مواضيع اليوم

حذاء بوش ... والإنشغال بالتوافه !!

فتح الله الحمداني

2009-09-16 15:50:31

0

منذ فترة كتبت مقالا عن حادث حذاء الصحفى العراقى منتظر الزيدى

ووجدت أنه من الضرورى إعادة نشر هذا المقال بمناسبة إطلاق سراحه ,, بعدما لاحظت حجم الزخم الإعلامى الذى أحاط به فى حين أهملت وسائل الإعلام أحداث أكثر اهمية من هذا الحدث

فكان لسان حالى يقول:

أن الإنشغال بالتوافه أصبح السمة المميزة لمجتمعاتنا....

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين

سيد ولد آدم

النبى الأمى الذى علم العالمين

من المؤسف حقا أن نرى المسلمين وقد إنشغلوا بحادث مثل رمى عدو الإسلام والمسلمين وهولاكو العصر الحديث ((بوش)) وقد توهمت فى البداية أننا سرعان مانستفيق من تأثير هذا الحادث الذى أراه أنه أتفه من أن يشغلنا عن قضايا أمتنا المصيرية فوجدنا وسائل الإعلام المختلفة المقروء منها والمرئى قد خصصوا لهذا الموضوع الصفحات والساعات لشرح وتحليل هذا الحدث وكأنه فتح مبين وغض الجميع الطرف عما يحدث فى غزة من عملية إغتيال تدريجى لشعب بأكمله تحت سمع وبصر العالم كله

وأنا هنا حينما اتناول هذا الحادث أتناوله بعد أن فقدت الأمل تماما فى أن نفيق من غفوتنا ووجدت أن الإهتمام به يتزايد يوما بعد يوم لدرجة أننى وجدت الكثير من أبناء الأمة الإسلامية يعرض ملايين الدولاارات نظير هذا الحذاء وتناسى الجميع حقوق إخوانهم المحاصرين فى غزة

وعندما نناقش هذا الحادث نجده حادث لايرقى أن يتصدر أخبارنا لعدة أسباب

ــ رمى جورج بوش بالحذاء كان تأثيره معنويا أى أنه لم يحرر العراق ولم يؤثر فى السلطة العراقية العميلة لأمريكا بل العكس صرف العراقيين عن حقيقة الإتفاقية الأمنية التى تمت بين الكيان المحتل وبين العملاء الخونة فى مؤسسة الحكم العراقى

ــ جورج بوش كرئيس للولايات المتحدة أصبح كارتا محروقا عند الشعب الأمريكى بمعنى أن الأمريكيين أسقطوه من حساباتهم وبالتالى فإن الشامتين فيه داخل أمريكا أكثر بكثير ممن تأثروا بهذا الفعل

ــ منتظر الزيدى وهو الصحفى الذى جعله المسلمون بطلا قوميا وبكل أسف شبهه البعض بصلاح الدين الأيوبى البطل العربى المسلم لا يرقى لأن نصافحه مجرد مصافحة فهو لمن لا يعلم صحفى شيوعى لا ينتمى لنا كمسلمين بل ولا يحمل أى صفة تدعونا للفخر به

ــ شباب الأمة إنشغلوا بهذا الحدث وإعتبروه الشرارة التى تفجر طاقاتهم نحو مناهضة المحتل الغاشم وأنا أرى عكس ذلك فهو لا يخدم إلا السلطة العميلة التى أصبحت فى موضع أفضل عن ذى قبل بعد أن إنشغل الرأى العام فى العراق وخارج العراق عن قضايا أخرى أكثر أهمية مثل التحقيقات التى تجرى حول الممارسات الأمريكية داخل السجون العراقية مثل سجن أبو غريب وتجاوزات الشركات الأمنية التى قتلت آلاف المدنيين وكذلك الإتفاقية الأمنية وغيرها الكثير مثل أحوال الشعب العراقى الذى يأن بالداخل

