مواضيع اليوم

حرب أكتوبر -أبطال وبطولات (1-30)

الدكتور صديق

2012-09-29 00:12:33

0

حرب أكتوبر أبطال وبطولات (1-30)

 

بقلم د صديق الحكيم


هذه هي الذكري 39 لحرب أكتوبر المجيدة حرب العزة والكرامة واليوم نبدأ هذه المقالات الثلاثين علي مدار شهر أكتوبر نروي فيها سير أبطال هذه الحرب وبطولاتهم التي سطرها التاريخ بحروف من نور حتي وصلت إلينا مضيئة باهرة وسنرويها للابناء والأحفاد وهي ماتزال متوهجة اليوم أبدأ بسيرة رجل أحبه وأبكي عندما أطالع سيرته وبطولاته وأواسي نفسي أن مصيره في مقعد صدق عند مليك مقتدر لأنه بحق
من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فقضي نحبه علي ذلك إنه

البطل الشهيد ابراهيم الرفاعي
ولد البطل
/ إبراهيم الرفاعي
في محافظة الدقهلية في السابع والعشرين من يونيه 1931 ، وقد ورث عن جده (
الأميرالاى ) عبد الوهاب لبيب التقاليد العسكرية والرغبة في التضحية فدائاً
للوطن ، كما كان لنشئته وسط أسرة تتمسك بالقيم الدينية أكبر الأثر على
ثقافته وأخلاقه .
التحق إبراهيم بالكلية الحربية عام 1951 وتخرج
1954 ، وأنضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة وكان ضمن أول فرقة صاعقة مصرية في
منطقة ( أبو عجيلة ) ولفت الأنظار بشدة خلال مراحل التدريب لشجاعته وجرأته
منقطعة النظير .

تم تعيينه مدرسا بمدرسة الصاعقة وشارك في بناء
أول قوة للصاعقة المصرية وعندما وقع العدوان الثلاثي على مصر 1956 شارك في
الدفاع عن مدينة بورسعيد .

ويمكن القول أن معارك بورسعيد من أهم مراحل حياة البطل/ إبراهيم الرفاعي
، إذ عرف مكانه تماما في القتال خلف خطوط العدو ، وقد كان لدى االبطل
أقتناع تام بأنه لن يستطيع أن يتقدم مالم يتعلم فواصل السير على طريق
أكتساب الخبرات وتنمية إمكانياته فالتحق بفرقة بمدرسة المظلات ثم أنتقل
لقيادة وحدات الصاعقة للعمل كرئيس عمليات .

وأتت حرب اليمن لتزيد خبرات ومهارات االبطل
أضعافا ، ويتولى خلالها منصب قائد كتيبة صاعقة بفضل مجهوده والدور الكبير
الذى قام به خلال المعارك ، حتى أن التقارير التى أعقبت الحرب ذكرت أنه ”
ضابط مقاتل من الطراز الأول ، جرىء وشجاع ويعتمد عليه ، يميل إلى التشبث
برأيه ، محارب ينتظره مستقبل باهر “.

خلال عام 1965 صدر قرار بترقيته ترقية أستثنائية
تقديرًا للإعمال البطولية التى قام بها في الميدان اليمنى .

بعد معارك 1967 بدأت قيادة القوات المسلحة في
تشكيل مجموعة صغيرة من الفدائيين للقيام ببعض العمليات الخاصة في سيناء ،
كمحاولة من القايدة لإستعادة القوات المسلحة ثقتها بنفسها والقضاء على
إحساس العدو الإسرائيلي بالإمن ، ولقد وقع الإختيار على االبطل
/ إبراهيم الرفاعي
لقيادة هذه المجموعة ، فبدأ على الفور في إختيار العناصر الصالحة للتعاون
معه .

كانت أول عمليات هذه المجموعة نسف قطار للعدو عن (
الشيخ زويد ) ثم نسف مخازن الذخيرة التى تركتها قواتنا عند أنسحابها من
معارك 1967 ، وبعد هاتين العمليتين الناجحتين ، وصل لإبراهيم خطاب شكر من
وزير الحربية على المجهود الذى يبذله في قيادة المجموعة .

