انتهى عام 2010، بأفراحه و أتراحه رحل، محليا ما الذي سنبقيه في ذاكرتنا عن هذا العام، تباعا، أحداث المغرب السياسية سجلت انطلاقة هادئة لتنتهي بمشهد دامي و حرب ديبلوماسية متعددة التشعبات، يناير 2010، تحدثنا عن مشروع الجهوية الموسعة و تكليف الملك محمد السادس السيد عمر أعزيمان سفير المغرب في اسبانيا و وزير العدل السابق برئاسة لجنة ستقوم بصياغة المشروع و تقديمه في شهر يونيو الماضي، ثم أجل إلى شهر دجنبر الماضي أيضا، غير أنه و كما يبدو، دخلت 2011 و اللجنة لم تنهي أشغالها، جهوية موسعة رداء الحكم الذاتي لأقاليم المغرب الجنوبية و حل المغرب لقضية الصحراء، حل يرى فيه المغرب ورقته الأساسية للتفاوض مستعينا بذلك على إجماع الداخل و دعم فرنسي للمبادرة( أي الحكم الذاتي) و ربما دولي كما يروج لذلك، على هذا الأساس انعقدت في شهر فبراير الماضي جولة من المباحثات بين الجانبين، طرفي الصراع، لم تثمر غير موعد آخر، المبعوث الأممي يقر بصعوبة الموقف و بتباعد الأطراف لكن ربما تعدد اللقاءات الرسمية و الغير الرسمية قد تغير من مواقف الجانبين ليتقدما خطوات للأمام، وفعلا تواصلت اللقاءات كان آخرها لقاء الضاحية في شهر دجنبر الحالي وقبلها في شهر نونبر، هذا الشهر كان علامة فارقة في السنة، أحداث مخيم اكديم ايزيك و ما تلاه في يوم الاثنين الأسود بمدينة العيون 8 نونبر 2010، هذا اليوم سيترسخ كثيرا في ذاكرة سكان المنطقة، مخيم خارج المدينة يقيمه ساكنة عانوا التهميش و الإقصاء، يريدون السكن و العمل، تتكاثر الإشاعات و تتناثر الخيام، ركوب إعلامي من طرف و تعتيم آخر، تكبر المشكلة، يختلط السياسي بالاجتماعي، يستفيق إعلام الداخل و الرسمي، بعد أن كثرت الأقاويل المعادية، مطالب إجتماعية مقابل نزوح إلى مخيم الاستقلال و الكرامة، تنعقد اللجان و يحضر كبار المسئولين، عطايا و هبات، إنه الحل، فجأة لجان التفاوض ليست إلا مجرمين و قطاع طرق يحاصرون آلاف المواطنين، سبحان مبدل الأحوال، تدخل أمني لفك الطوق، قتل و مذابح تكسير و عنف، و ضحايا عسكريون و مدنيون بالصدفة، الطامة أكبر، غير أن سيف الإعلام أقوى، إنتهت أحداث العيون ليبدأ نسج تفاصيل الحكاية من جديد، من السبب وراء المخيم ، من الرابح و من الخاسر؟
أحداث العيون جرت غريمي السياسة المستحدث صراعهما، الإستقلال و الأصالة، أركان الحزب في العيون ( حمدي و حمدي) و معهما شباط حامل لواء الحرب ضد الهمة خاصة في معقله فاس، اتهما حزب التراكتور مباشرة بدوره في تأزيم الأوضاع في العيون، صراع الأحزاب مرده القادم من الانتخابات، و صراعها لا يبنى عليه لأن رياح المصالح المتحكمة فيها قد تجعل النقيضين منها في مركب واحد إن دعت الضرورة، غير أن المثير و بالعودة إلى أحداث العيون هو ما تلاها من أحداث ليست بنفس القوة لكنها تعبير على أن الشارع بات يتحرك ضد التهميش وما يعانيه من مشاكل اقتصادية و اجتماعية، أحداث الحسيمة و تنغير مثال على ذلك.
حديث آخر يريدون له النسيان، لفشل البعض في تسويقه و جني نتائجه المبهرة، حديث البطل ولد سلمة، أين هو و لما هذا السكوت، لما لم يعد ليستقبل استقبال الأبطال، هل حقا ما يقوله الطاوجني صحيح؟ هل لعب ولد سلمة لعبته؟ ما الذي ربحه المغرب اعلاميا و سياسيا من وراءه هذا الرجل؟ بالمقابل ألم يكن المغرب ليحتاج مثل هذه القصة مقابل قصة الجبهة و الجزائر ( قضية امنتو حيدار) ؟ ألم يستفد المغرب دوليا من خلال تسليط الأضواء على معتقلي تندوف كما يسميهم؟
المغرب خاض حربا ضروسا و ضد جهات متعددة، الجزائر و الجبهة، صحف اسبانية، الجزيرة، و هل ننسى قصيدة المذيع العلوي و هو يحصي مثالب و ثغرات القناة في نظره و يتهكم على قطر و أميرها و أميرتها؟ الذين بالمناسبة اختارا المغرب كوجهة لقضاء خاتمة السنة و بداية الأخرى، هل هي رسالة تقارب، مواقع صحفية تحدثت عن محاولة الأمير الوساطة بين المغرب و الجزائر، قطر تريد رد الذاكرة إلى مبادرة فهد بن عبد العزيز.
هذا ما أمكننا الحديث عنه مما وقع في سنة 2010 محليا، و يبقى الجديد رهين الغيب، لكن إعتمادا على ما انتهت به أحداث العيون، أمام الدبلوماسية المغربية معارك قوية، خاصة في الساحة الأوربية، حيث ينشط معارضوا المغرب و المتخوفون من نهجه التنموي و الإصلاحي لمضايقته اقتصاديا ( شروط اتفاقية الصيد البحري و نسبة استفادة السكان الاصليين للصحراء منها مثلا )، كما قد تعرف هذه السنة اعادة اصطفاف المكونات الحزية استعدادا لانتخابات 2012، و الجديد قد يحمله حزب الاتحاد الشتراكي بأن ينضم لتحالف الهمة، هذا ما يريده لشكر حسب رفقائه في الحزب.
التعليقات (0)