حراكنا "الثقافي" يسبب الغثيان !!!

مع افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب 2010 "أختتم المعرض الجمعة الماضية 13 مارس " الذي من المفترض أن يكون مهرجانا "ثقافياً" أو عرساً كما يقال (إلا في بلادنا) أطلَّ علينا وزير "الثقافة" والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة بتصريحات تدعوا إلى التفاؤل بأن الأيام القادمة ستكون أيام مشرقة ثقافياً وفكرياً على بلادنا هذه التصريحات تزامنت مع فوز الروائي والأديب السعودي الأستاذ عبده خال بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) فهنأ وزينا العزيز الأستاذ خال بهذا الإنجاز العظيم وكان من تصريحات الوزير خوجة : «أشعر بفخر كبير إزاء فوز عبده خال بجائزة البوكر العربية، وأعتبره سفيرا للمملكة في مجال الرواية».
واعتبر «أن فوز خال بالجائزة يعكس حيوية الحراك الثقافي السعودي»، مضيفا : «عبده خال اسم كبير في ساحتنا الثقافية، وهو سفير الكلمة والإبداع عبر ثقافته الواسعة ومنجزاته الأدبية المميزة، وفوزه بالجائزة يرفع الرأس، وأتمنى له مزيدا من الجوائز العربية والعالمية».
وأكد الدكتور عبد العزيز خوجة في ختام كلمته : «أن وزارة الثقافة ستكرم جميع المبدعين السعوديين، ومنهم عبده خال في احتفاليات تليق بما يقدمونه من طرح ثقافي يخدم البشرية، ويهذب الذائقة، ويفتح قنوات التواصل الثقافي بين الأجيال والأقطار المختلفة».
وكان هذا التكريم الذي يستحق مبدعنا والحراك الثقافي الذي يتحدث عنه الوزير الدكتور خوجة سريعاً جداً بشكل لا يَتصور فكيف لا يكون كذلك ونحن في عصر السرعة.
بعد ساعات أو سويعات من تصريحات الوزير العزيز جاءتنا بشائر الحراك الثقافي بالخبر "الرقابة العزيزة (رقابة وزارة "الثقافة "والإعلام) تسحب جميع نسخ رواية "ترمى البشر" الفائزة بجائزة البوكر" ؟؟؟!!!!
فما أسرع هذا الحراك وما أروعه
فإنه يطبق كلمات الوزير بحذافيرها " تعهدات وزارة الثقافة والإعلام بأنها «لم ولن تمارس الإقصاء لأي دار نشر داخلية أو خارجية»"
ما يذكر على الأستاذ والأديب خال أنه من الفئة المغضوب عليها من قبل التيارات السلفية المتشددة التي تسيطر على مفاصل الوزارات في بلادنا .

مع إطلالة عهد الدكتور خوجة تباشرت الأوساط الثقافية خيرا بهذا العهد كون أن الدكتور يعتبر من أصحاب الفكر المتنور المنفتح على الآخِر لا المقصي للطرف الآخَر والمهمش له ولكن ما أن تمر علينا هذه المواقف في المهرجانات "الثقافية " حتى تتضح لنا الصورة الحقيقة فيمن يدير هذه الوزارات. المشكلة في عقليات من يدير هذه الوزارات بهذه العقليات الظلاميه يعتقد ويصدق أن الناس لازالت تعيش في عصور الظلام والانغلاق ولا يعلمون أن منع كهذه كتب تزيد من مبيعاتها لا تقلله فمن لم يستطع أن يقوم "بتهريب " هذه الكتب الممنوعة من الدول المجاورة يستطيع بكبسة زر أن يشتري نسخ إلكترونية منها .
هذه هو حراكنا "الثقافي " الذي من سرعته يسبب لنا الغثيان !!!!!

وصرح الدكتور خوجة كذلك لجريدة عكاظ " أن هناك معارض للكتب ستشهدها مدن عدة في المملكة، فضلا عن بقاء معرض الرياض في العاصمة سنويا وفي موعده.. متمنيا أن يكون معرض الكتاب على مدار العام"

فإذا كانت هذه المعارض والمهرجانات "الثقافية " ستدار بنفس الأسلوب ونفس العقليات فهنيئا لنا بهذه النهضة الفكرية "والثقافية" ولنبشر بمزيد من القرف والغثيان يا مثقفي ومفكري وأبناء بلدي .

http://riyadhbookfair.org.sa/News/Pages/aljnew285.aspx
http://rasid.com/artc.php?id=36138&hl=%DA%C8%CF%E5%20%CE%C7%E1