مواضيع اليوم

حديث سيف الإسلام .. سيفا على السلام ..

 

لم يبادر القذافي الممثل البارع في الاستعراض والنقد ، الذي مثل دور القائد الاممي الثائر ، والذي تلبس لبوس الثوار لفترة من الزمن ، وانسلخ من جلدته وبات مفترسا وشاربا للدماء .. بعد أن دخل بيت الطاعة الأمريكية الإسرائيلية والامبريالية التي طالما حذر منه .. لم يبادر إلى إلقاء كلمة في التلفزيون على غرار سلفيه زين العابدين ومبارك ...ولم ينزل من عليائه إلى القاع ليرى الجمهور الذي طالما صفق له مرغما مكرها ... بل عمد إلى تكليف نجله هذا الفتى المدلل .. ليقوم بالمهمة نيابة عنه ...

فماذا قال سيف الإسلام .. إن لغة التهديد والوعيد .. ولغة الخطاب الفوقية التي يخاطب بها القذافي الصغير شعب والده .. لغة تنم عن مدى التخبط والارتباك والتردد التي سقطت فيه القذافية والنظرية الثالثة والكتاب الأخضر وأحال ليبيا من اللون الأخضر الشمولي إلى اللون الأسود الحزين وقد صبغ الأجساد بالدماء .. واصم الآذان بصوت الطائرات والرصاص وقذائف الار بي جي ضد الأجساد الغضة للأبرياء في ميادين الثورة الشبابية السلمية ..

لغة التهديد والوعيد تنم عن مدى التعصب الأعمى .. وقلة العقل ( والجنون ) الذي طالما اتصفت به القيادة القذافية لليبيا والتي جرت ليبيا على مدار العقود الأربعة إلى الكثير من الظلمات والمطبات والمصائب التي كلفت الخزينة والدولة والشعب الكثير ..إلى أن دفعت به إلى أن يرتمي في أحظان الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا وإسرائيل ، ولعل ما حدث في العراق أصابه بالرعب وهو يرى ( صدام ) يتدلى من حبل المشنقة .. فآثر السلامة بالذل على الموت بشرف ...

سيف الإسلام ونزواته وجنونه الذي مارسه على مدار عمره الذي نرجو الا يكون مديدا ..كثيرة .. ولن يكون آخرها التهديد بإبادة الشعب الليبي وحرق البترول وابار النفط .. والتهديد بالجوع والعطش لأطفال ونساء وشيوخ وشباب ليبيا ...

لم ينتبه القذافي الصغير .. إلى ما يجري في ليبيا .. في مسراته ودرنه وبنغازي والجنوب الصحراوي وحالات النسيان التي يعيشها الشعب الليبي .. لم ينتبه وهو يستعين بالمرتزقة والأفارقة ليعيثوا قتلا وتدميرا وفسادا في الأرض والشعب الليبي .. ولم يتعلم من الدرس كما لم يتعلم منه والده .. وباتت القذافية وما تدعوا اليه ( النظرية الثالثة ) في خندق والشعب في خندق آخر ... والحرب مستمرة .. فمن هو الخاسر الأكبر .. ومن هو المستفيد الأكبر ... ومن هو العدو ومن هو الصديق .. ومن هو الذي يمارس القتل ...ومن هو الذي فقد السيطرة على نفسه وانفلت عقال العقل عنده ..

لقد ألقى القذافي بالنظرية الثالثة .. والكتاب الأخضر .. والعقود الأربعة في سلة المهملات .. وبات يتصرف كما يشاع عنه ( كمجنون ) مسعور .. أين مناداته بسلطة الشعب .. واللجان الثورية ... والحركات الإصلاحية ...أين نظرياته الاجتماعية ...

سقط القذافي مع أول قطرة دم طاهرة زكية قطرت من دم أول شهيد أو جريح ... سقط القذافي يوم أن دافع عن زين العابدين بن علي .. يوم قال عنه وهو في غاية الارتباك والرهبة : إن زين العابدين بن علي كان زين ، وما كان يجدر بالتونسيين أن يخلعوه ..

سقط القذافي يوم أن قال لحسني مبارك ناصحا إياه باستخدام كل قوته للدفاع عن النظام .. سقط القذافي يوم أن تجاهل الجنوب الليبي ويوم أن سمح لعائلته بالتسلط على مقدرات الشعب وحكمهم بالحديد والنار ... سقط القذافي يوم أن أغلق فضاء الحرية والإعلام على بنغازي ..

واليوم يسقط القذافي أكثر في بئر عميقة مظلمة ويسقط معه حاشيته وهو يكلف سيف الإسلام والساعدي من بعده بإدارة الحرب بين القذافية وليبيا ... ولا زال الشعب ينادي يسقط القذافي ...وهم يهدمون نصب الكتاب الأخضر في الميادين العامة .. وسيسقط كما يليق بكل طاغية أن يسقط .. وسيسقط كما سقط زين العابدين ...ومن بعده مبارك .. ولن يذكره التاريخ إلا بما يستحق من سحائب الشتم واللعن .
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !