مواضيع اليوم

حديث القمر

حامد سعيد

2009-12-22 19:55:57

0

 

حبيبتي الغالية ....

أفتقدك جداً أم أحمد .... مشتاق للدمعة المترقرقة في عينيك, كم هي جميلةٌ حركة رمشيك وأنت تدمعين .... حركتهما سريعة متذبذبة مرتبكة وتزداد جمالاً حين تبتسمين .....كم أنت رائعة حلوتي تعبرين عن كل إحساسك الجميل بابتسامةٍ تصاحب دموع صامتةٍ يتخللهما ارتباك رمش جميل .. رمشاك المرتبكان يرفرفان كحمامةٍ تستقبل الصباح برفرفة جناحيها بكل رقةٍ ودلالاٍ وكأنها تستمتع بلذة الصباح .. كم تمنيت أن أكون رساماً لأرسم كل هذه المشاعر في لوحةٍ اكتب عليها (الرقة أسمها (مرام)  )


لم أتمنى شيئا في حياتي بقدر ما تمنيت وجودك معي الآن ..أتمنى أن أحلق معك في السماء ..أن نجري بين السحب .. أن نكون أكثر قرباً للقمر حتى نحدثه عن قلبينا الصغيرين الحالمين بالدفء والحنان .. نسامر القمر الحزين لأنه وحيد .. كم كان جميلاً القمر في الأيام الماضية ولكنه كان مكتئباً وحزيناً .. رأيته معطياً ظهره للأرض غاضباً .. لماذا يا قمر ؟ هل استرقت السمع لدنيا البشر .. هذه غلطتك.. ليس لدينا ما يسر هنا .. هنا قتل .. تشريد .. جوع .. وكره اسود , ما كان لك أن تتصنت .. ولكن لا تحزن .. ما دام هناك قلب ينبض بحب الله ويتذكر .. فلا تحزن .. وتذكر قد جئناك بقلبٍ أبيضٍ كي لا تحزن .. وأخيراً تبسم وأقسم (لأمثالكم سأكون أجمل ) .. ثم غاب مبتعداً ورحل .. انشغلت
عنه أياماً ..وقمة الغباء أن لا تودع عيناك القمر كل ليله قبل أن يغشاك النعاس .. أجعل وداعك لليوم بنظرةٍ للقمر ..


وهاهو اليوم عاد كما اقسم الأجمل ..سبحان الله.. سبحان من خلقك .. كم أنت أجمل وأروع اليوم .. لم تعد قمرا أصبحت هلالاً يسطع .. قال لي ( يا صاحبي أناذاك الذي رأيت قبل أيام ولكني أقسمت أن أجعل عقابي على ذوي القلوب السوداء التي لا تفقه لغة الجمال وفلسفة الحب.. طليت جسدي بالأسود الداكن حتى يرون في سوادي ذلك الظلام الحالك في صدورهم علهم يستيقظون .. ما لم فلا أتيح لهم فرصة التمتع بالنظر إلى جمالي .. وكما ترى يا صديقي لكثرة السواد الغالب على عالمكم لطخت معظم جسدي بالسواد .. حزنت في البداية .. وتألمت .. ولكني سررت وابتهجت عندما تعالت صيحات المعجبين وذوي القلوب البيضاء أمثالكم تشدوا فرحا برؤيتي هكذا , فكل هذا الإعجاب برؤيتي هلالاً أنساني سواد بقية جسدي .. أنا أجمل لكم فقط .. انتم من تملكون عيون الجمال وصدق الإحساس .. انتم قلة ولكنكم تحملون حب أكبر وحلم أجمل .. أنتم فقط من أسامر .. ولهم فقط أضحك ) ,


وهنا انتبه لوجودي وحيداً ..وزاد تأملاً في وجهي فلمح بين إعجابي الجم في جماله حزن صامت لا يتكلم ..أبتسم ممازحاً (أين تلك الصبية التي كانت معك قبل أيام .. كنت أحسدها حين تضغط على يديك بقوةٍ وكأنها تعلن أنها لن تتركك أبداً ...حتى أني شككت أن أظافر يدها قد غاصت في جلدك فلا فرار من قدرها..) وضحك القمر, وأردف قائلاً ( لولا أني رايتك سعيداً والنشوة تعلو عينيك لظننتها سجانتك) ثم أستدرك قائلا( لا..لا.. يا لغبائي من تملك تلك العينين الدامعة الحالمة لا تعدو إلا أن تكون ملاك نزل هدية من السماء... أو علها.... وسكت خائفاً... فأسرعت إليه قائلاً ( أو علها ماذا؟) قال متردداً (لا..لا..لاشيء) قلت له ( سأكمل عنك: أو علها قمر أزينت به الأرض عن قرب..فقلبها أبيض جميل ومشاعرها تتخطى صفاء السماء وزرقتها, وصدرها رحب كالبحر يغسل كل يوم أخطاء البشر ويعود نقياً بلا هموم بلا سموم.. وابتسامتها..) فصرخ بي القمر ( يكفي..يكفي.. اتفقنا هي قمر الأرض و أنا قمر السماء)- وحدث نفسه قائلا ( لو زاد وذكر شيئا عن ابتسامتها لما عدت أصدق أنني القمر) ..


