حر(ها) و صقيعـ (ه) : قصة قصيرة جداً
يتسارعُ نبضُ قلبها كلما لمحتهُ .. ويقشعر بدنها حتى في أكثر الأوقات حراً .. ويتلعثمُ لسانها إذا ما بادرها بالتحية .. وتتحاملُ نفسها لئلا تقع مِن طولها . هي تدركُ أنه يملك سطوة عليها ، وتدركُ أنه لم يفرضها عليها ، ما جعلها تستكين له .. وتتداعى خدرةً بهواهُ المُنساب مِن أعالي مهجعِ أحلام نومها ويقظتها ، وأرقها في لياليها الطويلة ، ووصولا إلى سفوح ساعات النهار التي تُذيبُها كقطعةِ جُبنٍ ، أو كعاشقةٍ بليدة . هي تدركُ أنه في عالمٍ يختلف عن عالمها ، لكن رغبتها تُمنيها بتلاقي العالمَينِ في مصب عالمٍ واحد .. عالمٌ رسمَت معالمه مِن ملامحهِ التي تُطيلُ النظر إليها في كل فرصةٍ تراقبه فيها مِن بعيد . لم يلحظ يوما رقتها ، رغم أنها ترى في جفائه - اللامقصود - رقة .. ولم يشعُر يوماً بحرارةِ أنفاسها التي تُطلقها زفرات ولهٍ به ، رغم اعتقادها الجازم بأنه أقربُ إليها مِن حبل الوريد . حياتها تمضي ، وأمانيها تتحقق بحسب الظروف ، لكنها لم تجد سبيلا لتحقيق أمنية حياتها الأهم والأغلى في مد جسر حقيقي بينها وبينه .. ومع ذلك تظل تنتظر إحساسها ليخترق قلبه. تاج الديـــن : 2009
التعليقات (0)