كانو الفرقة الوحيده التي سمح لها الرئيس جمال
عبد الناصر بكسر اتفاقيه روجز لوقف اطلاق النار عندما تم تغيير اسم الفرقه
من المجموعه 39قتال الي منظمة سيناء العربية وسمح لهم بضم مدنين وتدريبهم
علي العمليات الفدائية وتم تجريدهم من شاراتهم ورتبهم العسكرية ليمارسو
مهماتتهم بحربه خلف خطوط العدو ويقال ان افرادها هم اول من الف نشيد
الفدائيين المعروف .

استردو شاراتهم ورتبهم العسكرية واسمهم القديم
(المجموعه 39قتال) صباح الخامس من اكتوبر 73 عندما تم اسقاطم خلف خطوط
العدو لتنفيذ مهمات خاصة واستطلاعات استخباريه ارضية تمهيدا للتحرير واطلق
عليهم الجيش الاسرائيلي في تحقيقاته فيما بعد مجموعه الاشباح

فقط ظلت هذه المجموعه تقاتل علي ارض سيناء منذ
لحظة اندلاع العمليات في السادس من اكتوبر وحتي نوفمبر ضاربين في كل اتجاه
وظاهرين في كل مكان ..من راس شيطاني حتي العريش ومن شرم الشيخ حتي راس
نصراني وفي سانت كاترين وممرات متلا بواقع ضربتين الي ثلاثه في اليوم
بايقاع اذهل مراقبي الاستخبارات الاسرائيليه لسرعته وعدم افتقادهم للقوه او
العزيمة رغم ضغوط العمليات.

ومع الوقت كبرت المجموعة التى يقودها االبطل
وصار الإنضمام إليها شرفا يسعى إليه الكثيرون من أبناء القوات المسلحة ،
وزادت العمليات الناجحة ووطأت أقدام جنود المجموعة الباسلة مناطق كثيرة
داخل سيناء ، فصار أختيار أسم لهذه المجموعة أمر ضرورى ، وبالفعل أُطلق على
المجموعة أسم ” المجموعة 39 قتال ” ، وأختار الشهيد
االبطل
/ إبراهيم الرفاعي
شعار رأس النمر كرمز للمجموعة ، وهو نفس الشعار الذى أتخذه الشهيد
/ أحمد عبد العزيز خلال معارك 1948 .

كانت نيران المجموعة أول نيران مصرية تطلق في
سيناء بعد نكسة 1967 ، وأصبحت عملياتها مصدرًا للرعب والهول والدمار على
العدو الإسرائيلي أفرادًا ومعدات ، ومع نهاية كل عملية كان إبراهيم يبدو
سعيدًا كالعصفور تواقا لعملية جديدة ، يبث بها الرعب في نفوس العدو .

لقد تناقلت أخباره ومجموعته الرهيبة وحدات القوات
المسلحة ، لم يكن عبوره هو الخبر أنما عودته دائما ما كانت المفاجأة ،
فبعد كل إغارة ناجحة لمجموعته تلتقط أجهزة التصنت المصرية صرخات العدو
وأستغاثات جنوده ، وفي إحدى المرات أثناء عودته من إغارة جديدة قدم له ضابط
مخابرات هدية عبارة عن شريط تسجيل ممتلىء بإستغاثات العدو وصرخات جنوده
كالنساء .

فهو الذي قام و مجموعته صباح استشهاد الفريق عبد
المنعم رياض بعبور القناة واحتلال موقع المعدية رقم 6 الذي اطلقت منه
القذائف التي تسببت في استشهاد الفريق رياض واباده 44 عنصر اسرائيلي كانو
داخله بقيادة الشهيد ابراهيم الرفاعي
الذي كانت اوامره هي القتال باستخدام السونكي فقط وكانت النتيجه ان
اسرائيل تقدمت باحتجاج لمجلس الامن في 9مارس 69 ان قتلاها (تم تمزيق جثثهم
بوحشية).

كما ان المجموعه 39 قتال هي صاحبه الفضل
في اسر اول اسير اسرائيلي في عام 1968 عندما قامت اثناء تنفيذ احد
عملياتها باسر الملازم الاسرائيلي داني شمعون بطل الجيش الاسرائيلي في
المصارعة والعودة به للقاهرة دون خدش واحد.