وفى الحقيقة آلمنى كثيرا موقف ورد فعل المسلمين فى حادث يذكرنى بما قام به حزب الله ضد الكيان الصهيونى وكيف أن المسلمين فى كل بقاع الأرض قاموا بتعليق الصور والهتاف لما قام به حزب الله وزعيمه حسن نصرالله وتناسى الجميع حينها بأن هذا الزعيم هو من يسب الصحابة رضى الله عنهم أجمعين وأن الداعم الرئيسى له هو إيران التى تتخذ من السنة هدفا إستراتيجيا لها , وتنتهج منهج التقية التى تتيح لها الإنقضاض على العالم الإسلامى وتعيد الإمبراطورية الفارسية للوجود

وهنا لا يسعنا إلا أن نحذر إخواننا من خطورة الخوض فى مثل هذه الأمور التافهة التى تشغله عن الأمور العظيمة والقضايا الهامة بحجة أن تلك الأمور من المستحيلات أو من الأمور الَّتي لا بستطاع نوالها , وتلك صورة زينها له شيطانه وأملت عليه بِها همته القاصرة، فأضحى ذليلاً للتوافه

 

ولعله يحضرنى الآن مقال للأستاذ عبد المجيد باحص يقول:

إنَّ الاشتِغال بالتَّوافه يُورثُ صَغار العقْل، وبلادةَ الفهْم، وسطحيَّة التَّفكير، وسذاجة الطَّرح؛ فلا مقياس لديْه كبير، ولا شأن لديْه عظيم، ولا همَّ وهمَّة تدفع طُموحًا، فيصغُر بصِغَر همِّه وعقله، وإقبالِه وشراهتِه على توافهه، فانعدم تَمييزُه، وانعدمت رؤيتُه، وقلَّت بركتُه.

ولعلَّ ظاهرةَ الاشتِغال بالتَّوافه هي أبرزُ سِمةٍ غلبتْ على المجتمع، فأضعفت أصالتَه وأبردَتْ حميَّته، فكان كحملٍ وديعٍ لا يقوى من أَمْره على شيء، أمَّة تأنس ذِئْبَها وتأْمن عدوَّها؛ لتُصْبِح خاويةً خاملةً مخدَّرةً، لا تقدر على أن تَرُدَّ شرًّا أو تَجلب خيرًا، إلا ما شاء الله.

كم من مفرِّطٍ في أمر، ومتساهلٍ في قضيَّة، ومشتغلٍ بسخافةٍ، لم يشعر بمغبَّة عمله ذلك إلا حينما سبقه الجادُّون في جِدِّهم، وابتعد عنه الناجحون برُقِيِّهم، وارتفع الظَّاهرون بعِلْمهم وعقْلِهم، فكان ضحيَّة فِعْله، نزيلَ جهله، سقيطَ أمره.

وما أصدقَ ما قاله الشَّاعر، حين نبَّه إلى وجوب التنبُّه إلى الأمور العظام، وترك ما دونَها؛ حيث يقول:

إِذَا غَامَرْتَ فِي شَرَفٍ مَرُومِ فَلا تَقْنَعْ بِمَا دُونَ النُّجُومِ

وآخر على طريقِه يسلُك طريقَ التَّنبيه، فيقول:

قَدْ رَشَّحُوكَ لأَمْرٍ لَوْ فَطِنْتَ لَهُ فَارْبَأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تَرْعَى مَعَ الهَمَلِ

فهل وعَى مَن وعى؟؟

إنَّ الاشتغال بالتَّوافه موتٌ للقلب، موتٌ للضَّمير، موت للأمَّة

وإنَّنا في زمن لا يسمح أن نشتغِل فيه بغير ما يَزيدنا قوَّة ورِفْعة ومنعةً وتقدُّمًا، ولو حاول الأعداءُ استِخْدام وسائِلهم في إيقاف ذلك المدِّ، ولو على حساب راحتِنا؛ لأجل أن نبلغ غايتَنا وما نصبو إليه، مطمئنِّين واثقين، ولن نبلُغَه إلا بالعمل الجادِّ، والتفكير السليم، والإيمان القوي

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !