدي خلق، لکن السؤال الاهم هو: هل ستبادر هذه الاطراف لإتخاذ خطوات مناسبة قبل وقوع الفأس بالرأس؟
التعليقات (0)