وأكمل مداعباً إياي ( ولكني الأجمل) فصرخت به غاضباً ( بل هي الأجمل) فهدئني القمر ( اتفقنا هي القمر الأجمل في الأرض و أنا الأجمل في السماء) فقبلت أسلوبه المراوغ... وعدت لصمتي... ولكنة لم يصمت ( ولكن أين قمرك الأرضي يا هذا؟ هل طلي جسده بالسواد مثلي؟ وهل أنت ممن يرونه أسوداً؟ ... تكلمت صامتاً ( يا صاحبي .. لولا الحياء لبكيتها شجناً..شوقاً و عشقاً.. قد باعدت بيننا الدروب و البحور غدراً حتى تعذر لعيني رؤية وجهها الحبيب صبحاً أو ليلاً... ولكني أراها من نافذة قلبي المطلة مباشرة على عينيها.. وهي دائما ما تحوم حولي حارسة ومطمئنة علي... ولكني أترقب لقاء الأرواح بالجسد... العودة المرتقبة إلى عينيها...
للإرتماء على صدرها طفلاً... للخوض في حديث طويل مع عينيها...سأغازلها..سأمازحها... وسأغضبها ..حتى أستجدي تلك الدمعات المتموجات في عينيها...حتى استرق النظر إلى رفرفة رمشيها الجميلين بالدمع المتردد في مقلتيها... حتى تشرق الدنيا بابتسامتها الباكية الرائعة..... وحينها سأدعوها للرقص..أي الرقص تحبين سيدتي؟ أعرف انك تحبين رقصة الفالس.. رغم كوني لا اعرف الرقص ولكن عيناك سترشدانني.. هاهي خطانا تنسجمان معاً.. كم جميل فستانك الأبيض... ولكنهما بنفس القوة تقبض يداك يدي.. لذلك اشعر بالأمان والنشوة واني سأرقص بمهارة..


وعندما تلف يدي خصرك الأرفع ..خصرك الأبدع.. اشعر حينها أنني على استعداد للرقص با لاسباني و الاسكندينافي.. مادمت قريبة مني فسأفعل كل شي.. لأني أملك كل شي.. أملكك.. صاح بي القمر( يكفي يا هذا... بقدر ما فرحت بكل هذا الحب بينكما بقدر ما اشعر بشوق وحنين وحزن يكاد يقتلك.. أرحم نفسك يا صاحبي.. ستجتمعان يوما.. فاصبر يا هذا.., ما رأيك أن أزودك بأخبارها كي تطمئن عليها وتهدأ نفسك المتعطشة لها قليلاً ).., قلت له ( وكيف؟ ), قال ساخراً( معلوماتك عن القمر قليلة يا صاحبي.. أما عرفت أن القمر رسول الأحباب و ملتقى العشاق.. أطمئن يا عزيزي .. سآتيك منها بالأخبار السعيدة.. فانتظرني )


أبتسم بوسامة بدر انتشى بقصة حب حالمة, ثم لوح لي بيديه ..أين ذهبت يا سيد قمر؟ لماذا تأخرت؟... يا لك من محتال ..ستأخذ وقتاً في التأمل فيها... أعرفك تريد أن تتأكد من الأجمل !!... ولعلك عرفت من الأجمل فزاد حنقك فلم تحادثها..ولكن فضولك و لهفتك في سماع القصة الرائعة من الطرف الأخر سيعيدانك إليها... وعندما تبدأ (مرام) ببث نجواها و الحديث بشجن عن غائبها..وحين تبدأ الدمعة تحكي نيابة عنها و الرمش ينشر ما ترويه الدمع..وتأتي الذكرى لتوقظ البسمة على خديها فتكتمل الصورة الأروع.. المشهد الأجمل وحينها سيعرف القمر من الأجمل...... أعذرك يا قمر على تأخرك فعندما أحدق في عينيها لا أمِل أبداً.. وأكون حينها على استعدادٍ لتأمل أطول............ لا زلت انتظر عودة القمر .

 

حامد سعيد

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !