لا تخافوا ولا تجزعوا.. إنها ليست صورة لحرائق جبل الكرمل ..
بل هذه صورة من الجو للقصف الإسرائيلي ..والإسرائيليون يمطرون أراضي (العرب) بزخات من شواظ حمم .. و لهيب .. وشظايا القنابل العنقودية .. والفوسفورية.. وقنابل اليورانيوم المشع .. وقنابل اليورانيوم المنضب ...
يا أولاد "الإنسانية":
هل تخيلتم مناظر أولئك " الآدميين" الذين سقطت عليهم تلك القنابل .. وشظاياها .. وإشعاعاتها .. وحرائقها الرهيبة بعد ان (شوت) أجسادهم و(سلخت) جلودهم ؟!!
يا لكِ من إنسانية ... نبيلة حقاً!!!
و(هناك) صورة "فريدة" لجثث أطفال "العرب" الأبرياء تجاور رءوساً طيرتها القاذفات الصهيونية التي (تحارب) وحدها في ميدان الخصم فيه لا يمتلك "فرع شجرة" ليدفع به عن نفسه قاذفات الحمم والأباتشي والإف 15 والشبح ..
يا أولاد (الإنسانية) :
ألم تحرك هذه الصورة أيضاً بعضاً من دواعي شفقتكم المدرارة والهادرة والباكية على "الأشجار" المحترقة في جبل الكرمل؟!!
يا لكِ من إنسانية لعوب .. كذوب !!!
و(هناك) صورة لشاب مدني (عربي) وقد فعل لهيب وجحيم النابالم والإشعاع والعنقودي والفوسفوري في جسده وفي قدمه ما لا قبل لأعتى الجبال الرواسي بتحمله وتحمل آلامه ...
هل شعرتم يا أولاد الإنسانية بالعذاب الرهيب الذي قاساه وعاناه هذا الشاب تحت وطأة إشعال أبناء الصهاينة للحرائق الكيماوية والذرية في جسده حياً ؟!..
هل سألتم .. أو ساءلتم أنفسكم يا أولاد الإنسانية .. أيها المشفقون على (الخشب) المحترق في الغابات عن نوع ذلك السلاح الكيماوي ..أو الجرثومي .. أو الإشعاعي المخالف لجميع نواميس وأدبيات أعتى الأبالسة والشياطين والذي شوي به جسد ذلك الشاب العربي المدني البريء ؟!
هل طالب أحدكم بمحاكمة المجرمين بتهمة الإبادة البشرية ؟!
هل طالب أحدكم بمحاكمة المجرمين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ؟!
هل نادى أحدكم بمحاكمة الآثمين بتهمة استخدام أسلحة محظورة دولياً ضد المدنيين (العرب) العزل؟!
وهناك (كانت) صورة (لعشرات) الجنود الفلطسطينيين (العزل) وقد جندلتهم مدفعيات طائرات الأباتشي الإسرائيلية والتي كانت في رحلة صيد ترفيهية حيث وجدت أمامها هدفاً ممتازاً عبارة عن (قطيع) من الجنود الفلطسينيين (الواقفين) على الأرض دون أدنى حذر أو ترقب أو تأهب .. كانت رحلة صيد موفقة حقاً .
كانت حقاً معركة حربية (شريفة) متوازنة!! ..
معركة كانت بين (صواريخ) محمولة جواً تحصد رجالاً واقفين (أرضاً) ليس معهم سلاح ولا حتى بندقية من (خشب) الأشجار المحترق في جبل الكرمل ...
يا أولاد الإنسانية :
أعتقد أن تلك الصور بنظركم ستكون شديدة التحضر.. وشديدة الإنسانية .. وشديدة الرقي ..
طبعاً طالما علمتم أن هؤلاء القتلى من (العرب) .. فهم قتلى الهمج.. قتلى التخلف.. قتلى "العرب" !!..
بينما ستكون بنظركم طبعاً شديدة البربرية .. شديدة الإجرام .. شديدة التخلف .. شديد الهمجية
إذا كان القتلى من أبناء الصهاينة !!..
حتى ولو كانوا قد ماتوا احتراقاً في حريق غابات أشعلته (نرجيلة) عربية كما يزعمون وكما يأفكون .. فهم قتلى الإنسانية.. وقتلى الحضارة.. وقتلى الحرية...
يا أولاد الإنسانية :
أيها الذين تعيبون على أهالي الأطفال الذين أحرقهم النابالم !
أيها الذين تلومون عوائل النساء اللائي هدمت الجرافات والقاذفات بيوتهم على رءوسهم فانطحنت أجسادهم تحت الأنقاض!
أيها الذين تعذلون على الضحايا من السبايا.. ومن العرايا .. ومن الثكالى ..ومن الأيامى..ومن الأرامل حين يرفعون أكف الضراعة إلى خالقهم وبارئهم أن ينتقم لهم ممن قتلوا وسلخوا وشوهوا أطفالهم .. وهدموا عليهم بيوتهم .. وطردوهم من بلادهم .. وشتتوا شملهم .. وأحرقوا زروعهم ... ولم يسمع لهم أحد صراخاً ..ولم يرقب أحد لهم عويلاً.. سوى الله ..سوى الله !!
