بعد ما قيل إن الحراك الشعبي في الاردن يختلف عن غيرة من الحراكات الشعبية، وان
التغيير في دول الربيع العربي مختلف تماما عن الداخل الاردني وما يمكن ان تؤول
اليه الامور، تنطح العديد من الناشطين للقول إننا لا نختلف ابدا عن محيطنا وعن
حراكات محيطنا وعن طرق التغيير والاهداف وصولا إلى نتائج واحدة بالكامل ايضا.
وعطفا على ذلك كله وجد بعض الناشطين انفسهم في صالات مكيفة وقاعات عالية تطل على
عمان من البلور الملون في احد فنادق الخمس نجوم الفارهه، ليؤكدوا هم بأنفسهم بأن
الحراك الشعبي الاردني ولجانه التنسيقية واهدافه وطرقه تختلف خلافا جوهريا مع
المحيط العربي.
فهاهم يجتمعون للتنسيق وينسقون للاجتماع ثم ما لبثوا ان اختلفوا على من ينسق ومن
ينطق للاعلام، وبالرغم من ان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، الا ان
اصطفافات جرت هنا وهناك لتسيير الحراك بدروب اسهل وعورة من تلك التي اختارها طرف
آخر، وفي احيان اخرى ترى توافقات مرت دون وقفه تأمل بين بعض الاطراف حتى ان بعض
المشاركين في اللجنة التنسيقية واجتماعاتها لا يعبرون الا عن صوتهم وحدهم
وباعترافهم هم بشكل شخصي وفردي فكيف يوجد في اللجنة شخصيات ليست ذات تأثير في
الشارع .
قد يرى البعض ان مؤتمرهم المسمى مؤتمر فكر سياسي شبابي مستقل حقق الشرعية الشعبية
بسبب حجم الإعداد وطريقته والهيزعة الاعلامية والمدعوين وبالتالي فإن المؤتمر
يستطيع أن يجعل من نفسه ومن توصياته أرضية قابلة للبناء عليها وفرض النتائج ..
وقد يتم تحويل التيار الجديد الى حزب كتلك الاحزاب الموجودة على الساحة السياسية
بالرغم من ادلجة مسبقة لبعض المشاركين بايديولوجيات متخالفة ومتنازعة ووجود من لا
يحمل ايديولوجية اصلا واحتكامه لبراغماتيه الفوائد بالمجمل.
كل تلك الافكار لا تعدو فرضيات من الممكن ثبوتها، ومن الممكن نفيها، ولكن الأكيد
في الأمر ان جميع المؤتمرات الشعبية في الصالات المكيفة لم تكن صوتا حقيقيا
للشعوب، ولم تغير ولم يتمخض عنها نتائج تغييرية يطلبها الشارع بحق.
نهنئكم بسلب بعض شخصيات الحراك الشعبي الحقيقي شعبيته وقناعة الشارع بصدقه
وبأمانته وخوفه على مصالحنا،ونعتذر لمن اضاع لحيته بين حانا ومانا
التعليقات (0)