طالب رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي بإجراء الانتخابات قبيل أوانها، أي قبيل 2012، الوزير الأول المغربي و أمام المجلس الوطني لحزب الاستقلال الذي يترأسه، أعلن أن الانتخابات يجب أن تقام بعيد الاستفتاء على الإصلاحات التي أقرها الملك محمد السادس، و التي جاءت استجابة للمطالب الشعبية بتنفيذ إصلاحات شاملة تخص بالأساس صلاحيات الملك و السلطات التنفيذية و التشريعية و القضائية.
استعجال عباس الفاسي بإجراء انتخابات مبكرة، جاء ردا على المطالب المتنامية لحركة 20 فبراير و من يدور في فلكها بحل الحكومة و البرلمان، ولعلها أيضا قراءة منه للمشهد السياسي الحالي، الذي قد يرى فيه الاستقلاليون فرصة لإرباك المنافس المحتمل، ألا و هو حزب الأصالة و المعاصرة، الذي يرأسه ( فعليا) علي ذي الهمة ( صديق الملك كما يطلق عليه البعض كناية لقوة تأثيره و علاقته بالملك إبان سنوات الدراسة)، فالأخير كان من فرسان المظاهرات الأخيرة المشمول تحركهم السياسي بالاستنكار و الاستهجان، حيث رفعت ضده و ضد حزبه شعارات التنديد من قبل المتظاهرين في تظاهرات 20 فبراير وما تلاها و التي شملت الكثير من مدن المغرب. غير أن الفاسي و إن كان يظن أن المشهد الحالي قد يصب في خانته، فهو تماما واهم كل الوهم، لأنه و الهمة و الماجدي.....في قارب واحد، ومن يخرج الآن إلى الشارع يخرج ضد طبقة سياسية فاسدة تشمل الحكومة و أعضاءها و رجالا مقربين من الملك و شخصيات و مسئولين و رجال أعمال نافذين، و ليس الفاسي و من معه من عائلته ببعيد عن هذه الطغمة.
و ربما يكون رئيس الوزراء عباس الفاسي قد أدلى بهذا التصريح، لعلمه بخبر ما قد يجول في الكواليس، فاختار أن يستبق الأحداث بحديثه عن انتخابات مبكرة، و هذا قد يعني بالضرورة استقالة حكومة و تشكيل أخرى قد تكون حكومة اختصاصيين يوكل لها إجراء الاستحقاقات النيابية. يبقى هذا من باب التخمين و الغد القادم يحمل اليقين.
من جهة أخرى، شهدت تظاهرات 24 أبريل، مشاركة أكبر و أكثر شملت مغلب مدن المغرب، و تعددت فيها المطالب من إسقاط الاستبداد و محاربة الفساد.....إلى مطالب فئوية أخرى تنوعت بتنوع أصحابها و اختلاف مدنها. كما شهدت أيضا خروجا للسلفيين للمطالبة بإطلاق معتقلي السلفية الجهادية، المعطى الثابت هو عدم تدخل الأمن و خلو المظاهرات من أي أعمال عنف، مما يعني حرص الدولة على أن تمر الأحداث في شكل طبيعي بعيدا عن أي تأزم، و لعل الشارع المغربي ينتظر ردا إيجابيا أكبر على مطالبه خاصة في لجم ما سمي ببلطجية الاحتكار و الاستبداد ممن يعرف بأصدقاء الدراسة.
التعليقات (0)