أيها الذين بكيتم بالدمع الهتون .. وأهرقتم الدمع السخين .. وهرعتم تواسون .. وتعاونون ..وتساعدون بكل ما فيكم من قوة .. ومن طائرات .. ومن مقالات التضامن.. و عبارات (التآخي).. ورسائل(التواسي) لاحتراق (اشجار) خشبية .. ووفاة أربعين نفساً إسرائيلية ....
نسائلكم:
بأي آيات من كتاب الإنسانية تؤمنون ؟!
وبأي مواثيق دولية تحتكمون؟!
وبأي معايير بشرية تفرقون؟!
بين (40) (أربعين) إنساناً ماتوا حرقاً في كارثة طبيعية ...
و(400000) (أربعمائة ألف) إنسان ماتوا حرقاً .. وغرقاً.. وهدماً .. وردماً .. وسلخاً .. وقتلاً.. وأسراً .. وسجناً.. وطرداً .. وتعذيباً منهجياً في جرائم (بشرية).. وجرائم عمدية .. وإبادة بشرية وإنسانية لم تعرف لها البشرية من قبل مثيلاً..؟!!
يقولون إفكاً وبهتاناً :
إن الذين احترقوا في في حريق الأشجار كانوا يقومون بمهمة مقدسة إذ كانوا يهرعون لمنع النار أن تمتد لسجن (الدامون) الذي به (الأسرى من العرب) ..
ياللإنسانية الرحيمة .. ياللإنسانية الرائعة .. يا للإنسانية النبيلة!!!
الأسرى العرب !! ...
وما سبب وجود (أسرى) للعرب الآن في سجونهم ؟!... من أسرهم ؟!!
وأين هي (الحرب) التي أسروا فيها؟!!
ومنذ متى وهؤلاء الأسرى في الأسر؟!
ومن الذي سمع عنهم من المجمتع الدولي الكذوب ؟!!
وأين حوكموا ؟!!
وتحت أي مظلة دولية يحاكموا ؟!!
في قانونكم يا أولاد الإنسانية .. في شريعتكم .. في قعر حضارتكم:
أن يموت أبناء العرب !... لاشيء
أن يحترق أطفال العرب! .. لاشيء..
أن تقذف أراضي العرب بالقنابل الإشعاعية والفوسفوية والمشعة !.. لاشيء
أن تهدم البيوت على أطفال ونساء وشيوخ وعجائز العرب! ... لاشيء
أن تخالف إسرائيل جميع المواثيق وجميع قواعد وأدبيات الحروب !.. لاشيء
أن ترمي إسرائيل مئات الآلاف من المدنيين العزل بالنابالم من جو السماء !.. لاشيء
ولكن:
أن تحترق بضع شجيرات في إسرائيل !!
فهنا يتقطع قلب الإنسانية الرهيف!!
وأن يحترق (أربعون) فرداً في حريق الغابات في إسرائيل:
فهنا لا ينام المجتمع الدولي حزنا وهماً وكمداً!
وأن تطلب إسرائيل المساعدة ..
فتأتيها أسراب الطائرات من كل حدب وصوب حتى من بلاد العرب!
تنتفض الإنسانية هلعاً .. وذعراً.. وفرقاً.. وجزعاً لحريق شب في غابات من الشجر !!
بينما تغط الإنسانية في النوم.. وفي النعاس.. وفي البلادة.. وفي التنبلة.. وفي الصمم.. وفي العمى.. . وفي البكم .. وفي البجم حينما يشعل أبناء الصهاينة "عمداً" حرائق الفوسفور واليوارنيوم المشع في أجساد (البشر) من أطفال ونساء وشيوخ العرب !!
أحرائق (الشجر) تحرك ضمير الإنسانية دون حرائق (البشر) ؟!
أخسائر (الشجر) تدمي قلب أولاد الإنسانية أكثر من خسائر (البشر)؟!
أتفحم (شجرة) من الخشب تفزع فؤاد بني الإنسانية بينما لا تلقي أي بال لتفحم جسد (طفل) من دم ولحم وروح في غزة أو في جنين أو جنوب لبنان أو في الضفة ؟!!
أيهرع أبناء الإنسانية يتسابقون لتقديم الدعم (اللوجيستي) لأول نداء يصدر من إسرائيل في حريق بالأشجار ...
بينما لم تحرك جريمة واحدة من آحاد عشراء مئات آلاف ملايين الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها وترتكبها وسترتكبها إسرائيل ؟!!..أقول لم تحرك (شعرة) واحدة في سكسوكة ذقن .. أو في (طرف شارب) .. أو في (ذيل شعر) بني آدم واحد من ( بتوع ) الإنسانية ..
آه يا ولاد ال .......... إنسانية !!!
التعليقات (0)