وكانو اول من رفع العلم المصري في حرب
الاستنزاف علي القطاع المحتل حيث بقي العلم المصري مرفرفا ثلاثه اشهر فوق
حطام موقع المعدية رقم 6 .

ومع حلول أغسطس عام 1970 بدأت الأصوات
ترتفع في مناطق كثيرة من العالم منادية بالسلام بينما يضع إبراهيم برامج
جديدة للتدريب ويرسم خططا للهجوم ، كانوا يتحدثون عن السلام ويستعد هو
برجاله للحرب ، كان يؤكد أن الطريق الوحيد لإستعادة الأرض والكرامة هو
القتال ، كان على يقين بإن المعركة قادمة وعليه أعداد رجاله في إنتظار
المعركة المرتقبة . صدق
حدس الشهيد
وبدأت معركة السادس من أكتوبر المجيدة ، ومع الضربة الجوية الأولى وصيحات
الله أكبر ، أنطلقت كتيبة الصاعقة التى يقودها االبطل
في ثلاث طائرات هليكوبتر لتدمير آبار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة
لحرمان العدو من الإستفادة منها وينجح الرجال في تنفيذ المهمة .

وتتوالى عمليات المجموعة الناجحة …
ففي السابع من أكتوبر تُغير المجموعة على مواقع العدو
الإسرائيلي بمنطقتي ( شرم الشيخ ) و ( رأس محمد ) وفي السابع من أكتوبر
تنجح المجموعة في الإغارة على مطار ( الطور ) وتدمير بعض الطائرات الرابضة
به مما أصاب القيادة الإسرائيلية بالإرتباك من سرعة ودقة الضربات المتتالية
لرجال الصاعقة المصرية البواسل (كانت للجمات
علي ابار البترول اثر قوي في تشتيت دقه تصوير طائات التجسس والاقمار
الصناعيه الامريكية وهو تكنيك اثبت فعاليه) .

في الثامن عشر من أكتوبر تم تكليف مجموعة االبطل
بمهمة إختراق مواقع العدو غرب القناة والوصول إلى منطقة ( الدفرسوار )
لتدمير المعبر الذى أقامه العدو لعبور قواته ، وبالفعل تصل المجموعة فجر
التاسع عشر من أكتوبر في نفس الوقت الذى تتغير فيه التعليمات إلى تدمير
قوات العدو ومدرعاته ومنعها من التقدم في إتجاه طريق ( الإسماعيلية /
القاهرة ) .

وعلى ضوء التطورات الجديدة يبدأ البطل في التحرك بفرقته ، فيصل إلى منطقة ( نفيشه ) في صباح اليوم التالى ، ثم
جسر ( المحسمة ) حيث قسم قواته إلى ثلاث مجموعات ، أحتلت مجموعتين إحدى
التباب وكانت تكليفات المجموعة الثالثة تنظيم مجموعة من الكمائن على طول
الطريق من جسر ( المحسمة ) إلى قرية ( نفيشه ) لتحقيق الشق الدفاعي
لمواقعها الجديدة .

وما وصلت مدرعات العدو حتى أنهالت عليها قذائف
الـ ( آربي جي ) لتثنيه عن التقدم ، ويرفض بطلنا / إبراهيم الرفاعي
هذا النصر السريع ويأمر رجاله بمطاردة مدرعات العدو لتكبيده أكبر الخسائر
في الأرواح والمعدات .

وبينما يخوض رجال المجموعة قتالاً ضاريا مع
مدرعات العدو ، وبينما يتعالى صوت الآذان من مسجد قرية ( المحسمة ) القريب ،
تسقط إحدى دانات مدفعية العدو بالقرب من موقع البطل
، لتصيبه إحدى شظاياها المتناثرة ، ويسقط الرجل الأسطورى جريحًا ، فيسرع
إليه رجاله في محاولة لإنقاذه ، ولكنه يطلب منهم الإستمرار في معركتهم
ومعركة الوطن ..

ويلفظ البطل
أنفاسه وينضم إلى طابور الشهداء ، عليهم جميعًا رحمة الله.

وغدا نواصل القراءة في سير أبطال أكتوبر وبطولاتهم




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !